لا يزال التطوّر والفهم الروحاني هدفين ﻷصحاب العقول المبدعة في العالم على مدار التاريخ البشري، ففي كلّ ثقافة ومجتمع وحضارة ظهرت التقاليد الروحانية، وتطوّرت بشكل تلقائي بدون أي مؤثرات أو مدخلات خارجية، وفي الغالب كانت تلك التقاليد تظهر على بُعد آلاف الأميال عن بعضها البعض، فالرؤية الحقيقية تتم من خلال قلوبنا، فالجوهر لا تراه أعيننا.
كيف تتم تنمية الذات من خلال التوجّه الروحاني؟
نحن جميعاً نمتلك الرغبة في التواصل مع شيء أكبر وأعلى من أنفسنا، ويبدو أن هذا الدافع الداخلي ينشأ بشكل طبيعي، بدون أي إرشاد أو توجيه، فكبار المعلمين الروحانيين في التاريخ البشري، هم الذين ظهروا من أجل تعليم الناس كيف يمكنهم إرضاء هذا التوجه الروحاني؛ لتنمية ذاتهم بشكل متدّرج.
إنّ قضية التطوّر الروحاني لتنمية الذات، قضيّة معقّدة وشائكة، فكلّ شخص يؤمن بدين أو عقيدة معيّنة غالباً ما يكون مقتنعاً بأن أفكاره عن الإله أو القوى العليا صحيحة، وأن الجميع مخطئون وضالون بصورة أو بأخرى، وخير دليل على ذلك أنّ من أفضع الحروب التي اجتاحت البشرية وما زالت إلى يومنا هذا، كان الدافع الرئيسي وراءها هو نتيجة الاختلافات في الأفكار والتأويلات والمعتقدات التي يؤمن بها مجتمع دون آخر، مما يضفي الشرعية على القتال بعيداً عن المنطق بشكل كامل.