لم يَعد هناك مجالاً للشك في أن المعرفة التي لا تبنى على أسس منطقية تعتمد على أسلوب البحث العملي الحديث لا يتم الأخذ بها، وهذا ما يعرف في الوسط الطبي مثلاً “الطب المعتد على البراهين”، وهو ليس تخصصاً طبيّاً بل التزاماً شخصياً من الطبيب بمتابعة آخر المستجدات والبراهين والدراسات في مجال تخصّصه، فالمعرفة علم سريع التقدم لا تترك مجالاً للظن أو التخمين أو ما تم سماعه من قبل القدماء، بل على ما هو حديث ومعاصر وأكيد.
ما هو منهج البحث العلمي في الحصول على المعرفة؟
يعمل الباحثون اليوم من خلال أسس منطقية تقودهم لنتائج حقيقية تدعى بمنهج البحث العلمي، وهو منهج مشترك يعتمد على التجربة والرصد والتوثيق، بحيث يمكن لعالِم في ألمانيا مثلاً أن يتهم نظيره في بلد آخر بأنه لم يتقيّد بأسس المنهج العلمي في أبحاثه.
علينا أن نعي تماماً أهمية التفكير المنطقي في أنفسنا وأن نقوم بتعليمه لمن هم حولنا، وأن نقوم على تدريسه في مدارسنا كمنهج نزيه ومحايد في التفكير والنقد والتحليل، إذ يجب أن نفعّل ذلك إن أردنا من الآخرين التفكير بطريقة صحيحة ونقد الأشياء بطريقة مجرّدة والحكم عليها بطريقة محايدة، حيث أنّ المنطق أصبح اليوم ضرورة وأكثر أهمية من تدريس الكثير من المناهج الضيّقة المحدودة.