اقرأ في هذا المقال
- الذات في علم النفس الاجتماعي
- تاريخ تطور الذات في علم النفس الاجتماعي
- الآثار المترتبة على الذات في علم النفس الاجتماعي
الذات في علم النفس الاجتماعي:
تعبر الذات في علم النفس الاجتماعي عن جميع التجارب التي مر بها الفرد على مر السنين والمراحل والإجراءات الحياتية التي مر بها، فالفرد هو شخص ذو دور ووظيفة محددة له في المجتمع، وتعتبر جميع محاولاته ومهاراته وقدراته في إنجاز هذه الوظيفة هي الذات التي يتسم بها.
يختبر الناس ذواتهم بحاستين مختلفتين تتمثل بما يلي:
1- العامل النشط الذي يتصرف به الفرد في العالم مع التأثر به، ويركز على كيفية تجربة الناس لأنفسهم كفاعلين.
2- عن طريق التفكير والتقييم، حيث يوجه الناس انتباههم إلى سماتهم الجسدية والنفسية للتفكير في مجموعة المهارات والسمات والمواقف والآراء والمشاعر التي قد تكون لديهم، يُشار إليه باسم الأنا، ويركز على كيفية ملاحظة الناس لأنفسهم من الخارج ينظرون إلى الداخل، تمامًا مثل الأشخاص الذين يراقبون ويتأملون كفاءة وشخصية الآخرين.
تاريخ تطور الذات في علم النفس الاجتماعي:
كل شخص لديه تجربة ذاتية، ومع ذلك يمكن أن تكون تلك الذات مختلفة تمامًا عن تلك التي يختبرها شخص آخر، على سبيل المثال يشير علماء النفس الاجتماعي إلى أن الناس في العصور الوسطى عايشوا أنفسهم بشكل مختلف تمامًا عن الطريقة التي يتعامل بها الناس اليوم، ويشير الأدب منذ ذلك الوقت إلى أن الناس لم يمتلكوا الحياة الداخلية الثرية التي يعيشها الناس اليوم، بل بالأحرى ساووا بين أنفسهم وأفعالهم العامة.
حتى القرن السادس عشر، كان تصور الناس لنفسها الداخلية التي قد تختلف أفكارها ومشاعرها عن الطريقة التي يتصرف بها هو الذات، وبمرور الوقت، تم اعتبار تلك الذات الداخلية على أنها الذات الحقيقية للفرد، والتي تعكس من هو الشخص حقًا.
يختلف الناس أيضًا في تجربتهم الذاتية مع تقدمهم في العمر وتطورهم، حيث تشير الدلائل إلى أن الناس لا يولدون مع إحساس بالذات، ولكن الفكرة القائلة بأن المرء كائن منفصل ومستقل هي فكرة يجب أن ينموها الطفل، ففي اختبار العلامة يمكن القيام بوضع علامة على جبين طفل صغير ثم وضعه أمام المرآة حيث لا يبدأ الأطفال في إظهار أي إدراك بأنفسهم هم الذين يروهم في المرآة، ويصلون إلى جباههم لتلمس العلامة، حتى يبلغوا ما بين 18 و 24 شهرًا.
قد تختلف حواس الذات التي يطورها الأطفال أيضًا عن تلك التي سيحصلون عليها عندما يكبرون، ففي عام 1967، طلب موريس روزنبرغ من الأطفال في سن العاشرة أن يصفوا أنفسهم في 10 جمل، حيث يميل الأطفال إلى وصف أنفسهم من الناحية الجسدية، لم يبدأ الأطفال عند حافة المراهقة في وصف أنفسهم من حيث شخصيتهم إلا بعد بضع سنوات.
مع ذلك يعتقد بعض علماء النفس الاجتماعي أن الشعور النفسي وليس الجسدي بالذات يتطور قبل 10 سنوات، فعند سؤال الأطفال الصغار عما إذا كان شخص ما سيكون شخصًا مختلفًا إذا تم استبدال جسد هذا الشخص بجسد شخص آخر، فإذا تم استبدال شخصية هذا الشخص بشخصية فرد آخر، فإن الأطفال يجادلون بأن نفس هذا الشخص قد تغيرت الآن.
قد يختلف الأشخاص في ثقافات مختلفة أيضًا في العناصر التي تشكل شعورهم بالذات، حيث يميل بعض الأفراد في ثقافة محددة إلى اعتبار أنفسهم كائنات مستقلة، ويصفوا أنفسهم، ويميلون إلى التركيز على مهاراتهم الفردية وسماتهم الشخصية من حيث الذكاء والاجتهاد بينما يميل الأفراد من ثقافة أخرى إلى إسناد وجهة نظر أكثر ترابطًا للذات، وتحديد من هم من حيث علاقاتهم الاجتماعية ومكانهم في العالم من حيث التركيز على الأدوار الاجتماعية التي يشغلونها في حياتهم.
الآثار المترتبة على الذات في علم النفس الاجتماعي:
الذات التي يمتلكها الناس لها آثار عميقة على أفكارهم وردود أفعالهم العاطفية وسلوكهم، على سبيل المثال، الأفكار التي يصنعها الناس غالبًا للحفاظ على الإحساس بالذات لديهم.
يميل الناس إلى رؤية أشخاص آخرين يتشاركون في بعض التشابه كما أنهم مشبعون أيضًا بنفس نقاط القوة والضعف، في حين أن الأشخاص المختلفين من المرجح أن يُنظر إليهم على أنهم يعانون من أوجه قصور ونقاط ضعف، بهذه الطريقة يمكن للناس تعزيز انطباعاتهم عن أنفسهم كأشخاص محبوبين وقادرين.
يؤثر الشعور بالذات أيضًا على المشاعر التي يشعر بها الناس، حيث لا يشعر الناس بالسوء أو السعادة فحسب، بل يختبرون مجموعة كاملة من المشاعر، بحيث تنشأ بعض المشاعر لأن الناس يرون أنهم من تأليف الأفعال التي أنتجتها عندما يدرس الطلاب بجد ويقومون بعمل جيد في الاختبارات، فإنهم يشعرون بالسعادة والفخر.