تعويد العقل على انتقاد أفكاره

أشار كل من كوستا وكاليك إلى عادة العقل في التفكير في ما وراء المعرفة وهو مصطلح علمي يعني ببساطة التفكير في تفكيرك -تعويد العقل في التفكير في تفكيرنا كما ذكرها كل من كوستا وكاليك- ويشير هذا المصطلح إلى مفهوم انتقاد أفكارك الخاصة وبالتالي زيادة وعيهم بأفكارهم.

تعويد العقل على انتقاد أفكاره لدى الآباء

التفكير في تفكيرك هو شيء نقوم به جميعًا حتى لو لم نكن على علم بحدوثه، كما إنّه عندما نتحدث مع أنفسنا عندما نفكر في التحدي، وكآباء نلاحظ أحيانًا أنّ أطفالنا لا يدركون تفكيرهم أثناء تفكيرهم، فنادرًا ما يخططون لجودة تفكيرهم أو يفكروا فيها أو يقيّمونها، وعندما يسأل “كيف حللت هذه المشكلة؟” قد يجيبون: “لا أعرف ولقد فعلت ذلك للتو”، كما إنّهم غير قادرين على وصف الخطوات والتسلسلات التي يستخدمونها قبل وأثناء وبعد حل المشكلة، ولا يمكنهم تحويل الصور المرئية الموجودة في أذهانهم إلى كلمات.

استراتيجيات الآباء في تعليم أطفالهم انتقاد أفكارهم

يمكنك تدريب أطفالك ليصبحوا أكثر وعيًا بتفكيرهم ووصف ما يدور في رؤوسهم عندما يفكرون بما يلي:

1- افحص الدور الذي لعبه ما وراء المعرفة في تفكيرك، على سبيل المثال ربما تحدثت إلى نفسك للاستعداد لمحادثة صعبة مع زميل في العمل أو عميل، أو فكرت في التخطيط لعملية شراء كبيرة والتفكير في أهداف صغيرة قد تضعها لنفسك، قم بالتحدث مع طفلك عما اكتشفته.

2- ساعد طفلك باستخدام كلمات التفكير مثل: قارن وتحليل وتوقع وتصنيف واستنتاج، وادعُهم لوصف مهارات التفكير والاستراتيجيات التي يخططون لاستخدامها قبل أداء المهمة.

3- أثناء قيامهم بحل مشكلة اسألهم: “أين أنت الآن في استراتيجيتك؟” أو: “ما الذي لا يزال يتعين عليك القيام به؟” أو : “ما هي المعلومات التي تبحث عنها؟”، وعند الانتهاء من المهمة اطلب منهم التفكير في عمليات التفكير الخاصة بهم: “ما الذي نجح بالنسبة لك؟” أو: “ماذا كنت تفعل مختلف في المرة القادمة؟”.

4- عندما تقوم بنشاط مع أفراد الأسرة (على سبيل المثال الطهي أو التخطيط لقضاء إجازة) تحدث بصوت عالٍ حول كيفية تفكيرك فيما تنوي القيام به وخطة عمل محتملة.

تعويد العقل على انتقاد أفكاره لدى المعلمين

هل سبق لك أن وجدت نفسك تتحدث إلى نفسك؟ كيف تدون ما يدور داخل رأسك؟ التفكير في تفكيرك هو شيء نقوم به جميعًا حتى لو لم نكن على علم بحدوثه، وعندما نصبح أكثر ما وراء المعرفة ننمي وعينا الداخلي من خلال أن نصبح أكثر مراقبة للذات، بل إنّها قدرتنا على التخطيط لاستراتيجية لإنتاج المعلومات المطلوبة وأن نكون مدركين لخطواتنا واستراتيجياتنا أثناء حل المشكلات والتفكير في إنتاجية تفكيرنا وتقييمها.

استراتيجيات المعلمين في تعليم طلابهم انتقاد أفكارهم

يساعدنا التخطيط لإستراتيجية قبل الشروع في مسار العمل بينما نتابع الخطوات في تسلسل السلوك المخطط له على مستوى الوعي الواعي طوال مدة النشاط، كما إنّه يسهل إصدار أحكام زمنية ومقارنة وتقييم الاستعداد لأنشطة أكثر أو مختلفة ومراقبة تفسيراتنا وتصوراتنا وقراراتنا وسلوكياتنا، ومن الأسئلة والاستراتيجيات التي من الممكن أن تساعدني كمعلم ما يلي:

1- كيف أفكر في هذا؟

2- ما هو نوع التفكير المطلوب في هذه الحالة؟ على سبيل المثال تحليل؟ المقارنة؟ خلق؟

3- ما مدى فعالية الإستراتيجية التي أستخدمها؟ ما هي التغييرات التي قد تكون مطلوبة؟

4- هل نجحت جهودي؟ ما الذي كان بإمكاني فعله بشكل مختلف؟

تعويد العقل على انتقاد أفكاره لدى الطلاب

التفكير في تفكيرك هو شيء نقوم به جميعًا حيث طريقة تجعلنا أكثر وعياً بتفكيرنا، ونتيجة لذلك نتولى المسؤولية عنه، وعندما نتحدث مع أنفسنا عندما نفكر في تحدٍ ما فإننا نستخدم ما وراء المعرفة فمثلًا: غالبًا ما يتحدث الرياضيون مع أنفسهم حول الاستراتيجيات التي يريدون استخدامها قبل المباراة، كما يدرك الموسيقيون أدائهم لأنّهم على خشبة المسرح وهم يعملون على اصطفاف الصوت العام، ويراجع المهندسون كيفية عمل النموذج الأولي ليروا كيف يمكنهم جعله يعمل بشكل أفضل، وفي كل حالة من هذه الحالات يكون الفرد على دراية بتفكيره فيما يتعلق بأدائه، حيث إما قبل الأداء عند التخطيط أو أثناء الأداء وأثناء المراقبة أو بعد الأداء عندما يتم تعديله للمرة التالية، وبعبارة أخرى هم يفكرون في تفكيرهم.

استراتيجيات الطلاب في انتقاد أفكارهم

يمكنك استخدام قوتك العقلية لإنشاء دورة لتحسين تفكيرك فعندما تصبح أكثر وعيًا به تصبح أكثر قدرة على تولي مسؤولية تفكيرك، فقد تميزنا هذه القدرة ما وراء المعرفية عن جميع الكائنات الحية الأخرى، من حيث التخطيط وتنفيذ استراتيجية ومراقبة خطواتك الخاصة والتفكير في كيفية سيرها وتقييمها، ومن الرائع أن تقوم بتجربته في المرة القادمة التي تواجه فيها تحديًا ولست متأكدًا مما يجب عليك فعله، وفكر بشكل استراتيجي عن طريق السؤال:

1- ما هي أهدافي المحددة قبل أن أبدأ؟

2- ما هي الاستراتيجية التي يمكن أن تبدأ بها؟

3- ما الذي تعلمته من مشاكل أخرى مثل هذه؟

4- هل هناك استراتيجية مختلفة عندما لا تعمل الإستراتيجية التي أستخدمها؟

5- هل فكرت في العديد من الخيارات عند حل هذه المشكلة؟

6- ما الذي أحتاجه حقًا للحصول على أفضل النتائج؟

7- اسأل نفسك بشكل دوري: “كيف أفعل في تحقيق أهدافي؟”

8- كيف يمكنني استخدام ما تعلمته من هذه المشكلة عند حل المشكلات المستقبلية؟

يمكن لأي شخص أن يصبح مفكرًا أقوى باستخدام ما وراء المعرفة للتعامل مع تحديات أكثر تعقيدًا وإبداعًا وإثارة للاهتمام في المدرسة وفي حياته.

تعويد العقل على انتقاد أفكاره لدى القادة

ما وراء المعرفة هو القدرة البشرية الفريدة على مراقبة عملياتنا المعرفية وعاداتنا العقلية والتحكم فيها، وإنّها قدرتنا على معرفة ما نعرفه وما لا نعرفه، والتخطيط لاستراتيجية لإنتاج المعلومات المطلوبة وإدراك خطواتنا واستراتيجياتنا أثناء حل المشكلات التفكير في وتقييم إنتاجية تفكيرنا، ويهتم القادة الفعالون بشكل متزايد بسلوكياتهم وأفعالهم وتأثيرات تلك الإجراءات على الآخرين وثقافة المنظمة، ويخطط القادة المفكرون لجودة مهارات واستراتيجيات التفكير الخاصة بهم ويقيمونها.

استراتيجيات القادة في انتقاد أفكارهم

يستخدم القادة الفاعلون ممارسات ما وراء المعرفة من مثل:

1- الملاحظة والانتباه وإدراك ما يدور في رؤوسهم من كلام، فالتمرين العقلي والتدريب الداخلي والتساؤل الذاتي والتفكير في ما يفعلونه أثناء انتقادهم لأنفسهم.

2- التحقق بوعي من الافتراضات التي يضعونها عن الآخرين، فيفحص القادة باستمرار كيف ولماذا يتصرف الآخرون بالطريقة التي يتصرفون بها، وما هي التحيزات التي قد تكون لديهم في كيفية إدراكهم لتفكير الآخرين، وكيف يمكن أن تكشف روابط الآخرين عن تفكير جديد لهم.

3- العمل عقليًا من خلال خطة، فيحدد القادة استراتيجية ويراقبون ويجرون التعديلات المناسبة على الخطة بمرور الوقت ويواصلون تقييم النتائج ويفكرون في التعلم من التجربة.

تعويد العقل على انتقاد أفكاره لدى الموظفين

القادة والموظفون الفعالون -بغض النظر عن نوع الدور الذي يخدمونه في مكان عملهم- يهتمون بأفعالهم وسلوكياتهم، وما وراء المعرفة هو ما يحدث داخل رأسك عندما تفكر في شيء ما، وإنّها تدرك تفكيرك وأنت في منتصف التخطيط والتفاعل والإنتاج، كما إنّه شيء نفعله جميعًا حتى لو لم ندرك بوعي أنّه يحدث، وعند تطوير ما وراء المعرفة في عملك اليومي، ويخطط القادة والموظفون المدروسون ويتدربون ويقيمون استراتيجياتهم وأفعالهم.

استراتيجيات الموظفين في انتقاد أفكارهم

يمكن للقادة والموظفين ممارسة ما وراء المعرفة باستخدام استراتيجيات من مثل:

1- التخطيط المسبق حول أفضل السبل للتعامل مع مجموعة متنوعة من المواقف غير المتوقعة، وضع في اعتبارك السيناريوهات النموذجية في مجال عملك لمحاكاة الاستجابات المحتملة لتجارب العملاء المؤسفة.

2- إنشاء خطة عمل لحدث أو اجتماع أو يوم عمل قادم، والاستعداد عقليًا وجسديًا قبل تقديم الخدمات للعملاء.

3- التخطيط لمحادثة حساسة مع أحد الموظفين، والتمرين الذهني على ما هو هدفك وما الذي ستقوله وما الذي ستبحث عنه في رد فعل موظفك.