تفسير النظرية العقلانية الانفعالية للاضطراب النفسي

اقرأ في هذا المقال


تعتبر هذه النظرية طريقة متكاملة للعلاج والتعلم وهي تستند إلى أرضية نظرية معرفية إدراكية، انفعالية، سلوكية وهي تؤيِّد العلاج النفسي الإنساني والتعليمي، هي تتكوَّن من نظرية الشخصيَّة التي هي نظام فلسفي وطريقة علاجية نفسية.

نشأة النظرية العقلانية الانفعالية

يرجع تاريخ العلاج العقلاني الانفعالي إلى الفلسفة الرواقية، فقد كان أصحاب هذه المدرسة من أمثال ابيكتيوس وماركوس بالإضافة إلى عدد من المفكرين البوذيين القدماء، هم الذين قاموا بوضع المبادئ الأساسية التي ترتكز عليها نظرية العلاج العقلاني الانفعالي.

لقد بدأ هذا الأسلوب العلاجي في الظُّهور على يد ألبرت أليس عام 1950، سمي هذا الأسلوب بالعلاج العقلاني ثم سمي أخيراً بالعلاج العقلاني الانفعالي السلوكي، في عام 1954 بدأ أليس يستجمع معلومات عن الفلسفة وعلم النفس؛ لإنتاج شيء جديد يختلف عمّا هو مألوف عن نظريات العلاج النفسي القديمة والحديثة، هو استخدام العلاج العقلاني الانفعالي بدلاً من التحليل النفسي، الذي لم يؤثِّر بشكلٍ ملحوظ في علاج بعض الحالات، مع بداية 1955 وضع أليس أسس نظرية العلاج العقلاني الانفعالي وكيفية ممارستها بشكل جيد.

تفسير النظرية العقلانية الانفعالية للاضطراب النفسي

  • العلاقة بين الأحداث والتفكير والنتائج: اقترح أليس النموذج (A B C). الافتراضي الخاطئ cــــــــــــxـــــــــــــــــ A. المشكلة والاضطراب ليس في (A) ولكن في (B) .(B) إن كان سليماً فإنَّ (C) ستكون سليمة والعكس صحيح.
  • بعد أن وضع أليس النموذج السابق طوره حتى أصبح نموذجا جديداً هو(ABCDEF) تمثِّل الحروف الثلاثة الجديدة الأسلوب الإرشادي العلاجي كالتالي، فالحرف D يعني المجادلة. الحرف E يتضمَّن التأثير الجديد. الحرف F فهو يتضمن المشاعر الجديدة.

أهداف العلاج للاضطراب النفسي

  • الغرض الرئيس للعلاج هو إزالة أو خفض الأفكار غير المنطقية لدى المسترشد.
  • تتلخص العملية العلاجية بمعالجة اللامعقول بالمعقول، أي مساعدة المسترشد للتخلص من الأفكار غير المنطقية، إحلال الأفكار المنطقية بدلاً منها، ذلك من خلال أن يبين المرشد للمسترشد أنَّه غير منطقي.
  • توضّح لهم العلاقة بين أفكارهم غير المنطقية وتعاستهم واضطرابهم، يبين لهم أيضاً أنّ استمرار اضطرابهم؛ نتيجة لاستمرارهم في التفكير غير المنطقي.
  • يساعد المرشد المسترشد على تغيير الأفكار التي لديه.
  • يتجاوز التعامل مع كل الأفكار المحدودة، يتناول الأفكار العامَّة فقط، تُبنى فلسفةٌ للحياة أكثر عقلانية، حتى لا يكون ضحيَّةً لتلك الأفكار مرَّة أُخرى.

الأسس النظرية للنظرية العقلانية الانفعالية وتفسيرها للاضطراب النفسي

النظرية العقلانية الانفعالية، التي طورها عالم النفس ألبرت إليس في الخمسينيات، تُعد واحدة من النظريات الأساسية في العلاج المعرفي السلوكي. تهدف هذه النظرية إلى تفسير كيفية تأثير الأفكار والمعتقدات على المشاعر والسلوكيات، وتعتبر أن الكثير من الاضطرابات النفسية تنشأ بسبب الأفكار اللاعقلانية التي يتبناها الأفراد:

1- الفكرة الأساسية: تقوم النظرية على أن الأفكار تؤثر بشكل مباشر على العواطف والسلوك. فإذا كانت الأفكار غير منطقية أو مبالغ فيها، فإنها تؤدي إلى مشاعر سلبية وسلوكيات مضطربة.

2- ABC Model: يعتبر نموذج ABC أحد الأسس الأساسية للنظرية. يرمز “A” إلى الحدث المُفجِّر، و”B” إلى المعتقدات والأفكار حول هذا الحدث، و”C” إلى النتائج العاطفية والسلوكية. وفقًا للنظرية، فإن “B” هو العامل الحاسم في تحديد “C”.

3- الأفكار اللاعقلانية: تتضمن الأفكار اللاعقلانية توقعات غير واقعية، وتعميمات مفرطة، وضرورات مُلحّة، مثل “يجب أن أحظى بقبول الجميع” أو “لا أستطيع تحمل الفشل”. هذه الأفكار تُعتبر غير منطقية وتؤدي إلى ضغوط نفسية.

تفسير الاضطراب النفسي

1- القلق: ينشأ القلق عندما يكون لدى الفرد اعتقادات مبالغ فيها حول خطر أو تهديد محتمل، ويشعر بأنه لا يستطيع التعامل معه. مثل الاعتقاد بأن “كل شيء يجب أن يكون تحت سيطرتي”.

2- الاكتئاب: يُفسر الاكتئاب بأنه نتيجة لأفكار سلبية حول الذات والعالم والمستقبل، مثل “أنا عديم القيمة” أو “لا شيء سيتحسن أبدًا”.

3- الغضب: يرتبط الغضب بأفكار تطلب العدالة المطلقة أو الكمال من الآخرين، مثل “يجب أن يعاملني الجميع بشكل مثالي دائمًا”.

4- الذنب والخجل: تنشأ هذه المشاعر من المعتقدات التي تُحمّل الفرد مسؤولية كاملة عن الأخطاء أو الإخفاقات، أو من الاعتقاد بأنه يجب أن يكون مثاليًا.

العلاج بالعقلانية الانفعالية

1- تحديد الأفكار اللاعقلانية: يساعد المعالجون الأفراد على التعرف على المعتقدات والأفكار التي تؤدي إلى اضطراباتهم النفسية.

2- تحدي وتغيير الأفكار: يستخدم المعالجون أساليب جدلية ومنطقية لمساعدة الأفراد على تحدي الأفكار غير العقلانية واستبدالها بأفكار أكثر واقعية ومنطقية.

3- التدريب على المهارات: يشمل العلاج تعليم الأفراد مهارات التعامل مع الضغوط وتطوير استراتيجيات التفكير الإيجابي.

4- الوقاية من الانتكاس: يتم تعليم الأفراد كيفية التعرف على الأنماط الفكرية السلبية وكيفية تجنب العودة إلى التفكير غير العقلاني.

فعالية النظرية العقلانية الانفعالية للاضطراب النفسي

أثبتت الأبحاث أن العلاج بالعقلانية الانفعالية فعال في علاج مجموعة واسعة من الاضطرابات النفسية، بما في ذلك القلق والاكتئاب واضطرابات الشخصية. يعتمد العلاج على التعاون بين المعالج والمريض لتحديد وتغيير أنماط التفكير المعيقة.

تُعد النظرية العقلانية الانفعالية واحدة من أهم النظريات في العلاج النفسي التي تُركز على العلاقة بين الفكر والعاطفة والسلوك. من خلال مساعدتنا في تحديد وتغيير الأفكار اللاعقلانية، يمكن أن توفر هذه النظرية وسيلة فعالة للتعامل مع الاضطرابات النفسية وتحسين جودة الحياة بشكل عام.


شارك المقالة: