النظرية التمثيلية للذاكرة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


الذاكرة تجعل من الممكن معرفة الماضي من خلالها، لكن كيف يتم ذلك فليس واضحًا على الإطلاق، حيث أن النظرية التي لها أفضل ادعاء لتسمية وجهة النظر التقليدية للذاكرة هي النظرية التمثيلية للذاكرة.

النظرية التمثيلية للذاكرة في علم النفس

عندما يتذكر شخص ما مثلًا عيد ميلاده الحادي والعشرين، فإنه يذكر شيئًا ما أصبح الآن في الماضي ويفكر في حدث لم يَعد يحدث، لذلك من خلال تفسير النظرية التمثيلية للذاكرة في علم النفس لا يمكنه الآن أن يكون على صلة مباشرة بعيد ميلاده الحادي والعشرين؛ لأنه لا يوجد الآن حدث، ويجب أن يكون الهدف المباشر للذكرى بالتأكيد شيئًا موجودًا في وقت الحدث التذكاري، ولا يمكن للمرء أن يكون على دراية مباشرة بكيان غير موجود.

إذن ما الذي يدركه المرء على الفور في الذاكرة إن لم يكن في الماضي؟ كما توحي النظرية التمثيلية للذاكرة في علم النفس، فإن إجابتها هي أن المرء يدرك تمثيل ذلك الحدث الماضي، مثل تذكر بعض الأحداث المهمة في حياة الفرد فهو يتذكر مثل هذه الأحداث من خلال تذكيره بالصور، إذن هو يتخيل.

كما هو الحال مع النظرية التمثيلية للإدراك، تدعي النظرية التمثيلية للذاكرة في علم النفس أن هدف وعي الفرد المباشر في الذاكرة هو تمثيل أو صورة، وأنه بفضل امتلاكه لتلك الصورة الآن، حيث يمكنه الآن تذكر الحدث الذي هو فيه ويتذكر.

دور التمثيلات في النظرية التمثيلية للذاكرة في علم النفس

تنشأ صعوبة على الفور تقريبًا، فإن العمليات أو الكليات المعرفية الأخرى تستخدم أيضًا الصور أو التمثيلات، فمن الواضح أن الإدراك والخيال يعتمدان بشكل حاسم على امتلاك الشخص للصور المناسبة، إذن ما الذي يجعل التمثيل صورة ذاكرة بدلاً من تمثيل إدراكي أو تخيلي؟

يناقش العالم ديفيد هيوم في رسالته عن الطبيعة البشرية هذا السؤال بالذات، لم يكن هيوم واقعيًا إدراكيًا ومع ذلك فقد ذهب إلى جانب المكون التمثيلي للواقعية التمثيلية، مثل التجريبيين الآخرين في عصره اعتقد هيوم أن الأشياء المباشرة للإدراك هي تمثيلات، كانت وجهة نظره حول علاقة هذه التصورات بالأشياء المعقولة هي التي ميزت وجهة نظر هيوم من وجهة نظر العالم جون لوك.

الانطباعات والأفكار في النظرية التمثيلية للذاكرة في علم النفس

قسّم ديفيد هيوم التمثيلات التي تسكن العقل في النظرية التمثيلية للذاكرة في علم النفس إلى نوعين يتمثلان في الانطباعات والأفكار، الانطباعات هي اللبنات الأساسية للإدراك، على عكس أفكار الذاكرة والخيال تأتي الانطباعات علينا بالقوة والحيوية، بمجرد أن يكون لدينا انطباع نجد غالبًا أنه يظهر مرة أخرى كفكرة هناك.

عندما يحدث هذا يحتفظ الانطباع ببعض من حيويته وقوته، وهو متوسط ​​إلى حد ما بين انطباع وفكرة، وفي هذه الحالة تكون صورة ذاكرة، إذا فقدت حيويتها بالكامل فهي إذن فكرة مثالية وهي من الخيال، ويجيب هيوم إذن على سؤالنا حول السمة المميزة لصور الذاكرة من خلال الاستعانة بالحيوية النسبية وقوة الصورة، صور الذاكرة بحكم تعريفها أضعف من الانطباعات ولكنها أكثر حيوية وقوة من صور الخيال.

في حين أنه قد يكون هناك بعض المعقولية السطحية لرواية هيوم للذاكرة، إلا أن أوجه القصور فيها تظهر بسرعة، أولاً كما يدرك هيوم نفسه لا يوجد شيء من حيث المبدأ يمنع فكرة الذاكرة من أن تكون باهتة بلا قوة وبدون قوة تمامًا كما يمكن لأفكار الخيال أن تكون حية وقوية.

يستطيع هيوم أن يقول إنه عندما تكون أفكار الذاكرة خافتة، غالبًا لا يتم التعرف عليها كصور ذاكرة، ولكن بدلاً من ذلك يتم أخذها على أنها من الخيال، لكن هذا الرد يربك القضية، والذي يتناوله هيوم في الأقسام ذات الصلة من الرسالة، مع الظواهر ما وراء الطبيعة للذاكرة وليس مع نظريتها المعرفية.

لذلك لا يهم أنه في بعض الأحيان قد يتم الخلط بين صور الذاكرة وصور الخيال؛ لأنه حتى في وصف مثل هذا الظرف يفترض المرء أن حقيقة الأمر هي أن الصورة المعنية هي صورة ذاكرة وأن الموضوع قد أخطأ في الحكم على الصورة على أنها من الخيال، أي نحن نحاول معرفة المعايير التي بموجبها تكون الصورة للذاكرة وليس الظروف التي بموجبها يمكن للمرء أن يعرف ذلك باستبطان.

دور جون لوك في النظرية التمثيلية للذاكرة في علم النفس

يصف العالم جون لوك الذاكرة في النظرية التمثيلية للذاكرة في علم النفس بأنها مخزن الأفكار، لكنه لم يقدم أبدًا وصفًا لما يميز فكرة الذاكرة عن فكرة الخيال، وبينما تظل استعارة المخزن في عمل لوك، لوك مع ذلك يتراجع عنها بشكل كبير، حيث يجادل بأنه نظرًا لعدم وجود الأفكار دون إدراك، فليس هناك معنى كبير لاستمرار وجود أفكار الذاكرة عندما لا نفكر فيها.

بالأحرى يمتلك العقل القدرة على إحياء الأفكار التي يقال إننا نتذكرها، على هذا النحو على الرغم من أن لوك من الواضح أنه من مؤيدي النظرية التمثيلية للذاكرة في علم النفس، إلا أنه لا يفعل شيئًا لمساعدتنا في الإجابة على السؤال حول ما يميز صور الذاكرة عن تلك الأنواع الأخرى.

بينما يجد المرء القليل من المساعدة في استعلامنا من ديفيد هيوم أو من جون لوك لا يبدو أنه يدرك المشكلة، هناك تجريبي آخر أكثر فائدة وهو بيرتراند راسل، يقدم راسل في كتابه تحليل العقل آلية النظرية التمثيلية للذاكرة في علم النفس واضحة تتناول بوضوح مسألة ماهية الصورة التي تمثل صورة ذاكرة.

لا تختلف صور الذاكرة والخيال في صفاتها الجوهرية عند راسل، بقدر ما يمكننا اكتشافه، يختلفون من خلال حقيقة أن الصور التي تشكل الذكريات، على عكس تلك التي تشكل الخيال، يصاحبها شعور بالإيمان يمكن التعبير عنه في عبارة حدث هذا، إن مجرد ظهور الصور دون هذا الشعور بالاعتقاد يشكل خيالًا، إنه عنصر الإيمان الذي يميز الذاكرة.

يختتم راسل روايته على أن الذاكرة تتطلب صورة الإيمان بالوجود الماضي، والاعتقاد هو شعور محدد أو إحساس أو مجموعة من الأحاسيس، تختلف عن التوقع أو الموافقة المجردة بطريقة تجعل الاعتقاد يشير إلى الماضي، حيث تكمن الإشارة إلى الماضي في الشعور بالإيمان وليس في المحتوى المُعتقد.

الفرق بين هيوم وراسل في النظرية التمثيلية للذاكرة في علم النفس

تعد حسابات هيوم وراسيل للذاكرة كلا نسختي النظرية التمثيلية للذاكرة في علم النفس لكنهم يختلفون في ناحيتين مهمتين، أولاً يرى حساب هيوم للذاكرة أشياء الذاكرة كأفكار، لكن الأفكار هيومان ليست افتراضية في الأساس، في الواقع يجب بناء التمثيل الافتراضي من فكرتين أو أكثر، وبقدر اهتمامنا برواية الاعتقاد بالذاكرة، وهو افتراضي أساسًا، سيتعين علينا البحث في مكان آخر.

من ناحية أخرى فإن الصور التي تشكل المكون الأساسي لوجهة نظر راسل لها بالتأكيد محتوى مقترح، حيث تتعلق نقطة انطلاق راسل المهمة الثانية عن هيوم بما يميز تمثيلات الذاكرة، في حساب هيوم تتميز صور الذاكرة بخاصية جوهرية، وصور الذاكرة أكثر حيوية وقوة من صور الخيال وأقل حيوية وقوة من الانطباعات.

وفي النهاية نجد أن:

1- النظرية التمثيلية للذاكرة في علم النفس تهتم بجميع الذكريات الماضية التي مضى عليها الوقت الكبير، مع ربط مفهوم التخيل لهذه الذكريات بمواقف مشابهة مثل مناسبة معينة.

2- تعتبر النظرية التمثيلية للذاكرة في علم النفس ذات اهتمام من قبل العديد من علماء النفس، مثل ديفيد هيوم الذي اتفق مع العالم جون لوك وبيرتراند راسل.


شارك المقالة: