المفاهيم الأساسية والالتزامات الخاصة بنهج القدرة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


عند التساؤل لماذا يعتبر التعريف المحمّل بالقيمة لنهج القدرة في علم النفس للقدرات إشكالية بحسب منتقديه؟ إذا كان ما يمكن اعتباره قدرة ذات قيمة معيارية فإنه يجازف بتجاهل أن قيمة مجموعة معينة من القدرات والوظائف قد تعتمد أيضًا بشكل حاسم على ما  لا  تسمح به أو لا تسمح به أو ما إذا كانت تسمح بذلك.

المفاهيم الأساسية الخاصة بنهج القدرة في علم النفس

تتمثل المفاهيم الأساسية الخاصة بنهج القدرة في علم النفس من خلال ما يلي:

1- الوظائف والقدرات كأفعال وكائنات

في صميم نهج القدرة يوجد التزام معياري لتصور الرفاهية من حيث القدرات والوظائف، فالوظائف هي أفعال وكائنات أي حالات مختلفة من البشر والأنشطة التي حققها الشخص، مثل التغذية الجيدة والزواج والتعلم والسفر، في حين أن القدرات هي الفرصة الحقيقية أو الموضوعية أن عليهم تحقيق هذه الأعمال والكائنات، تشير مجموعة القدرة الخاصة بشخص ما إلى مجموعة القدرات التي يمكنه الاختيار من بينها.

بينما يشير مصطلح القدرات الأساسية إما إلى المعدات الفطرية للأفراد الضرورية من أجل تطوير القدرات الأكثر تقدمًا، مثل القدرة على الكلام واللغة الموجودة عند حديثي الولادة ولكنها تحتاج إلى تعزيز، أو حرية القيام ببعض الأشياء الأساسية التي تعتبر ضرورية للبقاء وتجنب أو الهروب من الفقر أو الحرمان الخطير الآخر، فإن أهمية القدرات الأساسية لا تكمن في تصنيف مستويات المعيشة بل في تحديد نقطة فاصلة لغرض تقييم الموقف والهدف والحرمان والاحتياجات.

في الآونة الأخير كان هناك نقاش داخل أدبيات القدرات في نهج القدرة في علم النفس حول ما إذا كانت القدرات والوظائف يجب أن تقتصر على الأعمال والكائنات ذات القيمة الإيجابية فقط، كما هو الحال وفقًا للنظرية المعيارية، أو تلك التي لدينا سبب للقيمة من خلالها، أو تلك التي تروج لبعض الأشياء المطلقة، حيث أن الهدف المعياري مثل الدوافع الإنسانية أو ما إذا كانت القدرات والوظائف هي مفاهيم محايدة من حيث القيمة لا تشمل فقط الأفعال والكائنات السلبية والمحايدة.

لإدراك الوظائف السيئة أخلاقياً مثل السلوكيات السلبية والمعادية للمجتمع، يستبعد مفهوم القدرات المحملة بالقيمة تحليليًا مثل هذه الأعمال والكائنات غير المقيّمة من الناحية المعيارية من الاعتبار في نهج القدرة، على الرغم من أنها قد تكون بنفس الأهمية لتقييم مجموعة القدرة مثل الأعمال والكائنات ذات القيمة الإيجابية.

السبب الذي يجعل نهج القدرة المحمّل بالقيمة قد يكون إشكاليًا يستبعد تطبيقات إطار القدرة التي لا تهتم بما هو ذا قيمة أو لا، وفي بعض الحالات تهتم بالقدرات السيئة أخلاقياً، فمن تطبيقات القدرة هذه ما تصور الظواهر والأغراض التجريبية، على سبيل المثال الدراسة التجريبية التي تحقق في انتشار العنف المنزلي في المجتمع ستهتم بما إذا كان الأزواج لديهم القدرة والأداء لممارسة هذا العنف وهي حالة واضحة من قدرة سيئة أخلاقياً، لكنها وثيقة الصلة بالموضوع، وبالتالي يكون تعريف القدرات والوظائف مقصورًا على الأعمال والكائنات ذات القيمة المعيارية أو الإيجابية فقط.

2- القدرات كحريات حقيقية

تُعرَّف القدرات على أنها الحريات الحقيقية أو الموضوعية التي يجب أن يتمتع بها الناس لتحقيق أفعال وكائنات معينة، هناك سوء فهم متكرر في الأدبيات الثانوية لنهج القدرة يتعلق باستخدام مصطلح الحرية، غالبًا ما يقارن نهج القدرة في علم النفس بين القدرات والحريات خاصة في الأدوار الاجتماعية دون أن يحدد دائمًا بمزيد من التفصيل نوع الحريات التي يشير إليها، ومع ذلك يمكن بسهولة إساءة فهم هذه المعادلة لأنه توجد أنواع عديدة من الحرية بعضها قيِّم وبعضها ضار وبعضها سلبي وتعني الحرية أشياء مختلفة جدًا لأناس مختلفين.

من سوء الفهم المهم للخروج من الطريق أن القدرات كحريات تشير حصريًا إلى السلوكيات الحرة، يقول نهج القدرة أن الناس لديهم سبب لتقييم الحرية في الإنتاج والشراء والبيع في الأسواق والتفاعل الاجتماعي، هذه النقطة هي جزء من عمل نهج القدرة الأكثر عمومية حول التنمية، وهي مسألة مختلفة تمامًا عن السؤال المتنازع عليه بشدة في علم النفس التنظيمي فيما يتعلق بفوائد وحدود المجتمع كنظام للإنتاج والتوزيع الاجتماعي، فالوظائف والقدرات هي تصورات لإنجازات الرفاهية وحريات الرفاه النفسي.

3- عوامل التحويل

يعتمد نهج القدرة ما إذا كان لدى شخص ما القدرة على تحقيق فعل أو كائن معين على ما يسمى عوامل التحويل، فالموارد المتنوعة مثل السلع والخدمات القابلة للتفاعل والاشتراك بين الأفراد، وكذلك السلع والخدمات الناشئة من الاقتصاد غير السوقي بما في ذلك الإنتاج المنزلي، لها خصائص معينة تجعلها تهم الناس، حيث يتم التقاط العلاقة بين الخير وإنجاز كائنات وأفعال معينة من خلال مصطلح عامل التحويل أي الدرجة التي يمكن فيها للفرد تحويل المورد إلى وظيفة.

هناك عدة أنواع مختلفة من عوامل التحويل في نهج القدرة وغالبًا ما يتم تصنيف عوامل التحويل التي تمت مناقشتها إلى ثلاث مجموعات، حيث تؤثر جميع عوامل التحويل على الكيفية التي يمكن بها للشخص أن يكون أو يتمتع بحرية تحويل خصائص الموارد إلى وظيفة، ومع ذلك قد تختلف مصادر هذه العوامل، عوامل التحويل الشخصية داخلية بالنسبة للشخص، مثل التمثيل الغذائي أو الحالة البدنية أو مهارات القراءة أو الذكاء.

تؤكد جميع أنواع عوامل التحويل الثلاثة أنه لا يكفي معرفة الموارد التي يمتلكها الشخص أو يمكنه استخدامها حتى يتمكن من تقييم الرفاهية التي حققها أو يمكن أن يحققها، بدلاً من ذلك نحتاج إلى معرفة المزيد عن الشخص والظروف التي يعيش فيها، يستخدم القدرة ليس للإشارة حصريًا إلى قدرات الشخص أو السلطات الداخلية الأخرى ولكن للإشارة إلى فرصة أصبحت ممكنة، ومقيدة بعوامل التحويل الداخلية في الشخصية والخارجية في الاجتماعية والبيئية.

الالتزامات الخاصة بنهج القدرة في علم النفس

تتمثل الالتزامات الخاصة بنهج القدرة في علم النفس من خلال التمييز بين الوسائل والغايات كما يظهر مفهوم عوامل التحويل فإن نهج القدرة يؤيد بشكل صريح ويعتمد على تمييز تحليلي رئيسي في الفلسفة العملية، وهو التمييز بين الوسائل والغايات، حيث يشدد النهج على أننا يجب أن نكون دائمًا واضحين عند تقييم شيء ما، سواء كنا نقدره كغاية في حد ذاته، أو كوسيلة لتحقيق غاية قيّمة.

بالنسبة لنهج القدرة فإن الغايات النهائية للمقارنات بين الأشخاص هي قدرات الأشخاص، وهذا يعني أن نهج القدرة يقيّم السياسات والتغييرات الأخرى وفقًا لتأثيرها على قدرات الأفراد بالإضافة إلى وظائفهم الفعلية، يسأل عما إذا كان الناس قادرين على التمتع بصحة جيدة، وما إذا كانت الوسائل أو الموارد اللازمة لهذه القدرة مثل المياه النظيفة والصرف الصحي المناسب والوصول إلى الأطباء والحماية من العدوى والأمراض والمعرفة الأساسية حول القضايا الصحية موجودة.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: