لا يمكننا أن نبقى في مرحلة الشباب والحيوية حتى نهاية حياتنا، فهذا قانون كوني نمرّ بكافة مراحله منذ مرحلة الصغر مروراً بمرحلة النشأة والشباب، وصولاً إلى مرحلة الشيخوخة، فمن المهم أن نتخيّل أنفسنا بعد سنّ التقاعد، وبعد الحصول على النجاح الذي كنّا نطمح إليه في الماضي، فهل هناك ما سنندم عليه بعد سن الستين مثلاً.
أفعالنا التي نقوم بها الآن تحدّد مشاكلنا المستقبلية:
من المهم ألا نفعل حالياً ما لا نرغب في رؤيته حين نصل إلى هذه السن، إذ علينا أن نحطّم بشكل مبكر كلّ عادة أو فعل أو مشكلة صغيرة تتبلور في هذه الأيام، قبل أن تصبح كبيرة ويصعب التخلّص منها أو حلها قبل الوصول إلى مرحلة الهرم.
علينا أن نفكّر بإمكانية وفاتنا بعد ستة أشهر مثلاً، فحين نعرف حتمية وفاتنا بعد وقت معلوم، سنبادر بسرعة لإزاحة كافة الاهتمامات الثانوية وغير المهمة في حياتنا، وسنقوم بالتركيز على أهم هدف أو هدفين كنّا نقوم على تأجيلها دائماً، فالتفكير بهذه الطريقة من شأنه أن يمنحنا فهماً أفضل ﻷنفسنا وإعادة تعريفنا لذاتنا، وقبل أن نلوم الناس من حولنا علينا أولاً أن نعرف أنفسنا، وألا نتوقّف عن التساؤل بخصوص هويتنا ورسالتها وأبرز أولوياتها، فالسؤال في كثير من الأحيان يقدّم نصف الإجابة.