تعليم والدورف والإلهام

اقرأ في هذا المقال


أن تأسيس تعليم والدورف في أوائل القرن العشرين كان له دور كبير في تطور نمو الطفل وتنميته بصورة تشجع على الإلهام، حيث كان من أهم الأفكار والرؤى التربوية التي حددها عالم الأنثروبولوجيا رودولف شتاينر هي تعليم ملهم، وينبع هذا من فهم عملية التنمية البشرية التي تلبي متطلبات الطفل النامي.

تعليم والدورف والإلهام

الجميع يعلم أن التعليم هو أكثر من مجرد اكتساب المعلومات والمناهج الأكاديمية الصارمة والاختبار عالي المخاطر، ففي الواقع يتغير العالم بسرعة كبيرة بحيث لا يمكن لأحد أن يتنبأ حقًا بالمعلومات التي سيحتاج الأطفال إلى معرفتها في المستقبل.

ومع ذلك من الواضح أن المرونة الفكرية، والتفكير الإبداعي والحكم المستقل، والتمييز الأخلاقي ومهارات الاتصال الكتابية والشفوية المكررة، والقدرة على التعاون بفعالية ستكون ضرورية للنجاح في مجتمع اليوم العالمي المتغير باستمرار، وتم تصميم منهج والدورف وطرق التدريس لتنمية هذه القدرات والمزيد.

وأطفال ما قبل المدرسة والدورف يتخطون وراء معلمهم في الهواء الطلق، حيث إن هدف مدرس والدورف هو تنمية الشعور بالتعجب وإلهام الأطفال لرؤية العالم، وحتى في أبسط أشكاله، وعلى أنه رائع مما يدفع كل طالب إلى تبني الحياة بحماس ومبادرة وهدف، ويتم تحقيق هذه الأهداف من خلال تعليم غني بالخبرات ذات المعنى والأكاديميين الكلاسيكيين والجمال الفني في جميع الموضوعات.

وسواء أصبح خريجوها أطباء أو علماء أو فنانين أو موسيقيين، فإن القدرات التي تم تطويرها من خلال تعليم والدورف توفر لهم أساسًا للنجاح في أي مجال يتابعونه، ويؤكد هذا الأساتذة في مختلف التخصصات الأكاديمية وفي مجموعة واسعة من الكليات والجامعات الذين تخرجوا من والدورف شتاينر كطلاب، حيث تم ملاحظة أن خريجي والدورف لديهم القدرة على دمج التفكير، واستيعاب المعلومات بدلاً من حفظ الحقائق المعزولة، وهم على استعداد لتحمل المخاطر الفكرية، وهم قادة يأخذون زمام المبادرة.

تمنح مدارس والدورف أسلوباً تدريسياً متلائماً من الجوانب التنموية ويمنح فرصة تجريبية بشكل صارم أكاديميًا، حيث تعمل على دمج الفنون في مختلف التخصصات الأكاديمية للأطفال من مرحلة ما قبل المدرسة حتى الصف الثاني عشر لتطوير التعليم وإثرائه، كما يهدف تعليم والدورف إلى إلهام التعلم مدى الحياة لدى جميع الطلاب وتمكينهم من تطوير قدراتهم الفريدة بشكل كامل.

ويرى والدورف أن الحاجة إلى الخيال والشعور بالحقيقة والشعور بالمسؤولية – هذه هي قوى الشجرة التي هي عصب التعليم، وتعليم والدورف مستقل وشامل، وتتمسك بمبادئ الحرية في التعليم وتشرك الإدارة المستقلة محليًا وقاريًا ودوليًا، كما إنه تعليم مناسب إقليميًا مع مئات المدارس في جميع أنحاء العالم اليوم، فتعليم والدورف شتاينر هو تعلم ملهم حقًا.

مقدمة عن تأسيس تعليم والدورف

تم إنشاء مدرسة والدورف الأولى في عام 1919 في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وسُئل عالم الأنثروفوسوفيا والعالم والفنان والباحث الفلسفي رودولف شتاينر – وهو محاضر غزير الإنتاج في ذلك الوقت – عما إذا كان من الممكن إنشاء نموذج تعليمي يمكنه زرع السلام بين البشر، قال: نعم، وأنشئت أول مدرسة والدورف لأطفال العاملين.

والآن، بعد 100 عام، أصبح تعليم والدورف حركة عالمية تضم أكثر من 1000 مدرسة في 62 دولة و 2000 برنامج الطفولة المبكرة في خمس قارات، ويسعى تعليم والدورف، وهو تعليم الرأس والقلب والأيدي، إلى تنمية الأفراد الأحرار القادرين على التفكير العميق والنقدي والذين يتم تمكينهم بعد ذلك للمشاركة في العالم.

قد تأسس تعليم والدورف في أوائل القرن العشرين، ويستند إلى الرؤى والتعاليم ومبادئ التعليم التي حددها العالم والفنان الشهير رودولف شتاينر، وتتطور مبادئ تعليم والدورف من فهم التنمية البشرية التي تلبي احتياجات الطفل المتنامي.

فالموسيقى والرقص والمسرح والكتابة والأدب والأساطير ليست مجرد مواضيع يجب قراءتها واختبارها، بل هم من ذوي الخبرة، ومن خلال هذه التجارب يقوم طلاب والدورف بتنمية قدراتهم الفكرية والعاطفية والجسدية والروحية ليكونوا أفرادًا واثقين من مساراتهم وأن يكونوا في خدمة العالم.

ولاحظ المعلمين الذين عملوا على تعليم طلاب والدورف من خلال الكثير من التخصصات المهنية وعبر مجموعة كبيرة من الكليات أن خريجي مدرسة والدورف يتمتعون بالقدرة على دمج التفكير، ولاستيعاب المعلومات بدلاً من حفظ الحقائق المعزولة، يجب أن تكون مرنًا ومبدعًا ومستعدًا لتحمل المخاطر الفكرية، وهم قادة يتمتعون بمعايير أخلاقية ومعنوية عالية ويأخذون زمام المبادرة ومتحمسون للوصول إلى أهدافهم، ويسعى خريجو والدورف بشدة في التعليم العالي.

ويكرس المعلمون في مدارس والدورف جهودهم لتوليد الحماس الداخلي للتعلم داخل كل طفل، وهذا يلغي الحاجة إلى الاختبار التنافسي، والتنسيب الأكاديمي، والمكافآت لتحفيز التعلم ويسمح بالتحفيز بالظهور من الداخل، فهو يساعد على توليد القدرة على التعلم المبهج مدى الحياة.

ومنهج والدورف واسع وشامل، منظم للاستجابة لمراحل النمو الثلاثة للطفولة من الولادة حتى 6 أو 7 سنوات، ومن 7 إلى 14 عامًا ومن 14 إلى 21 عامًا، وشدد شتاينر للمعلمين على أن أفضل طريقة لتقديم دعم هادف للطفل هي فهم هذه المراحل بشكل كامل وجلب محتوى مناسب للعمر يغذي النمو الصحي.

لماذا يعمل تعليم والدورف

قد تختلف البرامج والمدارس القائمة على والدورف وفقًا للجغرافيا والثقافة وحجم المجموعة والفئة العمرية ونهج التدريس الفردي، وبمنح هذه الاختلافات، تشترك برامج والدورف في بعض الخصائص الأساسية:

1- حب الاهتمام بكل طفل وقبوله.

2- فرص اللعب الذاتي بمواد اللعب البسيطة كنشاط أساسي للأطفال الصغار.

3- وهذا هو عمل الطفل الصغير ويسمح له باستيعاب وفهم تجاربه.

4- الوعي بأن الأطفال الصغار يتعلمون من خلال التقليد، ومن خلال تجربة الانطباعات الحسية المتنوعة، ومن خلال الحركة، وميلهم الطبيعي هو استكشاف بيئتهم المادية والاجتماعية بنشاط، كما توفر المناطق المحيطة حدودًا وبنية وحماية، بالإضافة إلى إمكانية المخاطرة ومواجهة التحديات.

5- التركيز على التجارب الحقيقية بدلاً من التجارب الافتراضية لدعم الطفل في تكوين علاقة صحية مع العالم.

6- الأنشطة الفنية مثل سرد القصص والموسيقى والرسم والألعاب الإيقاعية والنمذجة التي تعزز التطور الصحي للخيال والإبداع.

7- عمل عملي هادف مثل الطهي والخبز والبستنة والعمل اليدوي والنشاط المنزلي الذي يوفر فرصًا لتنمية القدرات البشرية المكتشفة، وهنا يتم التركيز على عمليات الحياة وليس على نتائج التعلم.

8- إيقاعات يمكن التنبؤ بها خلال اليوم والأسبوع والسنة حيث توفر الأمان والشعور بالعلاقات المتبادلة وكمال الحياة، ويتم الاحتفال بالمهرجانات الموسمية وغيرها وفقًا للمحيط الثقافي والجغرافي.

وفي الختام الكل يدرك أن نمو الطفل الصحي يتطور بشكل كامل في سياق مجتمع يتمتع بعلاقات اجتماعية صحية بين الآباء والمعلمين والأطفال، حيث يسعى معلمو والدورف إلى إنشاء مثل هذه المجتمعات الواعية والتعاونية حول الأطفال في رعايتهم ورؤية نشاطهم كجزء من دافع ثقافي عالمي.


شارك المقالة: