النظرية الجوهرية في تدريس المنهاج التعليمي

اقرأ في هذا المقال


نظرية التدريس: يُعنى بها أنَّها مجموعة من الخصائص والسمات المُهمة والضرورية، والقواعد التي يتم تطبيقها في الموقف التعليمي، في تحقيق الأهداف التربوية في المواقف التعليمية.

ما هو مفهوم النظرية الجوهرية في عملية التدريس

النظرية الجوهرية: تُعرَّف النظرية الجوهرية على أنَّها تعتمد على الملكيات العقلية المستقلة، وكل ملكية مستقلة بمفردها قادرة على التحصيل عن طريق استخدام المواد الدراسية، وأنَّ الإنسان متكامل في عقله وجسده ووجدانه.

النظرية الجوهرية هي فلسفة تربوية تركز على تدريس “الجوهر” أو الأساسيات في المناهج التعليمية. وفقًا لهذه النظرية، يجب أن يتلقى الطلاب تعليمًا يتضمن المعرفة الأساسية والقيم التقليدية التي تُعتبر ضرورية لحياتهم الشخصية والمهنية. تعتبر هذه المعرفة الأساس الذي يجب أن يبنى عليه كل تعلم آخر، وتشمل مواد مثل اللغة، الأدب، العلوم، الرياضيات، والتاريخ.

ما هي الأسس التي قامت عليها النظرية الجوهرية

  • الشك بأنَّ التعليم الذهبي هو التربية، وذلك عن طريق أنَّ التعليم مُكمّل للتربية عن طريق المعرفة، وأنَّه كلما زاد الاهتمام بالمعرفة زاد الاهتمام بالتربية.
  • الشك بأنَّ المعرفة هي القوة، وذلك عن طريق أنَّ كل ما زادت المعرفة زاد الصواب.
  • المتعلم المثقف هو الذي يستطيع نقل التاريخ، والمناقشة والحوار بغض النظر إذا كان مهم أو لا، ممَّا يؤثر على بناء المنهج وتنفيذه.
  • فهم دور المعلم على أنَّه الوسيط بين الفئات العمرية، بين فئة الكبار وفئة الصغار، ممَّا يجعل الموقف التعليمي التدريسي في يد المعلم وليس في يد الطالب.

مبادئ النظرية الجوهرية

ترتكز النظرية الجوهرية على عدة مبادئ أساسية، منها:

  • التعليم التقليدي: تؤمن النظرية بضرورة تدريس المواد التقليدية التي تشكل الأساس الثقافي والعلمي للحضارة، حيث يجب أن يتعلم الطلاب المواد الأساسية التي لم تفقد أهميتها مع مرور الزمن.

  • التركيز على المعرفة الثابتة: تعتبر النظرية أن هناك معرفة ثابتة وأساسية يجب أن تكون جزءًا من المنهج الدراسي، والتي لا تتغير مع التغيرات الاجتماعية أو التكنولوجية. هذه المعرفة تعتبر جوهرية لتهيئة الطلاب للحياة بشكل عام.

  • تطوير التفكير النقدي والعقلاني: تهدف النظرية إلى تطوير مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب من خلال التركيز على المناهج التي تعزز الفهم العميق والتفكير المنطقي، بدلًا من الاعتماد على الحفظ الصرف.

  • تربية القيم والمبادئ: بجانب المعرفة الأكاديمية، تركز النظرية على غرس القيم التقليدية والأخلاقية في الطلاب، مثل الانضباط، العمل الجاد، والمسؤولية.

أهداف النظرية الجوهرية

تهدف النظرية الجوهرية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التعليمية التي تسهم في تطوير الطالب بشكل متكامل، ومنها:

  • تعليم الأساسيات: تعزيز المعرفة الأساسية التي تعتبر حجر الزاوية في التعليم. هذه المعرفة تشكل قاعدة لفهم المواد الأخرى وتطوير المهارات العليا.

  • تنمية الفهم العميق: الهدف هو تعليم الطلاب كيف يفكرون ويحللون بدلًا من الاكتفاء بتقديم المعلومات السطحية. يركز المعلمون على تطوير مهارات التفكير النقدي والمنطقي.

  • الحفاظ على التراث الثقافي: ترى النظرية أن التعليم يجب أن يسهم في نقل التراث الثقافي والمعرفة المتراكمة من جيل إلى جيل، وبالتالي الحفاظ على استمرارية الحضارة.

  • التربية على الانضباط الذاتي: يعتبر الانضباط والمثابرة من القيم الأساسية التي تسعى النظرية لترسيخها في الطلاب من خلال التدريس المنهجي والهيكلي.

أهمية النظرية الجوهرية في التعليم

تلعب النظرية الجوهرية دورًا هامًا في التعليم من خلال ما يلي:

  • توفير أساس ثابت للتعلم: تمنح الطلاب الأساسيات الضرورية التي يحتاجونها لتطوير مهارات متقدمة في المستقبل. تعتبر هذه الأساسيات ضرورية لبناء قدرات الطلاب على التفكير النقدي وحل المشكلات.

  • مواجهة التغيرات الثقافية والتكنولوجية: على الرغم من التحولات السريعة في المجتمع والتكنولوجيا، تؤمن النظرية الجوهرية بأن هناك قيمًا ومعارفًا يجب أن تبقى ثابتة، والتي تُعِد الطلاب للتعامل مع أي تغيير على أساس قوي.

  • تعليم الانضباط والتركيز: يساعد التعليم القائم على النظرية الجوهرية في غرس قيم الانضباط الذاتي والتركيز على المهام، مما يسهم في إعداد الطلاب لمواجهة تحديات الحياة العملية.

  • تنمية الهوية الثقافية: من خلال التركيز على التراث والقيم الثقافية، تساعد النظرية في تعزيز الهوية الوطنية والثقافية لدى الطلاب.

الانتقادات الموجهة للنظرية الجوهرية

رغم ما تقدمه النظرية الجوهرية من مزايا، إلا أنها تواجه بعض الانتقادات، منها:

  • التجاهل للتطورات الحديثة: يرى البعض أن النظرية لا تعطي أهمية كافية للتغيرات التكنولوجية والاجتماعية، مما يجعل المنهج التعليمي تقليديًا جدًا وغير مناسب للعصر الحديث.

  • التقليل من الابتكار: التركيز على المواد الأساسية قد يأتي على حساب الإبداع والابتكار، حيث أن التعليم قد يصبح جامدًا وغير مرن لتلبية احتياجات الطلاب الفردية.

  • عدم الاهتمام بالفروق الفردية: لا تأخذ النظرية الجوهرية في الاعتبار الاختلافات بين الطلاب واحتياجاتهم الفردية، مما قد يؤدي إلى تجاهل مهارات واهتمامات معينة لدى الطلاب.

في الختام، تبرز النظرية الجوهرية كأحد الركائز الأساسية في فلسفة التعليم، حيث تسعى إلى توفير تعليم يقوم على الأساسيات الثقافية والعلمية التي تُعد ضرورية لنمو الطالب. ورغم الانتقادات التي تواجهها، إلا أن هذه النظرية تقدم إطارًا تعليميًا يعزز من ثبات المعرفة وتنمية المهارات الأساسية. لذلك، ينبغي على المعلمين والمربين النظر في كيفية تحقيق توازن بين التعليم التقليدي ومتطلبات العصر الحديث لضمان نجاح الطلاب في الحياة العملية.


شارك المقالة: