برنامج العزل لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


يوجد اتجاهين لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في مراحل التعليم المختلفة، منها ما يخص اتجاه العزل واتجاه الدمج لذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا المقال يتناول اتجاه العزل عن تكنولوجيا التعلم لتحسين تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، وتكنولوجيا تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة.

برنامج العزل لذوي الاحتياجات الخاصة

وهو عزل الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة عن الطلاب العاديين في نفس المرحلة خلال اليوم الدراسي، أو يتم تسجيل هؤلاء الطلاب في مؤسسات أو مدارس خاصة بهم في فصول تضم أعداد قليلة منهم، ويقوم بتعليمهم معلمون يتم إعدادهم خصيصاً لهذا الغرض، مع توفير برامج تعليمية خاصة بهم، بحيث تتمكن هذه البرامج من تحقيق مطالبهم وحاجاتهم التربوية.

ويتميز نظام العزل بتوفير الوقت والمكان المناسبين لتقديم الخدمات التربوية والاجتماعية التي تتطلبها كل إعاقة، بالإضافة إلى توفير طاقم تدريسي متخصص حسب نوع الإعاقة، وتواجد الطلاب من ذوي الإعاقات معاً يحررهم من الشعور بالضعف ويناسب هذا النظام الظروف الاقتصادية، التي لا تتمكن من تهيئة المدارس العادية وتنظيمها وإعدادها بالعناصر البشرية، وغير البشرية التربية المعوقين بدمجهم مع العاديين داخل هذه المدارس.

وهناك عیوب لنظام العزل أن عزل الطلاب ذوي الإعاقة يؤدي إلى ضعف التوافق الاجتماعي مع من حولهم، وقد يصيبهم بالانطواء، بالإضافة إلى أن نظام العزل يعرقل عملية تعلم المهارات الاجتماعية التي يحتاجونها، ويؤكد هذا النظام نظرة المجتمع للمعوقين بأنهم دون العاديين، برغم أن بعضهم لديه قدر كبير من القدرات والإمكانات والمهارات، وأيضاً عزل المعوقين في مدارس خاصة بهم يلصق بهم مسميات غير لائقة تظل ملتصقة طوال حياتهم مما يؤذي مشاعرهم.

تكنولوجيا التعليم لتحسين التعليم والتعلم لذوي الاحتياجات الخاصة

تكنولوجيا التعليم ليست الوسائل التعليمية أو الأجهزة التعليمية، وهذه الوسائل ليست سوى منتج من منتجات تكنولوجيا التعليم، كما أنها ليست أجهزة تعليمية، لذا فهذه الأجهزة ليست سوى أدوات في يد تكنولوجيا التعليم، تقوم منتجات تكنولوجيا التعليم الوسائل التعليمية بدور أساسي في عمليات التعليم والتعلم، فتساعد المعلم على تعليم المعلومات، بالإضافة إلى أنها تساعد المتعلم في استيعاب المعلومات.

ويمكن تلخيص أهمية تكنولوجيا التعليم في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة فيما يلي، لأثارة اهتمام المتعلم بالموضوعات، حيث يجب أن يكون للمتعلم الدافعية للتعلم، ومن ثم يمكن أن تستعمل الوسائل التعليمية التي توضح هذه الأهمية كفيلم أو صورة أو غير ذلك.

وأيضاً تقديم أمثلة توضح فوائد المادة للمتعلمين من ذوي الاحتياجات الخاصة وإرشادهم نحو ما ينبغي تعلمه، وكلما كانت التجارب التعليمية التي تقدم للمتعلم ذي الإعاقة أكثر واقعية تصبح ذو معنى ملموس ومحسوس وبالتالي تصبح أكثر ارتباطاً بالأهداف التي يسعى إلى تحقيقها.

وأيضاً ومن أهمية تكنولوجيا التعليم التغلب على مشكلة اللفظية، قد تشمل بعض المواقف التعليمية تقديم بعض المفاهيم العلمية للطالب بكلمات أو الألفاظ يصعب على الطالب ذي الإعاقة البصرية أو السمعية أو العقلية فهمها، ولكن باستعمال الوسيلة الملائمة لتوضيح أو تبسيط هذا المفهوم بطريقة مادية، فتقدم هذه المفاهيم بطريقة ملموسة للطفل الكفيف حتى يدرك معناها إدراك حسي، أو تقدم بصورة مرئية للأفراد ذوي الإعاقة السمعية أو العقلية حتى یکون فهمها واضح وسليم.

وتكوين خبرات تعليمية مباشرة ترتبط بعض الموضوعات الدراسية بالبيئات الخارجية، والتي قد يصعب على الأفراد ذوي الإعاقة الفهم الكامل لها نتيجة لما يفرضه النقص الناتج عن تصور حاسة ما، فالوسائل التعليمية تلعب دور في خلق الفرص للطلاب لاكتساب الخبرات المباشرة؛ وذلك من خلال الأنشطة المختلفة التي تتبع تدريس هذه الموضوعات سواء في الرحلات أو الزيارات الميدانية أو مشاهدة النماذج.

منح ذوي الاحتياجات الخاصة فرص للتعلم من خلال الخبرات البديلة، فهناك ظروف وأحداث يستحيل أو يصعب على الفرد أن يتعلمها بالتجارب الواقعية والحقيقية، إما بسبب خطورتها أو  التكلفة العالية لتنفيذها أو لبعدها الزماني أو المكاني أو لصغر أو كبر حجمها، وأيضاً توسيع مجالات الخبرة وتنوعها.

يتيح استخدام الطرق التعليمية للمتعلم فرصة الاستماع والممارسة بالإضافة إلى التأمل والتفكير والمشاهدة، مما يثير جانب الخبرة التي يمر بها الطالب ذو الاحتياجات الخاصة، وبذلك فإن جميع الحواس السليمة لذوي الاحتياجات الخاصة تشارك في عمليات التعلم، مما يترتب عليه أن يصبح التعلم باقي الأثر.

مقابلة الفروق الفردية بين الطلاب فلكل إعاقة خصائصها واحتياجاتها التعليمية التي تختلف عن بقية الإعاقات، بل هناك درجات متفاوتة في مستويات القصور للإعاقة نفسها، فعلى سبيل المثال توجد درجات متفاوتة من فقدان حاسة البصر أو السمع أو الإعاقة العقلية، وإتاحة فرص التعلم الذاتي والمستمر فهؤلاء الأفراد حتی بعد حصولهم على مؤهلات دراسية، هم في حاجة إلى اكتساب المعارف والمهارات التي يفرضها طبيعة العصر الذي يعيش فيه وسوق العمل المتغير.

فمن خلال تصميم برامج تدريبية قائمة على استعمال الوسائل التعليمية المختلفة، يمكن مساعدة ذوي الإعاقة من تعليم أنفسهم بشكل مستمر، ويمكن القول من خلال استعمال تكنولوجيا التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة في تعليمهم أن الوسائل التعليمية تساهم في تحسين التعليم والتعلم.

فتساعد في تخفيف العبء على المعلم بما تقدمه من مصادر مختلفة للتعلم، فتقوم بالعديد من الممارسات التدريسية الموكلة للمعلم القيام بها مثل تحفيز الدافعية للتعلم، تقديم المعلومات الجديدة وتقديم الخبرات التعليمية بنوعيها المباشر وغير المباشر، والخبرات البديلة تساعد الوسائل المتعلم في استيعاب الخبرات المقدمة لهم مما يجعل التعليم أكثر عمق وفعالية.

تكنولوجيا تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة

يعتبر منهج تكنولوجيا التعليم من المناهج المنطقية لتصميم التعليم ومعالجة مشاكله، لأنه يصمم عناصر منظومة التعليم، مع الأخذ بعين الاعتبار كافة العوامل المؤثرة في عمليتي التعليم والتعلم، بهدف تحقيق التعلم الفعال مع الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن ثم تتنوع أهمية اتباع هذا المنهج في تصميم التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة، لضمان أن خصائص الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة وحاجاتهم التعليمية ونوع الإعاقة وطبيعتها تؤخذ بالاعتبار.

تعتمد تكنولوجيا تعليم لذوي الاحتياجات الخاصة على الأسس التالية، تطبيق المعرفة المتعلقة بسمات واحتياجات الطلبة في ضوء تعرف نوع إعاقتهم ودرجتها، وعملية التعلم وما تتطلبه من طرق تعلم وفعاليات تعليمية خاصة وفق لنوع الإعاقة وطبيعتها.

وأيضاً استعمال وتوظيف مصادر التعلم سواء البشرية أو غير البشرية، واستعمال أسلوب النظم في تصميم التعليم لهؤلاء الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ذلك لضمان أن يتم في خطوات متتابعة مترابطة متكاملة لتحقيق الهدف النهائي، وهو التوصل الفعال في تعلم هؤلاء الطلبة، إن تصميم التعليم بما يراعي خصائص ذوي الاحتياجات الخاصة واحتياجاتهم، يتطلب تعرف من هم ذوي الاحتياجات الخاصة ومقومات بيئة التعلم الخاصة بهم.


شارك المقالة: