الفشل هو عدم حصول الفرد على النتيجة المتوقعة بعد بذل جهد معين، ما يتسبب هذا في ضغوطات نفسية والتي عادةً ما تؤدي لفقدان ثقة الشخص في نفسه، ويبدأ الشخص بمراجعة مراحل حياته التي مَرّت، وإذا كان الشخص سوي من الناحية النفسية يتمكن تجاوز الفشل بأساليب عديدة، مثل بذل مجهود أكثر وتطوير الأداء أو القيام بتحديد القدرات، والعمل على هذا للوصول إلى النجاح، ولو شعر الشخص أن الهدف أكبر من قدراته فينبغي أن يسعى لتحقيق ما هو أسهل وصولاً لما يريد.
ما مدى تأثير الفشل على الصحة النفسية
عندما يقوم شخص ما بعمل شيء معين، سواء دراسة أو عمل أو علاقة، لا بد أن يعرف هذا الشخص أن تجربته تحتمل النجاح أو الفشل، وأن يدرك بشكل جيد أنه ينبغي وضع كلا الاحتمالين، لكن ما يحدث هو أن الشخص يتمنى النجاح بالطبع ولا يفكر سوى في أنه سوف ينجح، سوف ينجح في كل شيء، وأي شيء، ودومًا سوف ينجح، وإلى الأبد سوف ينجح.
وعندما يحصل عكس ما توقع الشخص وما كان ينبغي أن يتوقع ولو باحتمال ضئيل، يقع الفشل على شكل أزمة كارثية تهلك الشخص، حرفيًا وبكل معنى الكلمة، يهلكه على المستوى النفسي في البداية ثم باقي المستويات تأتي تباعًا، وهذا لأن الشخص لم يضع احتمال الفشل في خطته.
الإحساس بالصدمة
ما إن يعرف الشخص أنه قد فشل في تحقيق ما يريد يصاب بصدمة كبيرة، هذه الصدمة يتعامل معها في البداية بالإنكار، فهو لن يقر أن هذه التجربة التي قد حكم عليها بالنجاح حتى قبل أن يبدأ بها قد انتهت بالفشل، وسوف ينكر هذه النتيجة.
والشخص يقوم بالإنكار ليست من أجل الإنكار، إنما لأنه من داخله لا يكون قادر على استيعاب فكرة أنه فشل، بعد مرحلة الإنكار سوف يبدأ في الاستيعاب، لكن سوف تكون حالته النفسية ليست بخير إبداً.
فقدان الثقة بالنفس
خسارة الشخص الثقة بالنفس والإحساس بالضعف والعجز، وأنه شخص فاشل لا يمكنه إنجاز شيء ولا أن ينجز ما يريد، لهذا هو لا يستحق شيء، وقد يلجأ الشخص الذي قد مر بخبرة فاشلة في أن يعاقب نفسه ويؤلمها أكثر.
ويحاول الشخص الابتعاد عن الأشخاص المقربين، مثل الشريك أو الأصدقاء أو الأهل، ويتعمد إيذائهم أو طلب الابتعاد عنه وتركه حتى يبقى مع فشله ويتمكن من أن يجلد ذاته ويعاقبها، يعاقبها بمزيد من الألم الداخلي والنفسي، أو أن يقوم بتعنيف نفسه.
عدم الاستقرار النفسي
القلق والتوتر وعدم الإحساس بالاستقرار النفسي، بالتحديد عندما يضطر أن يتواجد في مناسبة اجتماعية أو عائلية، فهو يشعر بأنه ضعيف وخسر الثقة بنفسه جعله مرتبك وخائف، خائف من أن يذكره أحد لفشله أو أن يشمت فيه الناس أو يعلقون تعليقاتهم سخيفة، بالتحديد أنه مهزوم من الداخل ولن يستطيع أن يرد أو يدافع عن نفسه أو أن يضع لهم حد.
الاكتئاب
من أخطر الآثار النفسية التي عادةً ما يصاب بها الشخص الذي قد مر بتجربة فاشلة هو الاكتئاب، إن الاكتئاب سوف يحول الشخص إلى شيء ثابت لا حياة فيه، سوف يجعله يفقد الشغف تجاه أي شيء، كما أنه لن يسعى لأن يفعل أي شيء؛ لأن الاكتئاب سوف يجعله بائس محطم، لا يرغب في فعل شيء لأنه لا يستمتع بأي شيء، كما أنه يرى أنه لن يتمكن من الصمود أو الوقوف مرة أخرى.
وينبغي على المحيطين به أن يقدموا له الدعم والمساعدة المستمرة، فإن خطورة الاكتئاب تكمن في أنه إذا ما تحول إلى اكتئاب مزمن وتحكم في نفسية المصاب جعله يقدم على الانتحار، فهو يرى أن الحياة عبثية لا فائدة منها ولا أمل يرجى.
النوم لساعات طويلة
الرغبة في النوم لساعات طويلة جدًا، فأن الشخص يهرب من الألم الذي بداخله ومن إحساسه بالفشل واليأس بالنوم، كما أنه يقوم باستغلال فكرة أن النوم هو الموت الأصغر، فهو يهرب من الواقع إلى النوم وغيبوبته.
الانتحار
يرغب الشخص أن يلقي بنفسه إلى الهلاك، فإذا لن يتمكن من الانتحار فقد يقع في فخ المخدرات والكحول، وكل ما يجعله يغيب عن الوعي ويستر عقله ولا يفكر أو يتذكر شيء، ويكون مغيب لا يشعر بشيء.