الهيكل التنظيمي والوصف الوظيفي للعاملين مع الموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


الهيكل التنظيمي للمدرسة والوصف الوظيفي للعاملين مع الموهوبين والمتفوقين:

تتكامل المهمات الإدارية والتعليمية في مدارس الموهوبين والمتفوقين في ضوء الهيكل التنظيمي، والذي يحدد مسؤوليات ومرجعيات العاملين في دوائرهم وأقسامهم بمستويات الإدارة الهرمية وفق هيكل تنظيمي مدروس، ومن جهة أخرى تطبق مدارس الموهوبين والمتفوقين أو المدارس الحاضنة للطلبة الموهوبين والمتفوقين مبدأ المساءلة والمحاسبة وفق معايير محددة.

ويعتمد نجاح الهيكل التنظيمي للمدرسة والوصف الوظيفي للعاملين مع الموهوبين والمتفوقين على وجود وصف وظيفي مكتوب لجميع الكوادر الإدارية والتعليمية في المدرسة؛ لأن هذا الوصف يحدد المهمات والواجبات والحقوق التي تشكل في حد ذاتها أهم المعايير التي تستند إليها عملية المساءلة والمحاسبة، ولأنه يحول دون حدوث تسيب أو تواكل أو صدام نتيجة عدم التحديد الواضح بمن سيقوم بماذا.

وعليه فإن أحد المعايير المهمة التي يجب أخذها بالاعتبار في هذه المدارس، يتطلب بناء هيكل تنظيمي إداري يحقق الانسجام والتكامل وانسياب التعليمات بسرعة وسهولة ويسر وفحص وتطوير وثيقة تتضمن الوصف الوظيفي لجميع العاملين مع الموهوبين والمتفوقين والهيكل التنظيمي للمداس الموهوبين والمتفوقين.

مؤشرات عامة للتربية النوعية للموهوبين والمتفوقين:

يتطلب اختيار المدارس الحاضنة للطلبة الموهوبين والمتفوقين، احتساب ومراعاة قوائم من المعايير المتفق عليها عالمياً والمعتمدة من منظمات دولية مختصة مثل (منظمة اليونيسكو) وغيرها، وتتعلق هذه المعايير بعناصر تعطي صورة عن واقع العمليات التعلمية التعليمية في المدرسة مثل نسبة عدد المعلمين والإداريين للطلبة، متوسط عدد الطلبة في الصفوف المدرسية و مؤهلات المعلمين وخبراتهم ومستوى تدريبهم، المجالس والهيئات المدرسية ونظمها الداخلية ونشاطاتها.

وأيضاً العلاقات المدرسية وعمليات التشبيك (Networking) مع مؤسسات وجامعات و مدارس على المستويات الوطنية والعربية والدولية، وعدد حوادث العنف في المدرسة ونسبة التغير السنوي في الكوادر الإدارية والتعليمية (Tum over)، ونسبة الرواتب إلى الموازنة السنوية للمدرسة الموهوبين والمتفوقين، ونسية تسرب الطلبة من المدرسة، وغيرها كثير ويمكن اعتماد هذه المؤشرات على مدى أخر ثلاث سنوات لتكوين صورة واضحة عن مدرسة الموهوبين والمتفوقين وتقوم على مساعدتهم في اتخاذ القرار المتعلق بمدى صلاحيتها لاحتضان الطلبة الموهوبين والمتفوقين.

تشير مراجعة أساليب التجميع المستخدمة في تعليم الموهوبين والمتفوقين إلى أنه يمكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات، وهي تجميع متجانس وفصل تام على مدار العام الدراسي للطلبة للموهوبين والمتفوقين، وتجميع مترابط وفصل مبدئي لبعض الوقت في ساعات الدوام الرسمي أو خارجها للطلبة الموهوبين والمتفوقين، وتجميع متجانس أو تفريد للتعليم داخل الصف العادي للطلبة الموهوبين والمتفوقين.

وتجدر الدراسات الإشارة إلى ضرورة التمييز بين التجميع الذي تفرضه الحاجات العملية أو الترتيبات الإدارية وبين التجميع الذي ينظم ويطبق من أجل تقديم برنامج خاص للطلبة الموهوبين والمتفوقين في مدارسهم العادية أو خارجها.

ففي المناطق الريفية والبادية يتم عادة تشکیل صفوف مجمعة تضم طلبة المتفوقين والموهوبين، ومن مستويات وأعمار مختلفة لعدم وجود عدد كاف من الطلبة الموهوبين والمتفوقين لكل مستوى دراسي، وقد نجد مدارس في المدن تتبنى فلسفة الصفوف المجمعة لإتاحة الفرصة لكل طالب وطالبة موهوب ومتفوق للدراسة مع من هم أصغر سناً حيناً ومن هم أكبر سناً حيناً آخر.

وهناك أيضاً مدارس تتبنى فلسفة المسارات المتعددة التي تقتضي تجميع الطلبة الموهوبين والمتفوقين حسب مستوياتهم واستعداداتهم في كل موضوع دراسي على حدة، بمعنى أن طالباً معيناً قد يدرس الرياضيات مع المجموعة (أ)، ويدرس اللغة الإنجليزية مع المجموعة (ب)، في حين يدرس الموسیقی مع المجموعة (ج)، وكما يبدو فإن نظام المسارات المتعددة يمكن أن يفيد أو ينتمي أو يعزز الطلبة الموهوبين والمتفوقين على الأقل في الموضوعات المدرسية المقررة.

التعليم العام ورعاية الموهوبين والمتفوقين:

تشير الدراسات المتوافرة أو الموجودة إلى عدم وجود برامج خاصة أو مشروعات وطنية لرعاية أو الاهتمام الموهوبين والمتفوقين في معظم الدول، وأن هذه الدول ما زالت تتجاهل مدى احتياجها إلى الإمكانات والقدرات التي تكون لدى الموهوبين والمبدعين والمتفوقين من الناحية العملية.

وبالتالي عملية إهمال الدول مسألة اكتشاف والتعارف على الطالب الموهوب والمتفوق والمبدع إلى الأمور التي يحتاجها وتوفير العناية والتربية اللازمة لهم، ومع ذلك فقد أدت الصيحات المتكررة حول قضية استنزاف العقول والتجديد والتربوي ونقل تقنيات العصر، وغيرها من العوامل إلى ظهور بعض التجارب والمشروعات المضيئة، وبالإضافة إلى ظهور تعبيرات من مثل النابغين والموهوبين في توصيات وتقارير المؤتمرات التربوية وقوانين التربية والتعليم في بعض الدول.

وقد يكون مشروع التقرير النهائي للجنة الاستشارية للبرنامج الإقليمي لنشر التعليم الابتدائي، وتطويره ومحو أمية الكبار في الدول العربية الذي أعد في نهاية جلسة المؤتمر الخامس الوزراء التربية والوزراء المسؤولين عن التخطيط الاقتصادي في الدول العربيه خلال شهر حزيران/ يونيو (1994) وانتهى بالعديد من التوصية للدول العربية.

ومن ضمن هذه التوصيات التي وردت في جلست المؤتمر الخامس الوزراء التربية والوزراء المسؤولين عن التخطيط الاقتصادي في الدول العربيه خلال (شهر حزيران/ يونيو 1994)، تطوير السياسات ووضع الخطط الوطنية اللازمة وتخصيص الموارد الكافية لتوفير التعليم والتدريب لذوي احتياجات التعليمية الخاصة، بما في ذلك احتياجات النابغين والموهوبين من الأطفال.

كما تشمل تقرير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بعنوان التعليم من أجل التنمية مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، والذي قدم المؤتمر نفسه بنداً ينص على أن من بين الفئات الأقل حظا فئة كثير وغالباً ما يلفها النسيان والتي وينطوي أو يترتب عليها إغفالهم على عواقب أو آثار سلبية خطيرة وهي فئة الأطفال الموهوبين والمتفوقين.


شارك المقالة: