يعد الموت حقيقة تهدد وتخيف الكثير من الأشخاص، إنّ لكل شخص نظرتُه وطريقته في التعامل مع فكرة الموت، إلّا أنّ الوسواس من هذه الفكرة يعتبر من أنواع مرض القلق، من المُمكن أن تصل في بعض الحالات لأن تمنع الشّخص من القيام بنشاطاته اليومية وعيش حياة طبيعية، هنا يُصبح الخوف من الموتِ مرض يحتاج لمتابعة وعلاج.
النظريات المفسرة لوسواس الخوف من الموت
- نظرية مدرسة التّحليل النفسيّ: وفق ما رأى العالِم فرويد أنَّ النّشاطَات وكل ما يقومُ به الإنسان من أفعال هو مربوط بالغرائز، حيث قسّم الغرائز إلى نوعين، النوع الأول غرائز الحياةِ مثلُ الجوع والعطشِ والجِنس، أمّا النوع الثاني فهو غرائزُ الموت، حيث يعيش الإنسان طوال حياتهِ في صراع ما بين هاتين الغريزتين.
- نظرية المدرسة السلوكية: ترتكز في أُسلوبها على أنّ كل ما يصلُ إليه الإنسانُ من قرارات أو أفعال هو بسبب مُثيرات بيئية، كما أنّ كل مُثير ينتج عنه سلوك، تفسَر هذه النظرية الموت على أنه مُثير قوي وخبرات يمرُّ كل إنسان بها في حياته، يتعرض فيها لفقد شخص عزيز، لكنّها تختلف في حدَّتها من شخص لآخر؛ فبعض الأشخاص يحزنون بينما البعض الآخر قد يتعرّض لاكتئاب شديد، كلٌّ بحسب شخصيته وخبراته الحياتية.
- نظرية المدرسة الإنسانية: ترى هذه النظرية وخصوصاً علماء المدرسة الوجودية، أنَّ على الإنسانَ أن يتقبل حقيقة الموتِ وينظر له على أنّه النّتيجةُ الحتميّة المطلقة التي تعطي للحياة معنى، بالتّالي عليه أن يعمل على استثمار حياته ويضع أثرهُ فيها، كذلك أن يستغلها بأفضل الطرق ليضعَ أثرهُ فيها بعدَ الموت؛ فالموت يلقي الضّوءَ على فردية كل شخص ورحلتهُ في المُجتمع.
- نظرية تمبلر: إنّ خوفَ الموت مربوط بعاملين أساسيينِ هما، الحالة العامة الخاصة بالصحة النفسية لدى الفرد، حيثُ كلما كان الفردُ غيرَ متّزن نفسياً يزيد احتمال تعرُّضه لوسواس الخوفِ من الموت، ثانياً خبرات الحياة التي ترتبط بالصحة الجسدية، حيثُ تتحدَّد قوة وسواس الخوف من الموت حسب صحَّته الجسدية وخبرات الموت للأقارب التي تعرَّضوا لها.
- نظرية تدبر الهلع: تنسب هذه النظرية الخوف من الموت لقدرة الفرد على التحليل وإنشاء التوقعات وكيف ينظر لنفسه، حيث أنّ هذه الأمور تزيد من وعيه بالموت وتقوم بإظهار استجابات انفعالية خاصة به، من الممكن أن تتطوّر لتصبح وسواس خوف من الموتِ.