تخضع الشخصية الإنسانية من حيث التنظيم أو البناء لما يمكن تسميته بالتنظيم الهرمي، الذي بدأ قاعدته بأشكال السلوك النوعي الذي من الممكن ملاحظته، ويتسم بالتنوع الشديد، وعدم الانتظام وبعد ذلك التدرج بمستويات متفاوتة في عمومياتها من الاستدلال، بما يُضفي عليه مزيداً من التنظيم والعمومية.
مستويات التنظيم الهرمي للشخصية
الشخصية هي مجموعة من السمات والأنماط السلوكية التي تميز كل فرد عن الآخرين. تنظيم الشخصية يشير إلى الطريقة التي تتكامل بها هذه السمات والأنماط لتشكل هوية الفرد وسلوكه الفريد. يهتم علماء النفس بفهم كيفية تنظيم الشخصية لأنها تؤثر بشكل مباشر على كيفية تعامل الأفراد مع أنفسهم ومع العالم من حولهم. فيما يلي سنستعرض كيفية تنظيم الشخصية والعوامل التي تؤثر عليها، بالإضافة إلى المستويات التي تفسر هذا التنظيم.
- المستوى الأول هو الاستجابات النوعية: والمقصود بها الاستحابات المفردة، التي تصدر عن الفرد في مواقف تختلف عن بعضها، وقد تكون هذه الاستجابات مميزة للشخص أو العكس.
- المستوى الثاني هو الاستجابات المعتادة: وهو أدنى مستوى في التنظيم، أو البحث عن قَدر من الانتظام في الاستجابات النوعية، والتي تشير إلى تكرار ظهور أنماط محدّدة من السلوك لدى الشخص نفسه، الذي يواجه نفس المواقف المتكررة، كملاحظتنا لشخص يأتي مبكّراً إلى عمله، بشكل يومي قبل بداية الدوام بنصف ساعة، فهذا التكرار والثبات في السلوك يجعلنا نستنتج أنّ لديه عادة مستقرة وهي التبكير بالحضور في مواعيده.
- المستوى الثالث هو الاستجابات الأولية: وهنا نجد من يتّصف بهذه السِمة، بأنّه غالباً يعمل كثيراً وبجد وينجز أهدافه في الحياة، ويقضي وقتاً طويلاً في حل إحدى المشاكل المعقدة، وهنا يمكن الحديث عن اتّساق مجموعة كبيرة من العادات السلوكية وتزامنها معاً، أي ما هو مشترك بين مجموعة الاستجابات المعتادة إلى أوضاعها.
تعبّر هذه السِمات عمّا هو مشترك، وتشترك مع سمات أخرى أيضاً، فالمثابرة سِمة تشترك في بعض عناصرها مع التصلب ومع الخيال الاجتماعي، وميزة التنظيم الهرمي الأساسية، هي الاعتماد الأساسي على السلوك المُلاحَظ، بما يمكننا دائماً من اختبار صدق مفاهيمنا وتصوراتنا للشخصية من خلال العودة إلى ملاحظة سلوك الملاحظة الموضوعية.