التعاطف وعلاقته بالاستماع للآخرين

اقرأ في هذا المقال


“حينما يتحدّث الناس كن آذاناً صاغية، فمعظم الناس لا يفعلون هذا” “إرنست هيمنجواي” عندما نستمع إلى غيرنا باحترام وتواضع وعطف واهتمام، فإننا نرفع من قدره ونعطيه ثقة مطلقة بذاته، ونشعره بعطفنا وتعاطفنا مع الحديث الذي يقدّمه ونحترم وجهة نظره حتى ولو كانت خاطئة، وعندما نطلب منه تصحيح بعض المفاهيم، سيتقبّل بدوره هذا الأمر بصدر رحب، ﻷن مبدأ التعاطف وحسن الاستماع زاد من الثقة المُطلقة بين الطرفين.

الإنصات مشكلة تحتاج إلى إعادة التفكير:

“لو كان من الطبيعي أن نتكلم أكثر مما نستمع، لكان لدينا فمان وأذن واحدة” “مارك توين”، معظمنا يعاني من مشكلة سوء الاستماع، فنحن عندما نجالس أحد الأشخاص الذين ملئ علمهم الدنيا، نجد أنهم في قمة التواضع والصبر والقدرة على الاستماع حتّى إلى أتفه اﻵراء والردّ عليها، مع علمه وعلمنا المسبق أن مستواه الثقافي يفوق مستوى المحاور عشرات المرات، إلا أنّ الناجحين مصغيين جيدين، يهتمون بآراء غيرهم ويسجّلون الآراء لا ﻷهميتها ولكن للخروج بآراء تقريبية عامة وخاصة، فهل نعتبر أنفسنا مستمعين جيدين.

التواصل الجيد مبدأه الإنصات:

من المؤسف ألا نتبيّن أهمية الإنصات، فهذا أمر يقلّل من فعالية شخصيتنا كثيراً، فعندما ننصت ونستمع للآخرين فإننا نعطيهم جانباً من العطف والتواضع والتقدير، فكلّ شخص يحتاج لمن يسمعه، فالإنصات لا ينمّ فقط عن احترام المتكلّم، بل يُسهم في فهم أفضل لما يقوله، ويقلّل من فرص حدوث تضارب في وجهات النظر، ويقوم على تعضيد أي علاقة.

الإنصات الجيد يتطلب تعاطفا:

هناك العديد من الأساليب، ومنها الإنصات الإيجابي والإنصات التأملي، وهو مما يتم تدريسه في ورش العمل والندوات، فالإنصات المثالي يبدأ بالتعاطف وهو ما يعني الاستماع بقصد الفهم.

من الصعب أن تستمع بتعاطف:

يظنّ البعض انّ الاستماع طبيعة فينا، إلا أنه ليس كذلك، فالسمع هو الطبيعي، ولكن الاستماع مهارة لا بدّ من تنميتها، وهو ككل مهارة أخرى تتطلب العمل والمِران، وأصعب شيء هو أن نتدرّب على التركيز على احتياجات ومشاعر الشخص الآخر.

الإنصات المثالي يتم بالعينين والقلب:

نحن نسمع بآذاننا ولكننا ننصت ونفهم بكلّ كياننا، فالإنصات بتعاطف يبدأ بنظرات العين، وهي الإشارة الأهم، والتي تبعث برسالة تدلّ على الأهمية، فالإنصات الجيّد مصدره القلب والعقل والجوارح، فالعلاقات الجيدة التي تدوم تكون مبنية على حسن الاستماع واحترام لغة حوار الآخر، كما وأنّ الانصات المثالي يشعر الآخين بأهميتهم وأنهم مقدّرون ولهم دور في المجتمع.


شارك المقالة: