النجاح يتطلب المبادرة

اقرأ في هذا المقال


إذا كنّا نطمح إلى النجاح، فعلينا أن نبادر في تكوين مجموعة من العقول المدبّرة، عن طريق الاقتراب من شخص أو شخصين، نُكنّ لهما المحبة والاحترام والإعجاب. علينا أن نتأكد من أنَّ لهما نفس الموقف التبادلي الإيجابي نحونا، ويُفضّل أن يكونوا من العاملين في مجالنا، أو في مجال آخر قريب منه، قد يكونوا أصغر أو أكبر سناً، من نفس نوعنا، أو من الجنس الآخر، كلّ ذلك غير مهم ما دامت توجد بيننا أمور مشتركة، وأفكار متشابهة تخدم فرص نجاحنا.

ما هو تعريف المبادرة

المبادرة تعني أن تبدأ بالعمل أو اتخاذ الخطوة الأولى في أي مشروع أو مهمة دون أن تنتظر دفعًا من الآخرين. هي فعل ينم عن الاستباقية والثقة بالنفس، حيث يتحلى الشخص بالجرأة للقيام بما هو ضروري لتحقيق أهدافه. تكون المبادرة عادة مرفقة بروح المثابرة والإبداع، حيث يسعى الفرد إلى تحقيق التغيير والابتكار في مجاله.

المبادرة تحتاج إلى الجرأة وحسن الاختيار

علينا أن نكون مبادرين نتمتّع بالجرأة في اختيار شركائنا، في الأعمال والنجاحات التي نتوقّعها، وعلينا أن نحسن الاختيار، فأهم السمات بالنسبة لنا هو تحلّيهم بسلوكيات عقلانية وإيجابية، وأن يكونوا متفائلين عموماً بشأن أنفسهم وحياتهم ومستقبلهم الواعد.

لا بدّ وأن تكون لديهم أهداف خاصة بهم، يعملون على تحقيقها يوماً بعد آخر، ولا بدّ وأن يكونوا منفتحي العقول ومحبي للاستطلاع، مؤمنين بضرورة التنمية الشخصية، متمكّنين من هذا الجانب يعرفون طريق الوصول إلى القمّة، أو قرأوا عنه ويعرفون أشخاصاً وصلوا بالفعل إلى القمّة.

أهمية المبادرة في تحقيق النجاح

  • بناء الثقة بالنفس: عندما نتخذ المبادرة ونتحمل مسؤولية أفعالنا، فإننا نطور من ثقتنا بأنفسنا وقدرتنا على مواجهة التحديات. هذه الثقة تلعب دورًا كبيرًا في تحقيق النجاح، حيث نكون مستعدين لمواجهة أي عقبات والتغلب عليها.

  • التفوق والتميز: الأشخاص المبادرون هم من يصنعون الفرق. هم من يجدون الحلول للمشكلات، ويبتكرون الأفكار الجديدة، ويحققون التميز في عملهم. المبادرة هي ما يميز القادة عن التابعين، وهي ما يجعل الإنسان قادرًا على تحقيق ما لا يستطيع غيره تحقيقه.

  • تحقيق الأهداف بسرعة أكبر: المبادرة تعني عدم الانتظار، مما يعني أننا نحقق أهدافنا في وقت أقصر. بدلًا من الانتظار حتى تتهيأ الظروف، نعمل على تحسينها، ونسعى لتحقيق ما نريده بأنفسنا.

كيف تكون شخصا مبادرا

  • حدد أهدافك بوضوح: لا يمكن أن تكون مبادرًا إذا لم تكن لديك رؤية واضحة لما تريد تحقيقه. حدد أهدافك وضع خطة عمل لتحقيقها. كلما كانت أهدافك واضحة، كان من الأسهل عليك اتخاذ الخطوات الأولى نحو تحقيقها.

  • تعلم من الفشل: لا يخلو طريق النجاح من العثرات والفشل. الشخص المبادر لا يخشى الفشل، بل يتعلم منه. كن مستعدًا لتجربة أشياء جديدة، وإذا لم تنجح، حاول أن تفهم السبب واعمل على تحسين نفسك.

  • كن استباقيًا: لا تنتظر حتى تأتيك الفرص، بل اصنعها بنفسك. ابحث عن الحلول للمشكلات قبل أن تظهر، وفكر في كيفية تحسين الأمور من حولك بشكل دائم.

  • طور مهاراتك: المبادرة تتطلب أن تكون لديك المهارات والمعرفة اللازمة لتحقيق أهدافك. استثمر في تعلم مهارات جديدة، وكن دائمًا على اطلاع بما يحدث في مجالك.

  • تحمل المسؤولية: المبادرة تعني أيضًا أن تتحمل مسؤولية أفعالك وقراراتك. لا تلوم الآخرين أو الظروف إذا لم تسر الأمور كما تريد، بل اسعَ إلى فهم ما حدث وكيف يمكنك تحسين الوضع.

أمثلة على المبادرة

التاريخ مليء بأمثلة لأشخاص حققوا النجاح من خلال المبادرة. مثلًا، توماس إديسون الذي لم ينتظر أن تُصنع المصباح الكهربائي بل عمل على تطويره بنفسه، أو ستيف جوبز الذي أعاد تعريف التكنولوجيا والاتصالات من خلال إطلاق منتجات مبتكرة غيّرت العالم. هؤلاء الأشخاص لم ينتظروا الفرص بل صنعوها بأنفسهم، وكانوا مستعدين لتحمل المخاطر من أجل تحقيق رؤاهم.

النجاح يتطلب المبادرة، فهو ليس حظًا أو صدفة، بل نتاج لعمل مستمر وجهد مبذول. الشخص المبادر هو الذي يصنع الفرص ويحقق الأهداف، ويكون دائمًا مستعدًا لمواجهة التحديات والتغلب عليها. لذا، إذا كنت تسعى لتحقيق النجاح، فلا تنتظر، بل بادر وابدأ الآن. تذكر أن كل خطوة صغيرة تقوم بها اليوم قد تكون بداية لنجاح كبير في المستقبل.


شارك المقالة: