برنامج لتنمية المهارات غير البصرية لدى المكفوفين

اقرأ في هذا المقال


برنامج لتنمية المهارات غير البصرية لدى المكفوفين:

تعتبر هذه الحواس مثلها مثل بقية الجوانب والمهارات التي تولد مع الطفل عندما يولد، ولكنها تحتاج إلى التدريب والتطوير حتى تقوم بدورها على أتم وجه وبنسبة تفوق ما يتمتع به الفرد المبصر، لذا فإن البرنامج يحتوي خطوات عملية لتأهيل هذه الحواس عند الفرد الكفيف لكي تساهم في أداء مهارات الحياة اليومية بإتقان وكفاءة، وتساعده على التواصل من الأخرين ومع جميع الظروف البيئية.

1- تدريب حاسة السمع:

يُعد السمع هو العامل الثاني بعد البصر الذي يأخذ الشخص منه جميع المعلومات، عن العالم الخارجي عن طريق ما تستقبله الأذن من مثيرات سمعية متنوعه عن طريقها يستطيع التمييز بين الأفراد، وكذلك يستطيع بها التمييز بين أصوات الحيوانات أو التمييز بين الأصوات الناتجة عن حفيف الأشجار، أو هطول المطر أو شدة الرياح، أو التمييز بين صوت السيارة والدراجة وغيرها.

وبناءً على هذا فإن تدريب حاسة السمع عند الفرد الكفيف يجب أن تحتوي أصوات أغلب الأشياء المحيطة به بحيث يتضمن البرنامج التدريبات التالية، ومن الضروري بداية تدريب الفرد على حسن الاستماع والانتباه لجميع الأصوات التي يسمعها في بيئته، وتطوير قدرة الفرد على التعرف على جميع الأصوات التي سمعها ومساعدته على التفريق بينها من حيث مصدرها، وكذلك مفهومها ودلالتها.

وتدريب الفرد على تمييز الجهة التي يصدر منها الصوت وتمييز المكان الذي يصدر منه، وهذا يساعده على تعلم العديد من المصطلحات المتعلقة بالمكان، وتدريب الفرد وتعويده على معرفة المسافة التي يصدر  الصوت منها، وتدريبه الفرد على التمييز بين مدلولات الأصوات، وتدريب الفرد على استعمال الصوت كإشارة سمعية أو كدلالة له في التحرك داخل البيت لتجنب الاصطدام والسقوط.

2- تدريب حاسة اللمس:

تعد حاسة اللمس ذات أهمية كبيرة في معرفة الأشياء وإدراكها من خلال ملامستها بالأصابع التي ينتقل الإحساس عن طريقها إلى المخ، فيعمل على ترجمتها إلى معاني ومدلولات ومفاهيم، وعن طريقها يمكن  للفرد للكفيف التعرف على أشكال الأشياء وتركيبتها البنائية، بالإضافة إلى قيم سطوحها ملامسها وأحجامها وعن طريقها يتمكن من التمييز بين جوانب التشابه والاختلاف بين الأشياء التي يلمسها بيديه، ويتمكن من التمييز بين ما هو ضار منها وما هو نافع.

ويتم تدريب الفرد الكفيف على تطوير حاسة اللمس بأكثر من طريقة أهمها ما يلي، إعطاء الفرصة للفرد الكفيف حتى يتمكن من القيام ببعض الأعمال التي ترتبط بحركة العضلات الدقيقة للأصابع، واستخدام أدوات الطعام بالإضافة إلى تكرار هذه التدريبات لمساعدة الفرد على تطوير المهارات الحركية لليدين والأصابع بما يطور حاسة اللمس للفرد، وتدريب الفرد على خاصية التمييز اللمسي في فهم خاصية الأشياء، وفهم حالتها حتى يتمكن من التعرف على السطح الخشن والسطح الناعم.

بالإضافة إلى الجسم الصلب والجسم اللين، وذلك عن طريق إعطاء فرصة له للمس أشياء خشنة ومنها جذوع الشجر، ولمس أشياء ناعمة ومنها الزجاج بالإضافة إلى أنها تمكنه من لمس أشياء صلبة، مثل الحديد وأشياء لينة مثل الوسادة مع الاهتمام بتعريفه مسميات الأشياء التي يلمسها، تدريب الفرد على التفريق بين درجات حرارة الأجسام التي يقوم بلمسها من حيث البرودة والسخونة.

وتطوير قدرته على تفريق الأشكال مثل المربع و الدائرة والمستطيل والمكعب والمثلث؛ بهدف إعطاء الفرصة له للمس هذه الأشكال المكونة من أدوات بسيطة وتعليمية، بالإضافة إلى معرفة مسمياتها بعد ذلك نقوم بربط كل الأشياء السابقة مع المكان الذي توجد فيه.

3- تدريب حاسة الشم:

يعد الشم الحاسة الرابعة عند الإنسان التي يستطيع من خلالها التعرف على الروائح الصادرة، عن الأشياء التي تحيط سواء كانت هذه الروائح طبيعية مثل رائحة الزهور ورائحة الخضروات والفواكه، أو قد تكون روائح صناعية التي تكون من صنع الإنسان العطور والروائح الصادرة من طهي الطعام أو روائح الدهانات التي تستخدم في المنازل، وتدريب الفرد الكفيف على استعمال حاسة الشم لديه بصورة مناسبة.

مما يساعده على التعرف على محتويات البيئة المحيطة به وأماكن تواجدها وطرق التعامل معها، فيقترب منها إذا كانت مفيدة ويبتعد عنها إذا كان فيها ضرر قد يلحق به، ويمكن تطوير مهارات التمييز عن طريق حاسة الشم لدى الفرد الكفيف عن طريق ما يلي، أخذ الطفل في نزهة مثلاً إلى الحدائق العامة حتى يتعرف على الأشجار والنباتات والزهور الموجودة بها من خلال حاسة اللمس والشم.

وتدريب الطفل على التفريق بين روائح الأشياء المتنوعة مثل، روائح العطور والزهور والصابون ورائحة الدخان وتعليم الفرد على طريقة تحديد موقع إصدار هذه الروائح، أو معرفة مصدرها حتى يتمكن من الربط بين المكان واتجاه الرائحة.


شارك المقالة: