النظرية القصصية في الإرشاد المهني

اقرأ في هذا المقال


يحاول المرشد المهني دائماً أن يستخدم أساليب وطرق متعددة في مساعدة الفرد على صنع القرار المهني في المستقبل، بحيث يكون هذا القرار المهني قرار سليم ويؤدي إلى النجاح المهني، فمن الممكن أن يستخدم أسلوب التحدُّث عن الخبرات السابقة وعن الحاضر وعن تنبؤات المستقبل، ممكن أن يستخدم اللعب أو السيكودراما وهذا ما يطلق عليه أسلوب القصص.

التعريف بالنظرية القصصية في الإرشاد المهني:

تقوم النظرية القصصية في الإرشاد المهني على التحديد والكشف عن خبرات الفرد سواء في الماضي أو الحاضر وما ستكون عليه في المستقبل؛ من أجل اتخاذ قرارات مهنية سليمة بحيث يتحدث الفرد في هذه النظرية عن الأشخاص المهميّن في حياته مثل الأسرة والزملاء والأصدقاء وغيرهم من الأقارب.

يقوم المرشد المهني باستخدام هذه النظرية لتحقيق غايات عملية الإرشاد المهني، تتضمن هذه النظرية المشكلات التي تظهر عندما لا يكون هناك علاقة بين الوسائل والأهداف، وهذا يسبب صعوبات في اتخاذ القرار المهني بحيث يقدم المرشد المهني من خلال هذه النظرية للفرد معلومات كامله عن عملية التغيير التي تحدث عند الفرد أثناء اتخاذ القرار المهني وذلك من خلال سرد القصص.

أهداف التقييم في النظرية القصصية في الإرشاد المهني:

يحتاج المرشد المهني إلى خطة مهنية لتحديد المعلومات المهمة والمعلومات غير المهمة بحيث يعمل المرشد في معيار يضع المعايير المهمة في القصة بالترتيب، ويؤكد على أهمية بعضها ومن المهم وضع حياة الفرد الماضية في هذه القصة، وكيف يرى الفرد حياته الحالية وما الخطط والرغبات التي يراها لمستقبله، وتتمثل أهداف التقييم في النظرية القصصية في الإرشاد المهني من خلال ما يلي:

  • تحديد نمط حياة الفرد بحيث أنَّ الاستماع إلى القصة لا يركز على تطوّر الأحداث زمنياً بل على معنى هذه الأحداث بما يحقق الوصول إلى معلومات أكثر.
  • العمل مع الفرد لتشكيل هوية له تتكون من القصة وأسلوب الفرد في التحدث عنها بحيث يظهر الفرد قيمة نفسه الحقيقية لهذه القصة.
  • معرفه أهداف الفرد المستقبلية بحيث يقوم المرشد المهني بوضع الاختيارات أمام الفرد والمهام التي يجب أن يقوم بها للاختيار والعمل على تحقيقه والأدوات التي يمكن أن تساعد في تحديد المهنه التي يحلم بها الفرد، وتتم هذه الطريقة عن طريق الطلب من الفرد كتاب السيرة الذاتية بحيث يوضح مهاراته وميوله وقدراته ورغباته.

مراحل النظرية القصصية في الإرشاد المهني:

المرحلة الأولى: تتمثل هذه المرحله في التحدث بشكل مباشر عن المشكلة المهنية؛ وذلك من أجل توضيح ما يعاني منه الفرد والتعرف على الفجوة الكبيرة الواقعة بين واقع الفرد الحالي وحاجته، وما يرغب بعمله بخصوص هذا التعارض وخاصة عندما يكون الفرد غير متأكد من كيفية التغلب على هذه المشكلة المهنية وهنا يقوم المرشد المهني بالمساعدة مع الفرد لملء هذه الفجوة بأحداث مثالية وواقعية.

المرحلة الثانية: تتمثل بتأليف القصة وذلك من خلال توضيح تاريخ حياة الفرد بطريقتين وهما: الطريقة الأولى جمع المعلومات عن ميول وقيم وقدرات ودوافع الفرد، أما الطريقة الثانية التي تتمثل في الانتباه إلى طريقة السرد في اختيار وتنظيم قصة حياته، وهنا يقوم المرشد المهني بالاستماع في طريقة الفرد التي يظهر فيها نشاطات حياته ونوعية الناس الذين تعامل معه في حياته.

المرحلة الثالثة: اختيار قصة الحياة والتي تتمثل بوضع الفرد لقرارات مناسبة لميوله وقيمه، ويكون التركيز في هذه المرحلة على زيادة جوانب القوة ومعرفة الخبرات الناجحة في حياة الفرد والتي تساعد في البناء عليها وقد يستخدم في هذه المرحلة أسلوب أحلام اليقظة لبعض المواقف المستقبلية، وقد يطلب المرشد المهني من الفرد كتابة تقرير يتضمن الرسالة ونقاط القوة ونقاط الضعف وحاجات العمل والاحتمالات حول المهن الممكنة، وبعدها يعلق على هذه الكتابة ويناقشها مع الفرد.

المرحلة الرابعة: تتمثل هذه المرحلة بدور الإرشاد المهني حول المشكلات التي تتعلق بالتوافق المهني، أو اتخاذ قرار مهني بحيث يجرب الفرد القيام بطرق مختلفة استكشافية.

المرحلة الخامسة: تتمثل بتغيير أسلوب الحياة حيث يتوقع الفرد أن يحدث تغيير إيجابي في طريقة عمله، من خلال أن تتاح أمامه فرص عمل جديدة مثل التدريب المهني أو الحصول على مكافأة، يمكن أن يسبب التغيير آثار سلبية على الفرد مثل الخوف من الفشل والقلق من أداء العمل بطريقة أخرى غير التي اعتاد عليها.

المرحلة السادسة: تتمثل في قدرة الفرد على تحديد الدور الذي يساعده في تحقيق حاجاته التي يسعى نحوها بحيث يتم تجريب نشاطات ذات معنى تشعر الفرد بالمتعة، والقيام بتجريب نشاطات أخرى مختلفة بحيث يبدأ الفرد بتحقيق دوره المهني من خلال القيام بدور صغير ثم تطويره إلى فرص كبيرة أخرى.

المرحلة السابعة: تتمثل هذه المرحلة ببلورة القرار المهني عندما تقل المشكلة بين الفرد والمهنة أي بين طموحات وتوقعاته والواقع المهني، وهنا يتم الإرشاد المهني لكي يعمل الموظف على إيجاد طريقة أفضل في التعامل مع العمل بحيث يحصل على ترقية.


شارك المقالة: