إن الإسلام اعتنى بالطفل وأعطاه الأولوية في الأسرة ووضع له كثير من الحقوق والواجبات من الأهل؛ حتى ينشأ طفلًا سويًا بعيدًا عن المشاكل التي تؤثر عليه، وإن الله تعالى أنزل في كتابه العزيز إطاراً قانونيًا يحفظ الطفل بما في ذلك حقه في الحياة والعيش بسلام والعيش في بيئة آمنة، ويعتبر الأمن من حقوق الطفل في الإسلام التي يبدأ بها حتى قبل ولادته حتى قبل الحمل.
واجب الوالدين تجاه الأبناء
على الوالدين واجب رعاية أبنائهم وتربيتهم على النحو اللائق؛ لأن الأطفال يجلبون السعادة لوالديهم ويكونون سنداً لهم من مصائب الحياة اذا اعتنوا بهم، وإن الالتزام بتعاليم الإسلام يمكن أن يسهم في حل الخلافات والنزاعات التي تؤثر سلبًا على الأطفال، والخلافات التي يتعرض لها الأبناء عديدة منها المشكلات الصحية والعقلية والنفسية والاجتماعية والأكاديمية.
آثار المشاكل الأسرية على الأبناء
هناك عدد كثير من المشاكل الأسرية التي تؤثر سلبًا على الأطفال، ومنها مشاكل الأطفال في المدرسة مع المعلم والتعليم وتدني المستوى الأكاديمي والتحصيلي في المدرسة، والتوتر والمشاكل مع أقرانه وأصدقائه في المدرسة أو في بيئته التي يسكن بها، واستخدام الألفاظ البذيئة والعنف الجسدي مع الآخرين، شرب الكحول وتعاطي المخدرات والتدخين، إن الإدمان على المخدرات وغيرها تدمر صحة الطفل الجسدية والعقلية، وبالتالي فهي تدمر علاقاته الاجتماعية.
والمشاكل الصحية والجسدية التي يصاب بها الأطفال من جراء المشاكل الأسرية، والعلاقات الاجتماعية الضعيفة وضعف التواصل مع الآخرين، وهذا يربى طفلًا وحيدًا منطويًا بعيدًا عن الآخرين غير فعال في المجتمع، ومن آثاره كذلك الصعوبات في الصحة العقلية والترويحية والمشاكل النفسية للطفل، فقد حث الإسلام على اهتمام الأهل بالصحة النفسية للطفل؛ وذلك لتكوين طفل سليم خالي من الأمراض النفسية.
ومن الآثار السلبية على الطفل من المشاكل الأسرية، التبول اللاإرادي حين ينام الأبناء، والخوف من أي شيء مؤثر خارج البيت، وعدم الأمان في داخل البيت أو خارجه، ومشاكل في النوم والسهر الليلي، والغضب الشديد، والخوف من الأب وبعض الأحيان من الأم وتدهور العلاقة معهم، وعدم الشعور بالجوع وفقدان الرغبة بالطعام، والمشاحنات داخل الأسرة، سوف يؤثر على نظرة الأبناء للزواج وتكوين الأسرة.