تأثير العواطف على الذاكرة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


للعاطفة تأثير كبير على العمليات المعرفية لدى البشر بما في ذلك الإدراك والانتباه والذاكرة والتفكير وحل الأزمات، حيث أنه للعاطفة تأثير قوي بشكل خاص على الانتباه، وخاصة تعديل انتقائية الانتباه بالإضافة إلى تحفيز الفعل والسلوك الإنساني، ويرتبط هذا التحكم الواعي والتنفيذي ارتباطًا وثيقًا بعمليات التعلم، حيث تركز قدرات الانتباه المحدودة بشكل جوهري بشكل أفضل على المعلومات ذات الصلة تسهل العاطفة أيضًا الترميز في الذاكرة وتساعد على استرجاع المعلومات.

مفهوم التجارب العاطفية في علم النفس

التجارب العاطفية موجودة في كل مكان بطبيعتها وهي مهمة وربما حرجة في الأوساط الأكاديمية، حيث تعد العاطفة تقريبًا كل جانب من جوانب الإدراك، وترتبط الاختبارات والامتحانات والواجبات المنزلية والمواعيد النهائية بحالات عاطفية مختلفة تشمل الإحباط والقلق والملل، حتى الموضوع يؤثر على المشاعر التي تؤثر على قدرة الفرد على التعلم والتذكر.

أفادت العديد من الدراسات أن العمليات الإدراكية البشرية تتأثر بالعواطف، بما في ذلك الانتباه والتعلم والذاكرة والتفكير ومعالجة الأزمات، حيث تعتبر هذه العوامل حاسمة في المجالات التعليمية لأنه عندما يواجه الطلاب مثل هذه الصعوبات فإنها تتعارض مع الغرض من التعليم ويمكن أن تجعله بلا معنى، والأهم من ذلك يبدو أن المحفزات العاطفية تستهلك موارد انتباه أكثر من المحفزات غير العاطفية، علاوًة على ذلك تم ربط مكونات الانتباه والتحفيز للعاطفة بزيادة التعلم والذاكرة، ومن ثم يبدو أن التجارب أو المحفزات العاطفية يتم تذكرها بوضوح ودقة بمرونة كبيرة بمرور الوقت.

تكشف الدراسات الحديثة التي تستخدم تقنيات التصوير العصبي الوظيفية عن الحالات العاطفية البشرية والتعرف عليها وأصبحت موضوعًا لزيادة الأبحاث في علم الأعصاب الإدراكي وعلم الأعصاب العاطفي وعلم النفس التربوي لتحسين نتائج التعلم والذاكرة، حيث تشتمل العواطف البشرية على تفاعلات معقدة للمشاعر الذاتية بالإضافة إلى الاستجابات الفسيولوجية والسلوكية التي يتم تحفيزها بشكل خاص بواسطة المنبهات الخارجية، والتي يُنظر إليها بشكل شخصي على أنها ذات أهمية شخصية.

تأثير العواطف على الذاكرة في علم النفس

إن تأثير العاطفة على عمليات الذاكرة هو محور العديد من الدراسات الحالية، على الرغم من أنه ثبت جيدًا أن العواطف تؤثر على الاحتفاظ بالذاكرة والتذكر، من حيث التعلم تظل مسألة التأثيرات العاطفية موضع شك، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن المشاعر الإيجابية تسهل التعلم وتساهم في عمليات الذاكرة، وبتوسطها مستويات التحفيز الذاتي والرضا عن المواد التعليمية المحفزة للذاكرة.

على العكس من ذلك أفادت دراسة حديثة أن الحالة السلبية التي تركز على التعلم من خلال الارتباك تحسن الذاكرة بسبب زيادة تركيز الاهتمام على المواد التعليمية التي تؤدي إلى أداء أعلى في الاختبارات اللاحقة واختبارات التحويل، حيث يعتبر الارتباك ليس عاطفة ولكنه حالة عدم توازن معرفي ناتجة عن بيانات متناقضة، فقد يشعر الفرد المرتبك بالإحباط بسبب سوء فهمه للموضوع، مع انخفاض مستوى تنشيط الغضب أو الانزعاج وتضخيم البحث.

ومن ثم يسعى الأفراد المتحمسين الذين يستجيبون لارتباكهم إلى فهم جديد من خلال القيام بعمل معرفي إضافي في عمليات الذاكرة من خلال هذه العواطف، وبمزيد من التوضيح هذا يعزز التعلم والذاكرة معاً، علاوة على ذلك تم الإبلاغ عن الإجهاد وهو حالة عاطفية سلبية لتسهيل أو إعاقة كل من التعلم والذاكرة، اعتمادًا على الكثافة والمدة، وبشكل أكثر تحديدًا فإن الإجهاد الخفيف والحاد يسهل التعلم والأداء المعرفي، بينما الضغط الزائد والمزمن يضعف التعلم ويضر بأداء الذاكرة.

تظهر العديد من النتائج السلبية الأخرى بسبب فرط نشاط المحور النخامي الكظري، مما يؤدي إلى ضعف المرونة التشابكية والقدرة على التذكر والتعلم، ومع ذلك يمكن تفسير التأثيرات المربكة للعواطف على التعلم والذاكرة من حيث مكونات الانتباه والتحفيز، حيث تعمل المكونات المقصودة على تحسين المعالجة الإدراكية، والتي تساعد بعد ذلك على اختيار المعلومات البارزة وتنظيمها عبر نهج من أسفل إلى أعلى لوظائف الدماغ الأعلى والوعي.

تثير المكونات التحفيزية للعواطف الفضول في عمليات الذاكرة وهي حالة مرتبطة بالاهتمام النفسي بالأنشطة الجديدة أو المفاجئة في المنبهات، حيث تشجع حالة الفضول على المزيد من الاستكشاف وتجهز الدماغ على ما يبدو للتعلم والتذكر لدى كل من الأطفال والبالغين، وقد يتم تصور مصطلح مفاجئ على أنه موقف غير متناسب في انتهاك المتوقع الذي يشير إلى التناقض بين التوقعات السابقة والمعلومات الجديدة، وقد يؤدي إلى إعادة ضبط معرفي للمحتوى المكتسب الذي يلفت انتباه المرء.


شارك المقالة: