النكاح عقد مقدس بين الرجل والمرأة بدفع الصداق للزوجة، يمكن إبطال هذه الثقة المقدسة؛ عندما يشعر الزوجان أنهما لا يستطيعان الوفاء بالتزاماتها الزوجية في الحدود التي وضعها الله تعالى عليهما، وفي هذا الموضوع، للرجل الحق في إنهاء الزواج بالنطق بالطلاق دون موافقة قضائية، بينما يتعين على المرأة التي ترغب في التحرر من الرابطة الزوجية إما أن تطلب الطلاق من محكمة الأسرة أو أن تطلب الطلاق من الزوج، على أن يعلن زوجها الطلاق، في الحالة الأولى يلتزم الزوج بإعطاء الصداق المؤجل لزوجته بينما في الحالة الأخرى، على الزوجة أن تترك مهرها كتعويض لزوجها عن تحرير نفسها من رباط الزواج.
أثر الطلاق على المرأة
الحكمة من إعطاء حق الطلاق للزوج أن نفقة الزوجة أمر إلهي على الزوج، مطلوب منه أن يتحمل جميع نفقات زوجته من طعام وملبس ومسكن وما إلى ذلك حسب قدرته على الكسب ودفع المهر لزوجته، وعليه فإن عليه أن يفكر ملياً قبل النطق بالطلاق؛ لأنه سيتعرض لخسارة مالية بعد ذلك، ثانياً، إذا أعطيت الزوجة مثل هذا الحق، يمكنها أن تعلن الطلاق مباشرة بعد تلقي كل الهدايا والمهر وما إلى ذلك.
بعض النساء غير ماهرات بشكل رئيسي لإدارة بيت الزوجية بذكاء، وبالتالي عدم قدرتهن على ذلك سيؤثر على بيت الزوجية، من المفترض أن تتعلم المرأة كل شيء لإسعاد زوجها، ومن ثم فإن المرأة بعد الزواج تخدم زوجها وتفعل كل شيء مثل الاعتناء بالمنزل والقيام بأشياء منزلية أخرى مثل الطهي وما إلى ذلك من أجل إسعاد زوجها.
إذا كانت هذه المرأة التي كرست حياتها لخدمة الزوج مطلقة في العمر الذي فقدت فيه شبابها، أي في عمر الشيخوخة فلديها خيارات محدودة للغاية؛ نظرًا لأن المرأة تظل معتمدة ماليًا على الرجل في المجتمع، لا يكفي المهر الذي تستحقه لتأسيس عمل تجاري، ولا تمتد مسؤولية الزوج في النفقة بعد العدة.
في ظل هذه الظروف، بموجب الشريعة الإسلامية، لا يمكن ترك المرأة عاجزة ماليًا، على الزوج نفقة المطلقة حتى أثناء العدة، بعد ذلك يكون أبنائها أو أهلها مسؤولين عن إعالتها وإذا لم يكن هناك أبناء أو أهل أو أقارب، فإن الدولة مسؤولة عن إعالتها بشكل عادل ومعقول.
تجدر الإشارة هنا إلى أنه هناك بعض الدول غير الإسلامية تقر قانون حماية حقوق الطلاق للمرأة، حيث تم منح المرأة المطلقة الحق في النفقة المعقولة والعادلة من قبل أقاربها بعد العدة وفي حالة عدم وجود أقارب، من قبل مجلس أوقاف الدولة، يتم تفويض القاضي لإصدار أمر في هذا الموضوع.
هناك حاجة لحماية المطلقات، يمكن القيام بذلك إما عن طريق اعتماد القانون الخاص بالنساء المسلمات، قانون حماية حقوق الطلاق، أو عن طريق إجراء التعديلات المناسبة في قوانين الأسرة المسلمة، بحيث يمكن للمرأة المطلقة أن تعيش بشرف وكرامة بعد الطلاق.
في بعض المناطق، الزوج هو المعيل والزوجة هي ربة المنزل الأساسية، تعتمد على زوجها في كسب الرزق، ولا تكاد توجد أي احتمالات أخرى لكسب الرزق لها، علاوة على ذلك يتم النظر إلى المطلقين في المجتمع مع اختلاف واضح بين الجنسين.
طلاق المرأة يضر بها كما يضر بهيبة الأسرة، وطلاق المرأة قد يقلل من احتمالات زواج أخواتها الأصغر منها والأكثر تأهيلاً، عادة ما تكون فرص الزواج مرة أخرى بعد الطلاق أقل بالنسبة للنساء منها بالنسبة للرجال، يمكن للمرء أن يتوقع أن اعتماد الزوجة الاقتصادي على الزوج والخوف من الفقر اللاحق، وضعها الاقتصادي الضعيف بعد الطلاق، هي عوامل ردع قوية للمرأة عن ترك الزوج، مهما كانت غير سعيدة بالزواج، تتنازل الزوجة أكثر من زوجها للحفاظ على الزواج، لذلك من المرجح أن يتخذ الزوج قرار الطلاق أكثر من الزوجة.
مكانة المرأة في الأسرة
إن طلب المهر قد يعتبر اجتماعية للمرأة تساهم في التوترات الزوجية والطلاق، هذا يعكس اعتماد المرأة الاقتصادي على الرجل، هناك الكثير من وجود النزاعات داخل الزواج بسبب المال، يمكن أن يؤدي الخلاف الزوجي إلى العنف الأسري، مما قد يجبر الزوجة على الفرار من منزل الزوج وقبول الطلاق، لذلك يمكن اعتبار الطلاق علامة على الإهانات العقلية والجسدية الشديدة في بعض الحالات.
عوامل تؤثر على الطلاق
هناك أدلة على أن الاضطرابات الزوجية للزوجين؛ التي تؤثر على استقرار زواجهما، تشير الدراسات إلى أن الزيجات المتجانسة؛ أي يختار شخص أعزب آخر أعزب أو مطلقًا يختار شخصًا آخر مطلقًا، كانت أكثر استقرارًا من الزيجات غير المتجانسة، أن التعليم المنخفض زاد من احتمال فسخ الزواج، إذا كان هذا هو الحال، وكذلك سن الزواج المبكر يؤثر على ارتفاع نسبة الطلاق.
في المناطق الريفية يعتبر زواج المراهقات شائعًا ومرغوبًا فيه، قد لا يتمكن الزوجين الصغيرين من التعامل عاطفياً مع العبء الثقيل من المسؤوليات التي تنطوي عليها الحياة الزوجية، قد يؤدي عدم قدرتهم على تحمل هذه المسؤوليات الجديدة إلى إثارة التوترات وبالتالي التأثير على الاستقرار الزوجي لديهما، ومن المتوقع أيضًا أن الحصول على التعليم والعيش في ظروف اجتماعية واقتصادية مواتية قد يساعدهم على تحمل المسؤوليات الزوجية وبالتالي الحفاظ على الزواج سليمًا، لا سيما في السنوات الأولى من الحياة الزوجية.
تكون الزيجات أكثر استقرارًا إذا كان الأزواج لديهم أطفال عنها عندما لا يكون لديهم أطفال، إن وجود الأطفال الصغار مرتبط بانخفاض مخاطر الطلاق، يقلل وجود الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات من خطر فسخ الزواج في بعض العائلات، أكثر من يعاني من الطلاق هم الأطفال، يمكن أن يؤثر طلاق الوالدين عليهم حتى يكبروا.
الأطفال هم الضحايا الصامتون لاختلال وظائف الوالدين ويعانون أكثر من غيرهم، لدى الكثير منهم أفكار سلبية بالذنب والصدمة والارتباك، يفكرون في الهروب من الموقف أو حتى التفكير في الانتحار، يختلف التأثير على الأطفال بناءً على العمر والجنس وفهم الموقف، يجد العديد من الآباء الذين يفشلون في مناقشة الوضع الأسري أن أطفالهم مرتبكون في محاولة البحث عن إجابات بما في ذلك أفراد الأسرة الأكبر سنًا أو المعلمين أو زملاء المدرسة أو حتى الغرباء.
من الآثار السلبية للطلاق على الأمهات، تفقد المرأة المطلقة القليل من التركيز في النشاط، وتزيد من التشديد والحزم على طفلها جراء الضغوطات الحاصلة من الطلاق، تشعر المرأة المطلقة بالحزن الشديد الحاد، المرأة المطلقة تكون عرضة لسوء المعاملة من بعض الأهل، تتعرض المطلقة الاكتئاب النفسي في بعض الحالات، يوثر هذا على التأثيرات التربوية للأبناء، ومشاكل سلوكية لديهم، تفتقد المطلقات إلى الدعم العاطفي، وتفقد الثقة في العلاقة الزوجية، يسبب الطلاق في تقلب مزاجي شديد عند المرأة المطلقة.
يجب أن يكون الوالدين المطلقين صادقين ومباشرين في مناقشة ما يحدث داخل الأسرة، يجب طمأنة الأبناء أن الوالدين كلاهما يحبهم ليس للأبناء ذنبًا بالطلاق، وإخبارهم أنه سيتم الاعتناء بهم بغض النظر عن نتيجة الوضع الأسري.