المنطق الحدسي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تشير الأبحاث النفسية الحديثة إلى أن علماء النفس والباحثين المنطقين قادرين على استخلاص استنتاجات منطقية أو احتمالية بسيطة بشكل حدسي وتلقائي نسبيًا، وهي القدرة التي يطلق عليها بالمنطقي الحدسي، مما يشير إلى أن المعلومات حول الصلاحية المنطقية متاحة بسرعة كافية للتدخل في أحكام المعتقدات.

المنطق الحدسي في علم النفس

يشير المنطق الحدسي في علم النفس في مجال التفكير واتخاذ القرار إلى أن الأفراد لديهم المقدرة على اكتشاف الاستجابات الصحيحة المعيارية وإنتاجها تلقائيًا تمامًا وبشكل حدسي، هذه القدرة التلقائية التي يُطلق عليها المنطق الحدسي في علم النفس أو المنطق البديهي، تتعارض مع نظريات التفكير التقليدية والتي وفقًا لها يعتمد الحدس على المشاعر الغريزية للفرد وليس لديه إمكانية الوصول إلى المعايير المنطقية أو السببية أو الاحتمالية.

في حين تم تسمية هذه القدرة بالمنطق الحدسي في علم النفس، حتى الآن لم يكن هناك أي دليل يدعم الزعم بأن المنطق أو الاحتمالية أو المعيارية الأخرى القواعد بأنها تنتج الظاهرة المعنية، في الواقع من الممكن أن يستغل الناس بنية المشكلة المرتبطة بخصائصها مثل الصلاحية، بدلاً من حساب الإجابات على أساس الصلاحية في حد ذاتها.

في المنطق الحدسي في علم النفس يتم اختبار الفرضية القائلة بأنه في حالة المنطق الاستنتاجي، يعتمد المنطقين على السمات الهيكلية التي تتماشى مع الصلاحية المنطقية في أحكامهم البديهية بدلاً من حساب الإجابات بناءً على المنطق الفعلي.

في المنطق الحدسي في علم النفس تميز نظريات المواقف المزدوجة بين النوع الأول في الوظائف البديهية والنوع الثاني المتمثل في الوظائف التداولية، استنادًا إلى النسخة التقليدية من هذه النظرية تعتمد العمليات التداولية على التفكير المجرد غير السياق وفقًا للقواعد، هذه القواعد سواء كانت قواعد منطقية ثنائية أو قواعد سببية واحتمالية، يُفترض أنها يمكن الوصول إليها بشكل أساسي، عن طريق التفكير من العمليات التداولية.

من ناحية أخرى يُعزى المنطق الحدسي في علم النفس إلى معالجة ميزات مشكلة لا علاقة لها بالقواعد المعيارية، حيث يفترض المنظرين من علماء النفس أن العمليات البديهية تسبب فشلًا منطقيًا من خلال الاعتماد المفرط على مثل هذه الميزات غير ذات الصلة بدلاً من الميزات الأكثر صلة.

حجج المنطق الحدسي في علم النفس

في حِجَج المنطق الحدسي في علم النفس يقيم المنطقين من علماء النفس حِجَة معينة بناءً على مصداقية استنتاجها بدلاً من صحتها المنطقية، حيث تم تحدي هذا الرأي مؤخرًا من خلال النتائج الجديدة التي تشير إلى أن التفكير الحدسي يمكن أن يعتمد على القواعد المنطقية والاحتمالية، مما ينتج عنه استجابات صحيحة معياريًا دون مشاركة التفكير المتداول.

تم التحقيق في هذا التأثير من الحِجَج من خلال عدة نماذج مختلفة تتمثل في نموذج اكتشاف الصراع حيث يتم تقديم المشاركين بحِجَج منطقية تتعلق بالصراع وغير الصراع، وفي حِجَج الصراع تتعارض الصلاحية المنطقية مع مصداقية الاستنتاج على سبيل المثال الحِجَج الصالحة غير المعقولة وغير القابلة للتصديق.

في الحِجَج غير المتضاربة من حِجَج المنطق الحدسي في علم النفس، تتوافق الصلاحية المنطقية مع مصداقية الاستنتاج على سبيل المثال الحِجَج الصالحة القابلة للتصديق وغير الصحيحة وغير المعقولة، حيث يمكن العثور على أمثلة لكل نوع مشكلة فقد وجد الباحثين أن المنطقين أقل ثقة وأبطأ في استجاباتهم لحِجَج الصراع مقارنة بالحَِجج غير المتضاربة، بغض النظر عما إذا كانت الاستجابة متحيزة أو منطقية.

يظل هذا التأثير مهمًا حتى عندما يتم تقليل فرصة المشاركة في التفكير التحليلي إلى الحد الأدنى من خلال تنفيذ المواعيد النهائية للاستجابة أو عن طريق زيادة الحمل المعرفي، بحيث يصعب تفسير هذا التأثير في حسابات العملية المزدوجة التقليدية؛ لأن الاستجابة البطيئة القائمة على المنطق الحدسي في علم النفس يجب ألا تكون قادرة على التدخل في استجابة سريعة بناءً على المصداقية.

نماذج المنطق الحدسي في علم النفس

يجب ألا يستجيب المنطقين بشكل مختلف للنزاع وغير بنود الصراع، وتشير تأثيرات التداخل إلى أن المنطقين لديهم وصول تلقائي وبديهي إلى القواعد المنطقية والاحتمالية في المنطق الحدسي في علم النفس، ونموذج الاستجابة الثنائية هو طريقة أخرى مستخدمة لفحص ما يسمى بالحساسية البديهية للصلاحية المنطقية والاحتمال.

في هذا النموذج من الاستجابة الثنائية في المنطق الحدسي في علم النفس يتم تقديم مشكلة للمشاركين مرتين مرة واحدة تحت الحمل المعرفي والموعد النهائي للاستجابة، ومرة ​​واحدة دون تحميل أو معالجات الموعد النهائي، أظهر علماء النفس المتعلقين بهذه النماذج أن المشاركين قادرين على استخلاص استنتاجات قائمة على القواعد بسرعة وبشكل حدسي.

يُشار لهذا النموذج بحساسية تجاه الاحتمالية وقواعد المنطق الحدسي في علم النفس في الوقت نفسه، فهناك طريقة محددة لفحص المنطق الحدسي في نموذج الاستجابة الثنائية وهي تحليل اتجاه تغيير الاستجابة من الوقت نفسه.

وفقًا لمنظري العملية المزدوجة التقليدية يتمثل دور التفكير التحليلي في تقييم إمكانية تبرير الاستجابات الأولية وتصحيح الاستجابات البديهية المتحيزة عند الضرورة في المنطق الحدسي في علم النفس، على عكس الفرضية التصحيحية لنظرية العملية المزدوجة، أظهر تحليل اتجاه التغيير أن غالبية الاستجابات الصحيحة معياريًا يتم إنتاجها في نفس الوقت.

يأتي خط آخر من النماذج الداعمة للبديهيات المنطقية في المنطق الحدسي في علم النفس من الدراسات التي أظهرت أن الناس حساسين للصلاحية المنطقية، حتى في المهام التي تكون فيها الاستجابة المطلوبة غير مرتبطة بالبنية المنطقية، تعتمد إحدى هذه الطرق على نموذج الإسناد الخاطئ.

البنية المنطقية للحجج في المنطق الحدسي في علم النفس

قام الباحثين في مجال الاستدلال والحكم بتكييف هذا النموذج من خلال مطالبة المشاركين بالحكم على مدى الإعجاب والسطوع المادي للبيان الختامي للحِجَج المنطقية في المنطق الحدسي في علم النفس، بناءً على هذه التعليمات فإن البنية المنطقية للحِجَة في المنطق الحدسية هي ميزة غير ذات صلة ولا يجب أن تؤثر على الردود.

ومع ذلك فقد أظهرت النتائج أن أحكام الإعجاب والسطوع أعلى بالنسبة للحِجَج الصحيحة مقارنة بالحِجَج غير الصالحة وفقًا لنموذج الإسناد الخاطئ، عند قراءة حِجَة متماسكة صحيحة يتم تنشيط الشعور بالطلاقة، مما يؤدي بدوره إلى التأثير الإيجابي، ثم يُنسب هذا الشعور الإيجابي بشكل خاطئ إلى أحكام الإعجاب والسطوع الجسدي.

لقد قيل أن هذه النتائج تتفق مع الادعاء بأن المشاركين يعالجون الهيكل المنطقي تلقائيًا، مما يتداخل مع قدرتهم على إصدار أحكام بناءً على الخصائص ذات الصلة للمهمة، ومع ذلك تشير الأبحاث النفسية الحديثة إلى أن تأثير المنطق على تصنيفات الإعجاب قد يكون أقل سهولة مما كان يعتقد في الأصل، حيث يمكن أن تتأثر بالتلاعب التي تعيق التفكير المتداول.


شارك المقالة: