تدني مستوى التحصيل كأحد مجالات الإرشاد للطلبة الموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


تدني مستوى التحصيل كأحد مجالات الإرشاد للطلبة الموهوبين والمتفوقين:

المتعارف عن مفهوم تدني التحصيل بأنه عدم توافق أو مسافة بين الأداء في الامتحانات المدرسية من طرف وبين أي مؤشر من المؤشرات الاختبارية المقننة، وبين مقدرة الطالب الموهوب والمتفوق الفعلية من طرف آخر، على سبيل المثال مقاييس الذكاء والاستعدادات أو اختبارات التحصيل والتحصيل المقننة، ويمكننا قياس مدى المسافه أو عدم التوافق بين القدرة أو الطاقة من جانب وبين الأداء الفعلي من جانب آخر من خلال مقارنة نتائج الطلبة الموهوبين والمتفوقين.

حيث يتم تمكين الطالب الموهوب والمتفوق من خلال ما يأتي: اختبار ذكاء فردي أو اختبار استعداد واختبار تحصیل رسمي، واختبار ذكاء فردي أو اختبار استعداد ومعدل التحصيل المدرسي، ويعتبر تشخيص المعلم وتوقعاته للأداء اليومي للمهام الدراسية.

ومن أكثر خصائص انخفاض تحصيل الطلبة الموهوبين والمتفوقين أهمية التقدير المتدني اللذات (low Self- Esteem)، والذي يعتبر الأساس أو المصدر لأغلب مشاكل انخفاض التحصيل، ويمكن ربطها بانخفاض تقدير الذات وكذلك سلوكيات غيرها، وقد تكون ناتجة عنه أو مرافقة له. ومنها سلوكيات الابتعاد عن ممارسة الواجبات المدرسية التجنب الدفاعي للواجبات الأكاديمية المهددة عن طريق التقليل من أهمية النجاح في المدرسة.

وأيضاً قضاء الوقت بنشاطات خارجيه لا تتعلق بالمدرسة، ومهاجمة الأجواء التي تتسم بالتسلط في المدرسة، ووضع أهداف مثالية لا يتمكن الطلبة غالباً من تحقيقها، وانخفاض مستوى الضبط الذاتي وعدم فهم العلاقة بين الجهد من جانب النتيجة وتطور ذكاء غير دقيق من الأحكام في حالتي النجاح، وعدم النجاح مثل أن ينجح بسبب الحظ والإخفاق، وكذلك الافتقار للقدرة والقيام بعادات دراسة غير جيدة وعدم  إتقان المهارات وعدم التركيز وعدم الانضباط سواء في المنزل والمدرسة.

وقد تم دراسة هذا الجانب جانب تدني التحصيل للطالب الموهوب والمتفوق بعمق من جانب بعض الباحثين الذين يعتبر لديهم خبرة في مجال إرشاد الطلبة الموهوبين والمتفوقين، وفي بدايه هؤلاء الباحثين نذكر (سلفيا رم ) التي عرفت بكثرة إنتاجها في جانب المقالات والكتب التي تعالج ظاهرة انخفاض التحصيل لدى بعض الطلبة الموهوبين والمتفوقين، ومثال على ذلك كتابها الذي نشر عام (1986) بعنوان أعراض تدني التحصيل للطلبة الموهوبين والمتفوقين الأسباب والعلاجات.

وبالإضافة إلى الباحثة (يتمور) والتي أصدرت كتاباً معروفاً كان عنوانه الموهبة الصراع وتدني التحصيل، وكان تركيزه على الطلبة الموهوبين والمتفوقين الذين يواجهون صعوبات في التعلم وانخفاض التحصيل المدرسي وقد سرد الباحثون ظاهرة انخفاضة التحصيل من مختلف جوانبها التي تضم توضيح المفهوم وأسبابه والسلوكات الدالة عليه، وأساليب التشخيص وأساليب العلاج، والعلاقات بين انخفاض التحصيل ومتغيرات العائلة والمدرسة والجنس والعرق والشخصيه.

ومن الأهمية بمكان أن نبين الدور المهم الذي يعتمد على المدرسة في تطور مشكلة انخفاض التحصيل أو التقليل منها لدى الطلبة الموهوبين والمتفوقين، ذلك أن انخفاض التحصیل سلوك يمكن تعلمه من قبل الأسرة والمدرسة وكذلك المجتمع، وإذا كانت المدرسة هي الموسسة التي يقع على عاتقها
أن تهتم بالبرامج التربوية المناسبه لتحقيق النمو السليم للطلبة سواء من الناحية المعرفيه أو الناحية الانفعالية، وأنه على عاتقها بأن توفر حداً أدنى من الشروط التي تحفظ للمجتمع أبناءهم الموهويين والمتفوقين من أن يتحولوا إلى عاجزین متدنيّ التحصيل.

وقد ذكرت (ويتمور 1980 ,Whitmore) أجواء الصف التي تؤدي إلى تدني التحصيل لدى الطالب الموهوب والمتفوق بسمات عديدة من أهمها قلة الاحترام للطالب، والتركيز على المنافسة، والمبالغة في التركيز على الأخطاء، والتوقعات المتدنية من قبل المعلم، والتركيز على التقييم، وقلة التحدي لقدرات الطالب عن طريق إعطائه المزيد من المهمات العادة الإشغال، والجمود وعدم المرونة، حيث أن الصفات المذكورة أعلاه هي أهم ما يميز الصف المتمركز حول المعلم.

الأسباب الكامنة وراء إعاقة المدارس التي تحتوي الطالب المتفوق عقلياً:

حيث يوجد تقرير لمجموعة من الأسباب الكامنة وراء إعاقة المدارس التي تحتوي الطالب المتفوق عقلياً وعدم الحماس لتسريعهم، ومن بينها المعرفة المحدودة لدى الكوادر التعليمية والإدارية بنتائج البحوث المتعلقة بالتسريع، والمخاوف غير المبررة من حدوث مشکلات اجتماعية أو انفعالية للطلبة نتيجة تسريعهم.

وأيضاً الفلسفة التقليدية للميدان التعليمي التي تقوم على أهمية بقاء الأطفال مع زملائهم من الفئة العمرية نفسها، والافتراءات التي تقول بأن التسريع من نتيجته التعجيل بمرحلة الطفولة، وحرمان الطفل من الاستمتاع بطفولته.


شارك المقالة: