تطبيق المحتوى العقلي غير المفاهيمي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يتمثل تطبيق مفهوم المحتوى العقلي غير المفاهيمي في علم النفس في مجموعة من المشاريع التي تخدمها وتفسرها فكرة المحتوى العقلي غير المفاهيمي، والتي تتمثل في مشروع توصيف محتوى التجربة الإدراكية، ومشروع توصيف محتوى الحالات التمثيلية الفرعية، ومشروع شرح السلوك قبل المفهوم.

تطبيق المحتوى العقلي غير المفاهيمي في علم النفس

لفهم المحتويات والتمثيلات العقلية يناشد بعض علماء النفس في تطبيق هذه المحتويات بمجموعة من المشاريع، حيث يتمثل تطبيق المحتوى العقلي غير المفاهيمي في علم النفس من خلال ما يلي:

1- الخبرة الإدراكية والمحتوى العقلي غير المفاهيمي

يمكننا التفكير في محتوى الإدراك من حيث المفاهيم، عندما يكون لدى شخص ما تجربة بصرية على سبيل المثال سيبدو لهذا الشخص كما لو أن شيئًا ما قد شوهد، حيث أن إحدى طرق تحديد الطريقة التي تظهر بها الأشياء للموضوع هي من حيث الاعتقاد الإدراكي الذي سيشكله الموضوع على أساس الإدراك لو كان قد أخذ إدراكه بالقيمة الاسمية.

هذه الطريقة لتحديد المحتوى التمثيلي للإدراك تعطينا المحتوى الافتراضي للإدراك، ومنها استطلع منظرو المحتوى العقلي غير المفاهيمي عدة أنواع من الأسباب للاعتقاد بأن هذا المحتوى الافتراضي لا يستنفد المحتوى التمثيلي للإدراك؛ فقد قيل إن محتويات الإدراك تُظهر سمات معينة لا يمكن أن تظهرها محتويات المواقف الافتراضية على وجه الخصوص.

الإدراك قادر على تمثيل حالات مستحيلة أو متناقضة، كما هو الحال عند مشاهدة بعض الرسومات وعند المرور بأوهام إدراكية مختلفة، في المقابل يُقال أن المحتوى العقلي المفاهيمي يجب أن يكون متسقًا أو لا يمكن للمرء أن يكون لديه اعتقاد بمحتوى متناقض، وهكذا يجادل علماء النفس بأن التفكير في الأوهام يظهر أن محتويات الإدراك لا يمكن أن تكون مفاهيمي؛ لأنه لا يمكن للمرء أن يَمرّ بحالة ذات مفاهيم متناقضة المحتويات.

ومع ذلك فإن الأوهام هو حالة إدراكية ذات محتوى متناقض أو الكائن المدرك يبدو أنه يتحرك ولا يتحرك، ولا يمكن أن يكون الإدراك يتضمن محتويات مفاهيمي، ولقد قيل إن محتوى الإدراك تناظري بطبيعته، على عكس المحتوى المفاهيمي للعقل وللاتجاهات الافتراضية التي يُنظر إليها بشكل معقول على أنها رقمية، ومنها تم التمييز بين التمثيلات التناظرية والرقمية بشكل أكثر وضوحًا.

في الخبرة الإدراكية والمحتوى العقلي غير المفاهيمي تم اقتراح أن محتوى الإدراك خالٍ من الوحدات، فإذا كان الفرد يمثل شيئًا ما على أنه مسافة معينة منه فهو عادة لا يمثل تلك المسافة من حيث وحدة معينة، على الرغم من أن ما يمثله هو مسافة محددة تمامًا، فهو ببساطة يمثلها على أنها تلك المسافة حيث يحدد محتوى تصوره من حيث المسافة وإمكانية استيعاب مثل هذه التمثيلات الخالية من الوحدات في مصطلحات افتراضية بحتة.

أثيرت عدة اعتراضات على محاولات تفسير محتويات الإدراك من حيث المفاهيم التوضيحية، لكي تُحسب القدرة الفعالة في الإدراك على أنها قدرة مفاهيمية حقيقية، ويجب أن يكون من الممكن استخدام نفس القدرة في الفكر، على هذا النحو يجب أن يكون الحال هو أن مثل هذه المفاهيم البرهانية التي يمكن القول أنها متضمنة في محتوى الإدراك يتم الاحتفاظ بها لفترة كافية لإمكانية إعادة تعبئتها أو لا يمكن الاحتفاظ بها فقط للحالة المعينة التي يُنظر فيها إلى العينة.

2- الحالات الحسابية غير الشخصية والمحتوى العقلي غير المفاهيمي

يتضمن النموذج السائد في العلوم النفسية المعرفية افتراض حالات تمثيلية على المستويات شبه الشخصية، ومن الأمثلة هي الحالات التمثيلية المتورطة في المعرفة الضمنية لقواعد النحو، ومن المبادئ الأساسية لنهج المحتوى العقلي غير المفاهيمي الواسع في بناء الجملة أن المتحدثين يُنسب إليهم معرفة ضمنية بقواعد لغتهم وأن هذه المعرفة الضمنية تُنشر في فهم اللغة المنطوقة.

ومع ذلك عندما يقدم اللغويين المواصفات النظرية للقواعد النحوية المتضمنة في القواعد، فإنهم كثيرًا ما يستخدمون مفاهيم ليست في الذخيرة المفاهيمية لمستخدم اللغة، أي أن مستخدم اللغة يُنسب إلى المعرفة بالقواعد المصاغة من حيث المفاهيم التي لا يمتلكها، ومنها تنطبق نقطة مماثلة على الدول التمثيلية المفترضة في النظريات الحسابية للرؤية التي من الواضح أنها لا يمتلكها المدرك العادي.

في الآونة الأخيرة تم استكشاف مثل هذه النظرة لطبيعة المحتوى التمثيلي العقلي، حيث يقترح علماء النفس أن ما يجعل محتوى التمثيل غير مفاهيمي هو بالتحديد حقيقة أن محتواه معزول عن هياكل المعرفة الأخرى المتاحة للشخص، في الواقع فإن وجود آليات معرفية غير قابلة للاختراق هو شرط ضروري وكافٍ للمحتوى العقلي غير المفاهيمي.

يقوم بعض علماء النفس بمراجعة الأدلة التي تشير إلى أن المراحل المبكرة المختلفة للمعالجة المرئية، على سبيل المثال أولئك المسؤولين عن العناية بالأشياء وتتبعها في المكان والزمان، تعمل بطريقة تصاعدية بحتة، على هذا النحو يجادل علماء النفس بأنه يتم إنتاج التمثيلات العقلية الكامنة وراء هذه القدرات بطريقة غير وسيطة من الناحية المفاهيمية، وبالتالي فإن محتواها غير مفاهيمي.

على الرغم من محاولة بعض علماء النفس للقول بأن العزل من المواقف الافتراضية للشخص هو شرط ضروري وكافي لأي تمثيل ليكون له محتوى غير مفاهيمي للعقل، لا يبدو أن هذا هو الحال مع التمثيلات بشكل عام وبعض التمثيلات على المستوى الشخصي في خاص، على الأقل فيما يتعلق بالشخصية وتمثيلات المستوى، حيث أن القدرات المفاهيمية للفرد غالبًا ما تشارك في تحديد محتوى التمثيل الإدراكي، ومع ذلك فإن محتوى هذا التمثيل غير مفاهيمي.

التفسير النفسي لتطبيق المحتوى العقلي غير المفاهيمي في علم النفس

في شرح السلوك غالبًا ما يلجأ علماء الأخلاق المعرفية وعلماء النفس التنموي إلى الدول التمثيلية، ويحاولون على سبيل المثال شرح تطور القدرة على التنظيم البصري للمصفوفة المرئية إلى كائنات وحدوية ومستمرة من خلال الاستعانة بقدرة الفرد على تكوين تمثيل لتخطيط السطح المرئي ووجود آليات تتبع المبادئ الأساسية للتماسك، والترابط والصلابة وعدم اتخاذ أي إجراء عن بُعد.

يُزعم أن هذه القدرات تفسر التفكير البدني البدائي للفرد من حيث قدرته على تتبع حركة كائنات معينة وإظهار استجابات توقع معينة فيما يتعلق باستمرارية الأشياء خلف الانسدادات، حيث أن محتوى تلك التمثيلات التي تمت مناقشتها في شرح استجابات الفرد في المهام هو محتوى مفاهيمي، ومنها يعكس السلوك الظاهر مفهوم الكائن الأولي للفرد وقدرته على استخدام هذا المفهوم في شكل بدائي من التفكير الجسدي.

وفي النهاية يمكن التلخيص بأن تطبيق المحتوى العقلي غير المفاهيمي في علم النفس من الاستراتيجيات التي قام علماء النفس بالاهتمام بها؛ لأنها تتعلق بالمفاهيم الإدراكية والحسابات الشخصية وغير الشخصية والسلوكيات المتنوعة.


شارك المقالة: