تعويد العقل على الالتزام

اقرأ في هذا المقال


يعتقد أنّ عادات العقل هي ما يفعله الأذكياء فقط دون غيرهم عندما يواجهون مشاكل معقدة، ونادرًا ما يتم تنفيذ هذه السلوكيات بمعزل عن غيرها، وبدلاً من ذلك يتم رسم مجموعات من هذه السلوكيات واستخدامها في مواقف مختلفة، ولكن عند الاستماع باهتمام على سبيل المثال يستخدم المرء المرونة وما وراء المعرفة واللغة الدقيقة وربما طرح الأسئلة، إذن فالعادات العقلية ليست خاصة بالأذكياء فقط ويمكن الأفراد بمختلف النواحي والجوانب الذكائية أن يمارسوا العادات العقلية بشروط وقوانين محددة تمكنهم من تفعيل هذه العادات، وأول عادة من  العادات العقلية هي عادة الالتزام وتعني القيام والإصرار على العمل المطلوب من الفرد حتى ينتهي، فكيف يمكن توظيف هذه العادة فيما لو كنت أحد الآباء أو المعلم أو الطالب أو القائد أو موظف؟

عادة العقل الالتزام لدى الآباء

هل استسلمت يومًا ما عندما لا يكون حل المشكلة واضحًا على الفور؟ هل سبق لك أن قلت لنفسك لا يمكنني فعل هذا وإنّه صعب للغاية، وهل تنجز مهمة في بعض الأحيان على عجل بدلاً من قضاء الوقت في التركيز عليها بشكل أكثر تفكيرًا؟ عندما نواجه صعوبة في الإصرار فعادةً ما يكون ذلك بسبب تعاملنا مع مجموعة من التجارب غير المريحة والعاطفية فكلنا نواجه هذا من وقت لآخر، كما إنّه نفس الشيء بالنسبة لأطفالنا، وما لا ندركه غالبًا هو أنّه يمكننا التحكم في هذه السلوكيات إذا أردنا ذلك! ويمكننا أن نشجع هذا التصرف في عائلاتنا أيضًا، وعندما تدرك أنك أو أحد أفراد أسرتك عالق فكر في بعض الاستراتيجيات الممكنة.

التفكير عندما يعمل الوالدين أو أحد أفراد الأسرة من خلال مشكلة

1- توقف وحلل ما كانت تطلبه المشكلة في المقام الأول.

2- قسّم المشكلة إلى خطوات وحدد في التقويم موعد المهمة.

3- فكر في استراتيجية أخرى وجربها.

4- اطلب المساعدة أو التغذية الراجعة من شخص ما.

التفكير عندما يحتاج الوالدين أو أحد أفراد الأسرة إلى الإلهام

1- احتفل بالتقدم الذي تحرزه على طول الطريق وتوقع خطواتك التالية.

2- تخيل كيف ستبدو وتشعر عندما تكون ناجحًا، واستخدم ذلك للتحفيز لرفعك أثناء الأجزاء المحبطة.

3- ابحث عن اقتباسات تحفيزية من أبطالك الذين أصروا، وكافح كل العظماء كجزء من إنجازاتهم النهائية ومساهماتهم في العالم.

4- فكر في الوقت الذي أصررت فيه وكان صعبًا ولكنه آتى ثماره حقًا، وشارك هذه القصة مع فرد من عائلتك مع تحديد ما الذي ساعدك على الاستمرار.

5- شارك القصص مع أطفالك حول استمرار أسلافهم، فعلى سبيل المثال ربما هاجروا إلى بلد جديد حيث كان عليهم التغلب على الصعوبات مثل تعلم لغة جديدة والتكيف مع ثقافة جديدة.

التفكير عندما يحتاج الوالدين أو أحد أفراد الأسرة إلى استراحة

1- ركز على إبطاء تنفسك، فعلى سبيل المثال استنشق مع العد لخمسة وزفر مع العد لخمسة وكرر لمدة دقيقة.

2- انهض وتحرك، ويمكن أن يساعد تغيير المشهد على بدء تفكير جديد، فلا شك أن لديك العديد من الاستراتيجيات التي استخدمتها عندما كنت ملتزمًا بتحقيق هدف مهم، وقد يكون من المفيد الاحتفاظ بقائمة الأفكار الخاصة بك ومشاركتها مع أفراد عائلتك، واستمر في إخبار نفسك بالبقاء هناك والتمسك بها.

عادة العقل الالتزام لدى المعلمون

هل سبق لك أن تستسلم باليأس عندما لا يتم العثور على إجابة لمشكلة ما على الفور؟ هل قلت أنت أو زملائك في أي وقت لا يمكنني فعل هذا، وهل تقوم أحيانًا بتدوين أي إجابة لمجرد إنهاء المهمة بأسرع ما يمكن أو تجد نفسك مشتتًا بسهولة عن مهمة بدلاً من الالتزام بها؟ فهذه مشكلات نموذجية نواجهها جميعًا من وقت لآخر، وما لا ندركه غالبًا هو أنّه يمكننا التحكم في هذه السلوكيات غذا رغبنا نحن بذلك!

الالتزام والمثابرة هي الإصرار في مهمة حتى الانتهاء والبحث عن طرق للوصول إلى هدفك عندما تكون عالقًا، والطلاب الذين يصرون على تطبيق استراتيجيات لمساعدتهم على الالتزام بها مثل التي يطبقها القادة في استراتيجياتهم لاستخدام عادة الالتزام.

عادة العقل الالتزام لدى الطلاب

من الممكن أن تكون كطالب أن تشعر بالاستسلام وعدم القدرة على إيجاد الحل لمشكلة ما، فتصبح ذاتك تحدثك بأنك لا تستطيع ولا يمكنك الاستمرار وأنّ الأمر صعب جدًا، ومن الممكن أنك كطالب قد قمت بتسجيل أي إجابة لإنهاء المهمة في وقت اسرع، يبدو أننا جميعًا قد واجهنا هذا من وقت لآخر، وما لا ندركه غالبًا وهو الخبر السار هو أنّه يمكننا السيطرة على هذه السلوكيات برغبتنا أيضًا، فعندما تدرك أنك عالق فكر في بعض الاستراتيجيات الممكنة كما يفعل الآباء في تفكيرهم.

عادة العقل الالتزام لدى القادة

المثابرة أمر أساسي في أي عملية حل مشكلة، وعند مواجهة مواقف غامضة أو مواقف غير مؤكدة يقوم القادة الفعالون بإنشاء واختبار مسارات حلول متعددة، وأثناء عملهم على التغلب على الإحباط والارتباك الناتج عن إيجاد طريق لحل المشكلات فإنّهم يعززون قدرتهم وثقتهم بمعرفة ما يجب عليهم فعله عندما لا يعرفون ماذا يفعلون، وعلى الرغم من أنّه من الخطأ الاستسلام قبل الأوان فهناك أوقات يتعين عليك فيها اتخاذ قرارات واعية بشأن ما إذا كان ما تفعله فعالاً أو ما إذا كان يجب عليك الانتقال إلى شيء آخر سيؤدي إلى نتائج أفضل.

وقت استخدم القادة عادة الالتزام

يستخدم القادة الفعالون هذه العادة بشكل استراتيجي من خلال:

1- تقسيم المشكلة إلى خطوات والعمل على إنجاز كل خطوة تؤدي إلى النتيجة النهائية.

2- مراجعة القواعد الأساسية أو التوجيهات أو معايير النجاح، وابحث عن شيء فاتك على طول الطريق أو فهم مفترض واكتشاف سوء الفهم.

3- طرح أسئلة مثل: لماذا من المهم جدًا أن أعمل على إكمال هذه المهمة؟ وما هي العواقب إذا أكملت أو لم أكمل المهمة؟ وهل سيتم تطبيق وقتي وجهدي بشكل أفضل في مكان آخر؟ وهل هذا يستحق إصراري؟

4- طلب المساعدة والمدخلات من الآخرين، ففي بعض الأحيان قد يكون لدى الآخرين خبرة في مشاكل مماثلة أو يمكنهم رؤية مجموعة مختلفة من الحلول.

5- استخدام الحديث الإيجابي مع الذات للتشبث بالمهمة والالتزام بها وتخيل كيف ستبدو وتشعر حين تكون ناجحًا.

عادة العقل الالتزام لدى الموظفين

يتطلب الاستمرار في مكان العمل القدرة على تمكين شخص ما من التغلب على المحن والتحديات في مكان العمل، وعند مواجهة مواقف غير مؤكدة يكتشف القادة والموظفون المرنون طرقًا للمضي قدمًا وإكمال الأهداف اليومية، وعلى الرغم من أنّ الأوقات قد تصبح محبطة ومعقدة إلّا أنّها تعزز قدرتهم على الاستمرار في التركيز على ما هو أكثر أهمية نيابة عن جودة العمل واحتياجات العميل أو الزبون، ويتعلق الأمر باتخاذ قرارات واعية للمضي قدمًا لتحقيق نتائج ناجحة، وسواء كنت تعمل مع العملاء أو زملاء العمل فمن المهم التمسك بها حتى اكتمال الوظيفة، ويمكن للقادة والموظفين ممارسة الإصرار على استراتيجيات مثل:

1- القضاء على عوامل التشتيت التي قد تمنع نجاح الوظيفة، واكتشاف أفضل نهج لك لتكون أكثر إنتاجية.

2- التغلب على الحواجز من خلال التواصل مع حوارك الداخلي، وارفض السماح للشك الذاتي بالسيطرة على تفكيرك وموقفك تجاه تحقيق هدف ما.


شارك المقالة: