اقرأ في هذا المقال
(ماركيز دو ساد) عرّف الممارسة السادية بأنها عنف بدني والتوجه للعنف النفسي. وهذا الاضطراب قد يكون جزءاً من نشاطات الفرد الروتينية في عمله أو حياته العامة، هذا السلوك العدواني نوعا ما يجد ممارسوه متعة ولذة عند إلحاق الألم النفسي أو الجسدي بالآخر، سمي هذا الميل إلى القسوة بالسادية نسبة لماركيز دو ساد أديب وكاتب فرنسي تميزت شخصيات رواياته بالشر والقسوة والاندفاع القهري إلى تحقيق اللذة عن طريق تعذيب الآخرين، نفسي وجسدي ولكن هذه الشخصية عادة ليست بتلك الدرجة من الخطورة ولا تظهر في الغالب بشكل مباشر بل بصورة أقل عنفاً وترى بشكل يومي، كتعنيف الأب لأسرته، أو تعنيف رب العمل لموظفيه وغير ذلك من ظواهر تفريغية للنزعة السادية.
تفسير السادية من المنظور النفسي:
أصدر علماء النفس اسم الثالوث المظلم على الأشخاص الذين يتميزون بخليط من الصفات التي فسرها العلماء بأنها السبب وراء اضطراب هذه الشخصية، هذه الصفات التي حددت في ثلاث:
النرجسية: وفي هذا الاضطراب تصبح الشخصية متكبرة.
الميكيافيلية: القناع المكيافيلي، وهي استغلال المكر والخداع في الكفاءة السياسية والتعاملات اليومية هذا المذهب الفكري السياسي والفلسفي، يقوم على مقولة ” الغاية تبرر الوسيلة ” لصاحبه نيكولا ميكيافيلي .
السيكوباتية:الشخصية التي يصعب تحديد هويتها، حيث إن لديه مهارة كبيرة في تمثيل دور الفرد العاقل والتأثير في الآخر وتعديل أفكاره ويتمتع بإلحاق الضرر بالآخر وهو خداع وممثل تبهرنا شخصيته، لكن إذا تعمقنا في التعامل معه يوضح لنا أنه مضطرب ومتخبط في انفعالات متداخلة، تجعل منه معتل نفسي.
ثالوث الظلام في الشخصية: تم تحديده في النرجسية والمكيافيلية والسيكوباتية، يمكنه تقييم الشخصية حيث إن من لديه درجات عالية من هذه الخصائص يعتبرونه الأكثر استعداد لافتعال الجرائم القاسية، وأكثر استعداد للممارسات السادية العنيفة بشتى أنواعها، النفسية والجسدية والجنسية.
في هذه الحالة فإن هذه الشخصية لا تبرز بشكل مباشر بل أقل عنف ويظهر ذلك بشكل يومي فشعور البعض بالمتعة بقتل المنافس على لعبة أو الشعور بالمتعة بقتل العدو في أفلام الرعب، أو قتل بعض الحيوانات والحشرات المزعجة بلذة، هو نوع من السادية الاعتيادية، وهي الوجه غير المعروف لهذا الاضطراب، كأن يجد البعض لذة في إهانة الآخر أمام العموم أو إذلال موظف من مديره، كل هذه التصرفات تعد لوناً من ألوان السادية الاعتيادية الناتجة عن خلل في النمو النفسي والجنسي للفرد.
علامات اضطراب الشخصية السادية:
يشخص الفرد على أن لديه هذا النوع من الاضطراب عندما يتميز بنماذج سلوكية معينة:
1- لا يتردد صاحب هذه الشخصية في التقليل من شأن الآخرين عمداً وعلناً فالخزي والعار الذي يلحقه بالآخرين يجعله يحس بأنه ذو أهمية بالغة.
2- يعتبر أن كل الناس تحت سلطته ولا يهمه إن كان الطرف الاخر طالب أو طفل أو سجين أو مريض أو حيوان ويعاملهم بفظاظة وقسوة. كل ما يسعى اليه هوالسيطرة بلا منازع في تلك العلاقة. وكل من يحاول الهروب والتحرر من سلطته يعامل بكل قسوة وبلا رحمة.
3- صاحب هذه الشخصية يستمتع في إلحاق الألم اتجاه الآخرين أو إيذائهم بالكذب عليهم دون سبب واضح وبلا دافع أو هدف. وتصرفه هذا بإيذاء غيره يشعره بالرضا والراحة وأنه لا يقهر أو يغلب.
4- عكس الأفراد الطبيعيين، فصاحب هذه الشخصية يخيف ويرعب الآخرين لإنجاز عمله.
5- يقيد حرية الآخرين المقربين منه، مثال ذلك يمنع خروج عائلته من البيت أو لحضور الفعاليات الاجتماعية الا بصحبته، فطبيعته المتسلطة والمتحكمة تجعل من الصعب أن يكون للاخرين رأي ويسلك وكأن كلمته نهائية وهي القانون المطلق لذلك يجب الاذعان له، حتى لو بدت قراراته مستحيلة وغير منطقية في نظر غيره.
6- صاحب هذه الشخصية يُعجب ويحب كل أنواع العنف، مثل الفنون القتالية والأسلحة والأذى وأنواع العذاب والقتل. فهو يدعم غريزة القتل في ذاته بشتى الطرق المقبولة اجتماعياً كدراسة وتعظيم الشخصيات التاريخية الدكتاتورية القاسية كهتلر وغيره من الحكام المستبدين والمجرمين والقتلة فيعجب بهم ويبرر جرائمهم.
7- لا يضطرب في حال استخدم العنف والقسوة للتحقيق السلطة والهيمنة في أي شكل من أشكال العلاقة هدفه الرئيسي هو السلطة الكاملة والمستمرة على غيره وعلى الموقف.
هل يمكن أن يتغير الشخص السادي:
ممكن تغيير أصحاب هذه الشخصية ولكن التغيير لا يكون من أول مره خاصة أنه مع البحث والفحص والتحليل تبين أن قطاع كبير من أصحاب هذه الشخصية يشعرون بالرضا والمتعة في الموقف ذاته وبعدما يمر تتلاشى المتعة ويتم استبدالها بآلام تستهدف نقد داخلي للفعل.