برنامج تدريس وتدريب الأطفال ذوي الإعاقة العقلية

اقرأ في هذا المقال


برنامج تدريس وتدريب الأطفال ذوي الإعاقة العقلية

تعتبر عملية تدريس وتدريب الأفراد ذوي الإعاقة العقلية على المهارات، التي تساهم في عملية التفاعل والتعامل بصورة إيجابية مع المجتمع ومع البيئة المحيطة، تعدو من المهام الصعبة على المعلمين وعلى المعلمات العاملين في مجال التربية الفكرية، ويعود ذلك لسببين أساسيين، الأول انخفاض المستوى الفكري لهؤلاء الطلاب؛ مما يقلل من استيعابهم للمعلومات ومن اكتسابهم للخبرات.

والثاني عدم استطاعة المعلمين والمعلمات من إستعمال أنسب طرق التعليم، القائمة على المبادئ المأخوذة من نظريات التعلم، وتلك القائمة على استيعاب الخصائص المعرفية للأفراد ذوي الإعاقة الفكرية، واستخدامها في مجال تعديل سلوك هؤلاء الأفراد، لذلك كان من المهم التعرف على نظريات التعلم المتنوعة واستعمالها في وضع وتحديد البرامج التعليمية والتدريبية لهذه الفئة.

تطبيقات نظريات التعلم في مجال التربية الفكرية للأفراد ذوي الإعاقة العقلية

هناك الكثير من نظريات التعلم التي عملت على فهم وتعديل السلوك الإنساني، والتي قامت بتقديم الكثير من البرامج التدريبية والتدريسية أساليب التدريس الملائمة، لكل مجال من المجالات ولكل فئة من الفئات وسنقوم  في هذا المقال بذكر أهم ما قدمته هذه النظريات في جانب التربية الفكرية، مع التركيز على النظرية السلوكية الإجرائية التي كانت المرجع الأساسي لهذا البرنامج.

1- نظرية الاشتراط الكلاسيكى لبافلوف

تعمل هذه النظرية على تواجد ارتباط شرطي ما بين المثير والاستجابة، فكل مثير له استجابة شرطية مرتبطة به، وكلما كان المثير جيد تكون الاستجابة جيدة، تتبين أهمية هذه النظرية في تفسير جزء من  أشكال التعلم البسيطة سواء لدى الأفراد العاديين أو الأفراد ذوي الإعاقة العقلية، والتي لا تتطلب العديد من العمليات العقلية حيث يكفي حدوث هذا النوع من التعليم  مع وجود بعض المثيرات المعينة التي ترتبط باستجابات محددة.

كذلك إن تطبيق هذه النظرية ساعد على تعلم الأفراد ذوي الإعاقة العقلية على العديد من أنماط السلوك، مثل مهارات الحياة اليومية و مهارة القراءة والعمليات الحسابية، كذلك تعلم الأفراد ذوي الإعاقة العقلية عن طريق تطبيق هذه النظرية كيفية الكف عن تطبيق استجابات غير مرغوبة مثل النشاط الزائد أو مص الأصابع أو إيذاء الذات.

وقد تبين من التجارب التي تم تطبيقها في هذه النظرية إمكانية استعمال طرق الإشتراط الكلاسيكي، في جانب رعاية ذوي الإعاقة العقلية، حيث يستعمل مبدأ الفعل المنعكس الشرطي؛ بهدف تكوين العادات السلوكية المرغوب فيها، وانطفاء العادات غير المرغوب فيها.

2- نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ لثورندايك

ويطلق عليها الأغلب نظرية الارتباطات، وهي تشبه نظرية الاشتراط الكلاسيكي في أنها تأخذ بمبدأ المثير ومبدأ الاستجابة، إلا أنها تهتم بتعزيز الاستجابات وليس المثيرات، حتى ينتج إرتباط قوي ما بين الاستجابات وبين المثيرات، وتوضح هذه النظرية القدرة على التعلم بأنها قدرة الفرد العادي أو الفرد ذو الإعاقة العقلية على أن تكون الارتباطات العصبية الناجحة ما بين المثيرات والاستجابات في المواقف المتنوعة.

نستطيع تطبيق قوانين هذه النظرية في جانب رعاية الأفراد ذوي الإعاقة العقلية، وذلك في جزء من المهارات الأكاديمية ومهارات الحياة اليومية ويتم التطبيق بالطرق التالية، تفسر النظرية القدرة على التعلم بأنها إمكانية الفرد على تكوين جزء  من الارتباطات العصبية ما بين المثيرات والاستجابات، ويعني أن حصول  عملية التعلم يرتبط بقدرة الفرد العقلية على إنشاء هذه الارتباطات، وهنا يكمن دور المعلم ضروري في توظيف واستعمال المعززات الإيجابية، التي تقوم بتكوين الارتباطات القوية ما بين المثيرات والاستجابات في المواقف التعليمية المتنوعة.

وبعدها ربط تلك المثيرات والاستجابات سوياً والقيام بتقوية هذة الروابط بالمعززات المادية أو بالمعززات اللفظية الاجتماعية الملائمة، وأيضاً توظيف قانون الاستخدام في تقوية الارتباطات ما بين المثيرات وبين الاستجابات في المواقف التعليمية، بأن يقوم المعلم بالتركيز على عملية التدريب المكثف والموزع مع القيام بالممارسة والتكرار، ويقصد بذلك مطالبة المعلم للفرد ذو الإعاقة العقلية بتكرار وممارسة المهارات الأكاديمية  اللازمة، أو مهارات الحياة اليومية في المناسبات المتنوعة، وتعزيزها حتى تثبت تلك الارتباطات وتحدث عملية التعلم.

تشغيل قانون الاستعداد للتعلم في تسهيل عملية حصول الارتباطات العصبية ما بين المثيرات والاستجابات، وهذا يحتاج معرفة المعلم بدرجة قدرة الفرد واستعداده الجسمي، وكذلك العقلي للقيام بالمهمة التعليمية، مراعاة قانون الإهمال أي الانطفاء الذي يقصد به أن السلوك ينطفئ إذا لم يكرر أو يمارس الفرد ذو الإعاقة العقلية المهمة التعليمية؛ لأن عدم الممارسة والتكرار يعمل على إضعاف الرابطة ما بين المثير وبين الاستجابة.


شارك المقالة: