وفقًا لمؤيدين الاستعارات والمفاهيم المجازية من علماء النفس، فإنه إذا قُبلت وجود الاستعارات فلدينا العديد من الوسائل المتاحة لحل عدد من المشكلات المعرفية، ليس فقط في الوجودية ولكن في علم النفس بشكل عام، ففي تطبيقات الاستعارات في علم النفس يتم تقديم أكثر التطبيقات شيوعًا والمقترحة باختصار شديد.
تطبيقات الاستعارات في علم النفس
تتمثل أهم تطبيقات الاستعارات في علم النفس من خلال ما يلي:
1- الاستعارات في السببية والمثابرة
وفقًا لغالبية علماء النفس المعرفيين من أصحاب نظرية الاستعارات فإن أحد الأسباب المهمة لوجود استعارات التفكير هو الدور الذي تلعبه في السببية، حيث أنه بعد كل شيء هذا يعني أن الاستعارات هي مرشحة جيدة جدًا لكونها المترابطة السببية الأساسية في العالم، حيث يمكن أن الاستعارات تلعب دورًا في السببية لا يكاد يكون موضع شك.
يعتبر الدور الذي يمكن أن تلعبه في السببية لا يزود مؤيد الاستعارة بأي سبب خاص لتفضيل وجودية الاستعارات على الوجودية البديلة لها، ولكن وبشكل أكثر تحديدًا فإنه لا يعطيها أي سبب خاص لتفضيل وجودية الاستعارات على حالة الأمور أو الأحداث الخاصة والمتعلقة بها، تمامًا مثل الاستعارات فإن الحالة والأحداث خاصة تمامًا تعتبر مترجمة وغير قابلة للتكرار.
في الاستعارات والسببية المثابرة فإن ثبات الملكية ليس مجرد مسألة شيء لا يغير خصائصه؛ لأنه حتى في الحالات التي لا يتغير فيها شيء بشكل ملحوظ، يمكن مع ذلك استبدال الخاصية التي تم إنشاء مثيل لها بخاصية أخرى من نفس النوع خلال الفترة الزمنية التي تحصل بها، ولكي نتمكن من شرح السيناريو وجوديًا نحتاج أولاً إلى حساب استمرارية الملكية قادرًا على التمييز بين ثبات الملكية الحقيقي وحالات تغيير الخاصية.
وفقًا للاستعارات وارتباطها بالسببية والمثابرة فإن الدور الذي يمكن أن تلعبه الاستعارات في السببية سيعتمد على كيفية تصورنا لطبيعة الاستعارات نفسها، إذا كانت الاستعارات هي ما يعرف بالمُعدِّلات فإنها لا تتمتع بالشخصية التي تمنحها، وهي حقيقة يبدو أنها تجعلها أقل ملاءمة باعتبارها ارتباطات سببية، ليس الأمر كذلك إذا كانت الاستعارات من نوع الوحدة وكذلك الشخصية التي تمنحها.
ولكن إذا كانت الاستعارات تتمتع بالشخصية التي تمنحها مما يعتقد أن لدينا سببًا للاعتقاد بأن كلاهما يفعل ذلك، لكن الاستعارة الشاملة كانت ستكفي للتسبب في ذلك حتى لو كان موجودًا بمفرده، وغير مرتبط بمجالات أخرى، لكن هذا يشير إلى أنه إذا كانت الاستعارات من نوع الوحدة ننتهي بعالم محدد سببيًا بشكل منهجي، وبالتالي فإن الدور الذي تلعبه الاستعارات في السببية قد يكون أكثر إشكالية مما قد يبدو في البداية.
2- الاستعارات وقضايا العقل
عند افتراض أن شخص قد احترقت يده على الموقد الساخن مثلًا، يمكن وصف إحدى المعاملات السببية لهذا الموقف من خلال رفع الشخص ليده عن الموقد لأنه شعر بالألم، هذا وصف يبدو أنه يختار الشعور بالألم كخاصية سببية ذات صلة بالسبب، وإن الشعور بالألم تعتبر خاصية ذات صلة سببيًا تتفق جيدًا مع حدسنا العقلي، ومع ذلك فإن القول إنه يؤدي إلى مشكلة والسبب في ذلك هو أن الخصائص العقلية مثل الشعور بالألم يمكن إدراكها من خلال أنظمة جسدية مختلفة تمامًا.
لذلك لا يمكن تحديد الخصائص العقلية مع المادية، ومن ناحية أخرى يبدو أننا نعيش في كون مغلق جسديًا وغير مفرط في التحديد سببيًا، لكن هذا يعني أنه على عكس ما افترضناه حتى الآن عندما لم يرفع الشخص يده عن الموقد لأنه شعر بالألم، فبشكل عام هذا يعني أن الخصائص العقلية ليست ذات صلة سببيًا مهما كانت تبدو.
إذا كانت الخصائص تعتبر استعارة فقد اقترح بعض أصحاب النظريات المجازية ما يمكن مقاومة هذا الاستنتاج بمجرد إزالة الغموض عن الخاصية، يمكننا أن نرى كيف يمكن للخصائص العقلية أن تكون ذات صلة سببيًا بعد كل شيء، ففي الوقت الحالي إذا كانت الخصائص العقلية عبارة عن استعارات، فيمكن تحديدها بالخصائص الفيزيائية أو القياسية أكثر.
لا يزال من الممكن تمييز الخصائص العقلية عن الخصائص القياسية؛ لأن الخصائص التي يتم اعتبارها على أنها أنواع تتماشى مع العرض القياسي للاستعارات محددة بفئات التشابه من الاستعارات، عندما يرفع الشخص يده عن الموقد؛ لأنه شعر بالألم، فإنه يرفع يده بحكم شيء يتميز جزئيًا باستعارة بحيث ينتمي إلى فئة من الاستعارات الذهنية المتشابهة.
هذه الاستعارة متطابقة مع الاستعارة المادية أي إنه عقلي وجسدي معًا؛ لأنه ينتمي أيضًا إلى فئة تشابه مميزة من الاستعارات المتشابهة قياسيًا، لذلك يمكن أن تكون الخصائص العقلية ذات صلة سببيًا على الرغم من حقيقة أن العقلية يمكن تحقيقها من خلال المادية، وعلى الرغم من حقيقة أننا نعيش في كون مغلق جسديًا وغير محدد بشكل مفرط.
3- الاستعارات والإدراك
هناك سبب مهم آخر للتفكير في وجود الاستعارات في علم النفس، وهو الدور الذي تلعبه الاستعارات في الإدراك، حيث أن ما ندركه هو صفات الأشياء بدلاً من الأشياء نفسها مما يبدو معقولاً بالنسبة للادعاءات المختلفة بهذا المعنى وأن الصفات التي ندركها هي استعارات أكثر من كونها مجازات عامة أو تجسيدات للعالمية من حالات الأمور، وهي مسألة يمكن تحديدها بالرجوع إلى تجربتنا.
أي شخص يرغب في رفض الاستعارات يجب بالطبع أن يقدم سرداً لتلك الحالات التي يبدو أننا نراها ونسمعها، والحالات التي نبلغ عنها باستخدام أوصاف محددة مثل الابتسامة، هذا يعني أنه يجب عليه أن يدعي أنه في مثل هذه الظروف لا نرى الأشياء المستقلة في حد ذاتها فحسب، بل أيضًا الأشياء التي تقع تحت مفاهيم معينة أو تمثل بعض المسلمات.
من المسلم به أن هذه ليست أسبابًا قوية جدًا للاعتقاد بأن الاستعارات وليست الحالة هي موضوعات الإدراك، فبالنسبة لوجهة النظر القائلة بأن إدراكنا للاستعارة ليس فقط متميزًا، ويمكن تمييزه أيضًا من الناحية الظاهرية عن إدراكنا لحالة الأمور يبدو أنه يرتكز على ما هو أكثر بقليل من حدس مؤيده الشخص الاستبطاني، فحالات الأمور تمامًا مثل الاستعارات هي تفاصيل للخصوصية.
4- الاستعارات والدلالات
تزود الدلالات المنظر الاستعاري بأسباب قوية للاعتقاد بأن هناك استعارات تم الإشارة إليها من قبل العديد من أصحاب النظريات الاستعارية فيجادلون بأن اللغة الطبيعية تحتوي على العديد من الظواهر والدلالات التي يتم توضيح معالجتها الدلالية بشكل أفضل من حيث الوجودية التي تتضمن الاستعارات.
قد يبدو أن عمليات التعيين للدلالات تشير إلى الاتجاه المعاكس؛ لأنه تم اعتبار تسمية المسندات مثل الحكمة في الأسماء الصالحة للإشارة، لصالح الواقعية العالمية، ومنها يمكن اعتبار فئة فرعية من التسميات مثل الحكمة للتحدث لصالح وجود الاستعارات.
بعد ذلك توفر الأدلة التوضيحية المجردة خاصةً عندما تحدث فيما يسمى بالجمل التعريفية سببًا آخر للتفكير في وجود الاستعارات، ولكن حتى في الحالات التي لا تشير فيها إلى الاستعارات، فإن الاستعارات مع ذلك تساهم في دلالات الجمل التي تظهر فيها.
في النهاية نجد أن:
1- نظرية الاستعارات تعتبر مهمة لعلماء النفس من أصحاب النظريات المجازية مما يجعلها ذات تطبيقات متفرعة ومتنوعة والتي تثبت أهمية وجود الاستعارات.
2- تتمثل تطبيقات الاستعارات في علم النفس في الإدراك والعقل والدلالات والسببية والمثابرة.