النماذج التأسيسية للتبرير المعرفي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


النماذج التأسيسية للتبرير المعرفي في علم النفس هي وجهة نظر حول بُنية التبرير أو المعرفة، باختصار فإنها تُعبّر عن المؤسسين في أنّ كل المعرفة أو المعتقدات المُبررة تستند في النهاية إلى أساس المعرفة غير الاستدلالية أو الاعتقاد المُبرر.

النماذج التأسيسية للتبرير المعرفي في علم النفس

يُعرّف علماء المعرفة النماذج التأسيسية للتبرير المعرفي في علم النفس بشكل عام من خلال التمييز بين التبرير المنطقي والتبرير الافتراضي، فبشكل تقريبي للغاية يكون لدى المرء تبرير افتراضي أساسي عندما يكون لديه مبرر للاعتقاد في قضية محددة أي عندما يمتلك المرء أسبابًا أو أدلة أو مبررًا جيدًا للاعتقاد بفرض ما، حيث يكون لدى المرء تبرير عقلاني عندما لا يكون لديه مبرر للاعتقاد بفرض ما فحسب، بل يؤمن أيضًا بالاقتراح ويؤمن به جزئيًا على الأقل على أساس أسباب وجيهة أو أدلة أو مبرر لدى المرء.

تشير النماذج التأسيسية للتبرير المعرفي في علم النفس بشكل طبيعي إلى التبرير العقائدي على سبيل المثال الاعتقاد المبرر في وجود الثقة والإيمان بوجود المعرفة، ومع ذلك حتى عندما نستخدم مثل هذه المصطلحات فإننا نركز على التبرير الافتراضي في النماذج التأسيسية للتبرير المعرفي في علم النفس وهو أمر مطلوب أيضًا للتبرير العقائدي ونفترض أن الشروط الأخرى التي ينطوي عليها الاعتقاد على أساس مناسب ومستوفاة.

حجج التراجع عن النماذج التأسيسية للتبرير المعرفي في علم النفس

الاعتقاد التأسيسي أو غير المبرر هو الذي لا يعتمد على أي معتقدات أخرى لتبريره، فوفقًا للنماذج التأسيسية للتبرير المعرفي في علم النفس يجب أن يكون أي اعتقاد مبرر إما أساسًا أو يعتمد في تبريره في النهاية على المعتقدات التأسيسية، تاريخيًا كانت التأسيسية على نطاق واسع جدًا، ومقبولة عالميًا تقريبًا.

وجادل العالم أرسطو بأنه ليست كل المعرفة توضيحية، أي ليست كل المعرفة مبنية على حِجَة من أشياء أخرى معروفة، وأن بعض المعرفة يجب أن تكون مستقلة عن البرهان والتحليلات اللاحقة، حيث بدأ العديد من فلاسفة العصور الوسطى متفقين مع أرسطو مع علماء النفس معتقدين أن كل المعرفة يجب أن تستند إلى المبادئ الأولى أو الحقائق الواضحة من نوع ما.

في الآونة الأخيرة اشتهر العالم رينيه ديكارت بأن كل المعرفة يجب أن تستند إلى أساس آمن من الحقائق غير القابلة للشك، ومنها بدا أن العديد من الفلاسفة الآخرين في الفترة الحديثة المبكرة بما في ذلك العالم ديفيد هيوم يقبلون النماذج التأسيسية للتبرير المعرفي في علم النفس، على الرغم من اختلافهم حول أشياء أخرى، وعندما عرضت حِجَة ضمنية أو صريحة لوجهة النظر كانت في أغلب الأحيان نسخة من حِجَة الانحدار المعرفي الشهيرة الآن.

مبدأ التبرير الاستدلالي في النماذج التأسيسية للتبرير المعرفي

لكي يكون المرء مُبررًا للاعتقاد بالموقف على أساس التجربة والظروف، يجب أن يكون مبررًا للاعتقاد بالنماذج التأسيسية للتبرير المعرفي في علم النفس، ومبررًا للاعتقاد بأن السلوكيات تجعل النتائج محتملة، حيث أن حقيقة أن العلاقة الاحتمالية الموضوعية ذات الصلة لا تكفي للحصول على مبرر للاعتقاد بأنها تحصل، لكن بعد ذلك بشكل حدسي ما زالت غير مُبرَّر للاعتقاد بأن الشخص سيحصل معه نفس الموقف قريبًا.

في مبدأ التبرير الاستدلالي في النماذج التأسيسية للتبرير المعرفي في علم النفس يمكن للمرء أن يقدم حِجَة ارتداد معرفي واضحة نسبيًا للتأسيسية، وفي الأساس لا يمكن الحصول على تبرير لاعتقاد ما من خلال استنتاجه من اعتقاد غير مُبرّر، حيث أنه يبدو أيضًا أنه لا يمكن للمرء أن يكتسب تبريرًا لاعتقاد ما عن طريق تبرير دائري استنتاجي، ولا يمكن للمرء أن يعتمد جزئيًا على قضية ما كمقدمة في الاستدلال لدعم تلك الافتراض بالذات.

ويبدو هنا أننا تركنا خيارين للسماح لبعض المعتقدات بتبرير دون الاعتماد على معتقدات أخرى، أو افتراض أن كل التبرير استنتاجي، فإذا كان كل التبرير استنتاجيًا فعندئذٍ يكون لشخص معين ما يبرره في تصديق بعض الافتراضات، ويجب أن يكون الشخص في وضع يسمح له بالاستدلال الشرعي عليه من افتراض آخر لمبدأ التبرير الاستدلالي.

لكن في مبدأ التبرير الاستدلالي في النماذج التأسيسية للتبرير المعرفي في علم النفس يمكن أن يبرر الشخص في الاعتقاد بأنه مبررًا للاعتقاد بمبدأ التبرير الاستنتاجي، وإذا كانت كل التبريرات استنتاجية فسيتعين على الشخص أن يستنتجها أو على الأقل أن يكون قادرًا على الاستدلال عليه من بعض الافتراضات الأخرى التي يعتقد أنها مبررة.

ويعتبر مبدأ التبرير الاستدلالي في النماذج التأسيسية للتبرير المعرفي في علم النفس هو اقتراح يجب أن يُستدَل عليه من اقتراح آخر يعتقد بشكل مُبرَّر، ولكن الكائنات المحدودة لا يمكنها إكمال سلسلة طويلة بشكل لا نهائي من التفكير، ويمكن القول حتى أن الكائن الحي لا يمكنه إكمال سلسلة طويلة بشكل لا نهائي من التفكير، وإذا اكتمل فلن يكون لانهائيًا بعد الآن، وهكذا إذا كانت كل التبريرات استنتاجية، فلا يمكن تبرير أي شخص في تصديق أي شيء على الإطلاق إلى أي حد على الإطلاق.

ولا يعتبر مبدأ التبرير الاستدلالي بمثابة حِجة للتأسيسية أكثر ما هو حِجَة ضد ما يمكن أن نطلق عليه الاستنتاجية، حيث أن الرأي القائل بأن كل تبرير يعتبر استنتاجي؛ لأنه يُترَك مفتوحًا للموقف المتشكك، ولا يمكن أن يكون له ما يُبرّره في تصديق أي شيء على الإطلاق، سواء عن طريق الاستدلال أو غير ذلك، ومنها تبدو هذه الشكوك الأكثر سخيفة وتستلزم أنه لا يمكن حتى تبرير تصديقها.

ولكن بالمعنى الدقيق للكلمة لا يظهر أي من هذا أن لدينا تبريرًا غير استنتاجي لأي من معتقداتنا، أو حتى أن التبرير غير الاستنتاجي ممكن، في أحسن الأحوال يُظهر ذلك فقط إذا كان التبرير ممكنًا، أو إذا كان من الممكن أو يمكن تبرير تصديق أي شيء إطلاقاً، ومنها يجب أن يأخذ هذا التبرير هيكلًا تأسيسيًا، وبالتالي فإن حِجَة الانحدار المعرفي للتأسيسية تحتاج إلى فرضية إضافية، على الرغم من أن جميع المتشككين ما عدا الأشخاص الراديكاليين قد يقومون بتقبلها، وأن التبرير المعرفي من الممكن من حيث المبدأ أن يحصل عن أشخاص مثلنا.

التبرير غير الاستنتاجي في النماذج التأسيسية للتبرير المعرفي

غالبًا ما يُنظر إلى العالم رينيه ديكارت على أنه نموذج مؤسس كلاسيكي في النماذج التأسيسية للتبرير المعرفي في علم النفس، وهو عازم على بناء المعرفة على أسس مناسبة وآمنة حيث بدا وكأنه يريد تحديد المعرفة التأسيسية مع الإيمان المعصوم عن الخطأ ضمنيًا أو صريحًا، ومنها بدا أن الآخرين من علماء النفس يتبعون قيادته من خلال تقييد المعتقدات المُبررة غير المنطقية على المعتقدات التي لا يمكن الخطأ فيها.


شارك المقالة: