برنامج التدخل العلاجي للاضطراب النمائي

اقرأ في هذا المقال


برنامج التدخل العلاجي للاضطراب النمائي:

يُعد ذوي اضطراب الذاتوية (Autism) من أصعب وأشد اضطرابات النمو، بسبب التأثير الشديد ليس فقط على الطفل وإنما يمتد إلى الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه، والذاتوية تصبح واضحة خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، مما تسبب خلل وظيفية يظهر في أغلب جوانب النمو المرتبطة بالتواصل واللغة والتفاعل الاجتماعي والإدراك الحسي والانفعالي، مما يعمل على إعاقة آلية النمو  ودعم القدرات واكتساب المعرفة وبالإضافة الانسجام مع الآخرين.

حيث أن التدخل العلاجي والتأهيلي الذي يقدم للأطفال الذاتويين  مهم جداً ويجب أن يتضمن جهود الفريق من الأفراد والمؤسسات والمجتمعات، ومن أجل أن يكون التدخل العلاجي والتأهيلي فعال يجب أن يبدأ مبكرة؛ من أجل الكشف والتشخيص المبكر وتنفيذ برامج التدخل في البدايات يوفر فرصة أكثر فاعلية للتعافي المرغوب أو تخفيض شدة الأعراض.

مبادئ التدخل العلاجي والتأهيلي للاضطراب النمائي:

1- أن يكون الأهل جزء من القائمين بالتدخل العلاجي والتأهيلي، وأيضاً برنامج التدخل يلبي الاحتياجات الفردية للطفل عن طريق نشاطات تتصف بالشمولية والتنظيم، وأن تكون بعيدة عن العمل العشوائي.

2- مراعاة تنويع طرق التعليم التي يتم استعمالها مع الذاتويين.

3- تدريب الطفل الذاتوي بأسلوب فردي أو من خلال جماعات صغيرة.

4- أن يكون البرنامج طوال العام من أجل تحقيق أهدافه، والتركيز على تطوير مهارات الطفل المتنوعة ومنها  التواصل واللغة والتفاعل الاجتماعي والإدراك الحسي مع التقليل من المظاهر السلوكية غير التكيفية.

أساليب وبرامج التدخل العلاجي والتأهيلي للاضطراب النمائي:

1- أساليب التدخل الطبي:

وهي قائمة تركز على أن الذاتوية ناتجة عن عوامل بيولوجية تؤثر في جوانب النمو المتنوعة، وبالتالي يجب التعامل معها باستعمال العلاج الدوائي أو الطبي في الطفولة المبكرة، ويهتم العلاج على التحكم في أعراض الذاتوية مثل العدائية وسلوك إيذاء النفس في الطفولة الوسطى والمتأخرة، وأما في المراهقة والرشد فيستعمل الدواء المثبط لحالات الاكتئاب والوسواس القهري.

وأفضل العقاقير المستعملة في هذا المجال مع الذاتويين هي العقاقير المنبهة أو العقاقير المضادة للتشنجات، أو مضادات الاكتئاب، أو العقاقير المضادة للقلق، أو منشطات الأعصاب وكلها تجعل الشخص الذاتوي أكثر قابلية للتعلم الخاص، أو لمعالجة المجالات النفسية والاجتماعية.

2- أساليب العلاج بالفيتامينات:

أثبتت العديد من البحوث الحديثة فائدة الفيتامينات في علاج الذاتوية لدى الأفراد، فمثلاً فيتامين (ب6) ينتج عنه إيجابيات سلوكية بنسبة (30%) وفي دراسة أخرى وجد أن دمج فيتامين (ب) مع الماغنسيوم يعمل على  تحسن أفضل من استعمال الفيتامين بمفرده مع الأطفال الذاتويين.

3- العلاج بالحمية الغذائية:

أثبتت بعض البحوث الحديثة أن هناك أنواعاً من الأغذية، قد تعمل على ظهور الاضطرابات السلوكية المرتبطة للذاتوية مثل القمح والدقيق والشيكولاته والدجاج وحليب البقر وبعض الفواكه، وتركز  المعالجة بالحمية الغذائية للأطفال الذاتويين على الكشف عن المواد الغذائية التي تكون؛ سبب للحساسية وتجنب تناولها، وغالباً ما تكون عدة مواد مسؤولة عن ذلك، كما وجد أن المواد الصناعية التي تكون مضافة إلى بعض الأطعمة مثل المواد الكيماوية والعطور والرصاص والألومنيوم؛ حيث تكون سبب أساسي في حدوث الحساسية التي تؤدي إلى الاضطرابات السلوكية المصاحبة للذاتوية.

4- أساليب التدخل النفسي:

تقوم هذه الأساليب على فكرة أن النمو النفسي لدى الطفل يضطرب ويتوقف عن التقدم في حالة لم يعيش فيها الطفل حالة من التواصل والعاطفي الجيد السوي في علاقته مع الأم، ويركز العلاج النفسي على أهمية أن يعيش الطفل علاقات نفسية وانفعالية جيدة ومشبعة مع الأم، ومع ملاحظة أنه لا ينبغي أن لا يتلامس جسدياً مع الطفل؛ وذلك لأنه يصعب عليه تحمله في هذه المدة.

ولا ينبغي دفع الطالب الذاتوي بسرعة نحو التواصل الاجتماعي؛ لأن أقل قدر من الإحباط قد يدفعه إلى استجابات ذهانية حادة، فيضع يديه أو يضرب رأسه في الحائط، ويعتبر أسلوب التحليل النفسي من أنجح الأساليب المستخدمة في هذه الحالات من حالات الأطفال الذاتويين رغم اعتراض البعض على النتائج.

5- أساليب التدخل السلوكي:

يلاحظ أن جميع الأساليب السابقة تركز على الاضطرابات السلوكية المرتبطة للذاتوية، لكن التدخل السلوكي يعتبر من أفضل الأساليب والطرق وأكثرها انتشاراً؛ لأنها تتعامل مع الذاتوية نفسها مظاهرها ومخرجاتها وتركز برامج التدخل السلوكي على أوجه القصور الواضحة التي تحدث بسبب الذاتوية لدى الأطفال، وهي تقوم على أساس تعديل السلوك المبينة على تعزيز ومكافأة السلوك الجيد أو السوي، أو المطلوب بطريقة منتظم مع تجاهل مظاهر السلوك الأخرى غير المناسبة تماماً.


شارك المقالة: