اقرأ في هذا المقال
هل للتكنولوجيا تأثير إيجابي على اتجاهات التلاميذ ذوي صعوبات التعلم؟ وهل يتحسن مفهوم الذات؟ هل هؤلاء التلاميذ أكثر حماساً للخبرة المدرسة؟ عندما تطرح هذه الأسئلة على المعلمين والمعنيين بالتربية الخاصة؛ فإنهم يجيبون بشكل ثابت بأن استخدام التكنولوجيا ينتج عنه تحسن في الاتجاه.
الفوائد الوجدانية للتكنولوجيا لذوي صعوبات التعلم
في دراسة أجراها العلماء طلب فيها من معلمي التربية الخاصة، الحديث عن خبراتهم والمتمثلة في استخدام التكنولوجيا مع التلاميذ الذين يعلمونهم، ذكر المعلمون أكثر من (200) قصة نجاح يخص العديد منها الفوائد الوجدانية للتكنولوجيا، ومن هذه الأمثلة استخدم تلميذ ضعيف في الكتابة برنامجاً لتجهيز الكلمة لكتابة وطباعة الواجبات المعلم اللغة الإنجليزية، وقد كان هذا التلميذ فخوراً بنفسه.
وقد لاحظ القارى أن هذا التلميذ كان قادراً على التعبير عن أفكاره، وتغير اتجاه التلاميذ نحو المدرسة؛ لأن التعلم أصبح شيئاً ممتعاً بالنسبة له، وحدوث تغير كبير في مفهوم الذات، وعمل الطلاب بجد وقلت نسبة الطلاب الجاهلين، وذلك حتى يتمكنوا من المكوث لفترة أطول مع الكمبيوتر، فقد حضر الطلاب في مواعيدها للمشاركة في الأنشطة التعليمية على الكمبيوتر.
وينكر معلمو اليوم أنواعاً مشابهة للتغيرات الاتجاهات في استخدام التلاميذ للتكنولوجيا، وفي ثلاث دراسات عن أدوات تجهيز الكلمات مع التلاميذ ذوي صعوبات التعلم طلب من المعلمين وصف خبرات تلاميذهم، وأيضاً كان لدى جميع التلاميذ اتجاهات أفضل كما شاركوا أكثر وكتبوا أكثر في الصحف، سابقاً كان هناك تلميذ يلقي بالمنضدة، ويهرب من الحجرة إذا ما سمع الكتابة، الآن أصبح يكتب كثيراً في الصحف، ويرغب في قراءة ما كتبه جهراً.
كما قام بكتابة بعض الرسائل الموجزة للوالدين على الكمبيوتر، وبعض التلاميذ كانوا في بداية العام الدراسي يصرخون ويرتجفون عندما يعطى لهم واجباً كتابياً، كما أن لديهم صعوبة كبيرة جداً في التهجئة، وأما الآن فهم يكتبوا وهم يشعرون بالراحة على الكمبيوتر، ويمكنه تصحيح الأخطاء الإملائية، والبعض الآخر من التلاميذ كانوا يكرهون المراجعة بل ويرفضونها، وأما هذا العام فليست لديهم شكوك، بل هم الآن يراجعون ما كتبوه ومستخدماً الفاحص الهجائي.
وعلى الرغم من أن التقارير الروائية تقدم على نحو ثابت أدلة موثقة عن الفوائد الوجدانية لاستخدام التكنولوجيا مع التلاميذ ذوي صعوبات التعلم، فمن الصعوبة أن نجد دليلاً موضوعياً عن التغيرات في الاتجاه، وفي مشروع تعزيز مهارات الكتابة، ومشروع آخر يتعلق بمهارات الكتابة لم يستطع العلماء إظهار تغيرات إيجابية في اتجاهات التلاميذ ذوي صعوبات التعلم نحو الكتابة والقراءة.
وإحدى التفسيرات الممكنة لعدم التحسين، هي أن اتجاهات التلاميذ كانت إيجابية في بداية التدخلات للمعرفة القرائية والكتابية والتفسير الآخر، هو أن الباحث قد قام بقياس التغير في الاتجاه نحو مهارات مدرسية معينة، بدلاً من الثقة بالنفس أو الاتجاه نحو المدرس بشكل عام.
تعزيز الأداء المدرسي للتكنولوجيا لذوي صعوبات التعلم
هل التكنولوجيا أداة مفيدة في تحسين الأداء المدرسي للتلاميذ ذوى صعوبات التعلم ؟ وهل تزيد من بقاء التلميذ مع المهمة وتحسن من معدل التعلم؟ وهل يتعرض التلاميذ للمهارات الجديدة ومجالات المعرفة من خلال التكنولوجيا؟ والإجابة على هذه الأسئلة هي نعم، نعم التكنولوجيا مفيدة لهذا النوع من المتعلمين ومع ذلك، فليست التكنولوجيا هي الدواء الناجح لكل الأمراض.
فالتكنولوجيا لا تمحو تأثيرات صعوبة التعلم عوضاً عن ذلك، فإن الكمبيوتر والتكنولوجيا الأخرى لديهم القدرة على تقديم المساعدة والدعم للتلاميذ أثناء مباشرتهم لمهام التعلم المدرسية، والبحوث عن الكمبيوتر والأداء الأكاديمي للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم واضحة، والتكنولوجيا مفيدة إلا أن فائدتها ليست مثيرة، فالتلاميذ ذوي مشكلات التعلم لا يتحلون إلى مرتفعي الإنجاز لمجرد الجلوس أمام الكمبيوتر.
بدلاً من ذلك كما ذكر من قبل عن البحوث في تجهيز الكلمة، فإن هناك تغيرت أكاديمية إيجابية تعود إلى التكنولوجيا، إلا أن هذه التغيرات محدودة في الغالب، ولخص بعض العلماء استعراض للتراث عن التعلم بمساعدة الكمبيوتر، إلى أن البحوث أظهرت أن التعليم القائم على الكمبيوتر يمكن أن يحسن المهارات في العديد من مجالات المهارات الأساسية، وأخرون يوضحون أن تركيز بحوث التربية الخاصة كان محدوداً، حيث قامت معظم الدراسات والبحوث بدراسة تأثير سوفتوير الممارسة والتدريب.
والنقد كان يتعلق بتعليم القراءة في استعراض للبحوث عن التعليم بمساعدة الكمبيوتر بالنسبة للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم، يعلق بعض الباحثون بأن تطبيقات الكمبيوتر في بناء المهارة أكثر وضوحاً في بناء مهارات التشفير القرائي عنها في أي مجال آخر، وأن تدخلات السوفتوير والهاردوير في بحوث التكنولوجيا يتم الخلط بينها وبين التدخلات التعليمية، وعلى سبيل المثال العديد من الدراسات تدمج بين مدخل تجهيز الكلمة ومدخل التدريس مثل تدريس الكتابة كعملية واستراتيجية.
عندما يتم دمج المعالجات فمن المستحيل فصل التأثيرات الفارقة لكل منهما في نواتج الدراسة، وإحدى أهداف مشروع تعزيز مهارات الكتابة، والذي قام به بعض العلماء هو عزل تأثيرات الأدوات العديدة لتجهيز الكلمة على أداء التلاميذ ذوي صعوبات التعلم، لهذه الغاية قام العلماء بتقديم تعليم جيد للكتابة، وذلك لجميع التلاميذ بما فيهم تلاميذ المجموعة الضابطة، وبهذه الطريقة أصبح هؤلاء الباحثون قادرين على تجديد أي سمات للتكنولوجيا إن وجدت تسهم في المكاسب الأكاديمية.
وفي دراسته عن أدوات إدخال النص، قارن العلماء طرقاً عديدة لإدخال النص في الكمبيوتر، مع الكتابة يدوياً على مدار المنهج التعليمي المقدم في الدراسة، وأظهر التلاميذ ذوي صعوبات التعلم فائدة أكبر في سرعة الكتابة عند استخدامهم برنامج التنبؤ بالكلمة للكاتب المشترك منه، مع طرق المدخلات الأخرى لوحة المفاتيح المتعاقبة والمرتبة ترتيباً أبجدياً، والتعليم باستخدام لوحة المفاتيح ومع ذلك ظل الخط اليدوي أسرع طريقة للمدخلات.
في دراسات أخرى قاموا بدراسة أثر الأنواع الأخرى من أدوات تجهيز الكلمة، الفاحص الإملائي وفاحص القواعد والحديث التركيبي من بين هذه الثلاثة، تبين أن الفاحص الإملائي فقط له التأثير التلاميذ ذوي صعوبات التعلم الذين تعلموا استخدام الفاحص الإملائي في التحرير، وأظهروا تحسناً في جودة ودقة الكتابة، بالإضافة إلى هذه الاستنتاجات العامة، ونتج عن البحوث أيضاً معلومات تسهم في القاعدة المعرفية التي يعتمد عليها المعلمون عند اتخاذ القرارات بشأن استخدام التكنولوجيا في التدريس.
على سبيل المثال، خلص العلماء أن الفاحص الإملائي يتباين في مستويات تأثيره، وفي دراسة واحدة كان الفاحص الإملائي في مجهز الكلمات قادراً على تقديم مقترحات دقيقة للكمات خاطئة التهجئة التي كتبها التلاميذ ذوي صعوبات التعلم (50%) من الوقت هذا المعدل كان مسار المعدل الذي أعلن عنه باحثون آخرون على الرغم من أن (50%) يبدوا ضعفا، إلا أنه أصبح أكثر استيعاباً وفهما من قبل التلاميذ عند مراعاة أخطاء التلاميذ.