المجموعة في علم النفس الاجتماعي:
تعتبر المجموعة في علم النفس الاجتماعي وسيلة يمكن من خلالها لأعضاء المجموعة الاستفادة من المنفعة المتبادلة، بحيث يمكن أن تكون المجموعات رسمية أو غير رسمية، ويمكن تحديد الفريق كشكل معين من المجموعة التي تهدف إلى حل المشكلات طويلة الأجل والفريق لديها مستوى أعلى من الالتزام لتحقيق الأهداف المشتركة مقارنة بالمجموعات.
ومن المهم للمديرين تحويل مجموعات القوى العاملة إلى فريق مهني، وتعتبر كل منظمة هي مجموعة في حد ذاتها، بحيث تشير المجموعة إلى شخصين أو أكثر يشتركان في معنى مشترك وتقييم لأنفسهم ويجتمعون معًا لتحقيق أهداف مشتركة والمجموعة هي عدد من الأشخاص الذين يتفاعلون مع بعضهم البعض، وقبول الحقوق والالتزامات كأعضاء والذين يتشاركون في طموحات ومساعي مشتركة.
خصائص السلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي:
تتمثل خصائص السلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي من خلال ما يلي:
1- الامتثال:
يشير الامتثال إلى رد معين للسلوك الجمعي، وعلى وجه التحديد تقديم معين تم إجراؤه ردًا على طلب ضمني أو صريح، وفي علم النفس الاجتماعي، يشير الامتثال إلى مطاوعة الفرد استجابة لطلب من أحد الأقران، ويتم تمييزها عمومًا عن الطاعة السلوك المتأثر بشخصيات السلطة والامتثال هو السلوك المقصود منه مطابقة الأغلبية الاجتماعية.
يُعتبر الامتثال ظاهرة اجتماعية في السلوك الجمعي، بمعنى أن الكلمات أو الأفعال أو مجرد وجود أشخاص آخرين غالبًا ما يلعب دورًا في قرار الشخص بالامتثال أو عدم الامتثال لطلب معين، وقد يكون الطلب صريحًا معلنًا بشكل مباشر أو ضمنيًا وقد يدرك أو لا يدرك الهدف أنه يتم حثه على التصرف بطريقة معينة.
يؤثر الامتثال على السلوك الجمعي اليومي، خاصة في التفاعلات الاجتماعية، بحيث ينظر علماء النفس الاجتماعي إلى الامتثال على أنه وسيلة للتأثير الاجتماعي وتستخدم للوصول إلى الأهداف أو تحقيق مكاسب اجتماعية أو شخصية، بحيث يهدف علماء النفس الاجتماعي إلى فحص التأثيرات الاجتماعية الصريحة والخفية وعلاقتها بالامتثال.
2- المطابقة:
في علم النفس الاجتماعي، يتم تعريف التوافق على أنه فعل مطابقة المواقف والمعتقدات والسلوكيات مع معايير المجموعة، والمطابقة هي الشكل الأكثر معرفة وتوسعاً للتأثير الاجتماعي من خلال السلوك الجمعي، ويتم تعريفه بشكل غير رسمي على أنه الميل إلى التصرف أو التفكير كأعضاء في مجموعة.
في السلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي، يتم التعبير عن التوافق على أنه فعل مطابقة المواقف والمعتقدات والسلوكيات مع معايير المجموعة، في حين يُنظر إلى الامتثال غالبًا على أنه خاصية سلبية في الثقافة، إلا أنه شائع جدًا، في حين أن المستويات العالية من المطابقة يمكن أن تكون ضارة، فإن قدرًا معينًا من المطابقة أمر ضروري وطبيعي.
قد ينتج التوافق عن تأثيرات خفية أو غير واعية أو ضغط اجتماعي مباشر وصريح، ولا يتطلب حدوث الوجود المادي للآخرين، أي أن معرفة الرأي العام قد تجعل الفرد يتوافق مع المعايير المجتمعية حتى عندما يكون بمفرده، هناك نوعان من الدوافع الرئيسية للامتثال وهي التأثير المعياري وتأثير المعلومات.
3- التفكير الجمعي:
التفكير الجمعي هو ظاهرة نفسية تحدث داخل مجموعة من الناس، تؤدي فيها الرغبة في الانسجام أو التوافق في المجموعة إلى نتيجة اتخاذ قرار غير صحيحة أو منحرفة، وتم تعريفه أيضًا على أنه نمط تفكير ينخرط فيه الأشخاص عندما ينخرطون بعمق في مجموعة متماسكة، عندما يتجاوز سعي الأعضاء إلى الإجماع دوافعهم لتقييم مسارات العمل البديلة بشكل واقعي.
يحاول أعضاء المجموعة تقليل الصراع والوصول إلى قرار إجماعي بدون تقييم نقدي للأفكار أو وجهات النظر البديلة، بحيث يجب أن تحدث عدة شروط لكي يحدث التفكير الجمعي وهي:
1- يجب عزل المجموعة عن التأثيرات الخارجية.
2- يجب أن يمنع الولاء الأفراد من إثارة قضايا خلافية للحلول البديلة.
3- يجب أن يكون هناك فقدان للإبداع الفردي والتفكير المستقل.
4- يجب على المجموعة أن تختبر وهم المناعة، وهو يقين مبالغ فيه بأن القرار الصحيح قد تم اتخاذه.
عادة ما يتعرض السلوك الجمعي لمستوى عالي من الضغط لاتخاذ قرار معين، وتفتقر إلى قائد محايد، ويمكن لهذه العوامل أن تقود المجموعة إلىسلوك جمعي سيء أو عدواني، في حين أن التفكير الجمعي مقبول بشكل عام كظاهرة سلبية، فقد تم اقتراح أن المجموعات ذات القدرة القوية على العمل معًا قادرة على حل المشكلات بشكل أكثر كفاءة من الأفراد الأقل.
4- التحول الجمعي:
التحول الجمعي هو الظاهرة التي يتم فيها المبالغة في المواقف الأولية للسلوك الجمعي نحو موقف أكثر تطرفًا، خاصة عندما يتمثل الأفراد في مجموعات، فإنهم يقيمون ويقدرون المخاطر بشكل مختلف عما يفعلونه عندما يكونون بمفردهم، وفي المجموعة، من المرجح أن يقوموا بسلوك جمعي أكثر خطورة؛ لأن المخاطر المشتركة تجعل المخاطر الفردية تبدو أقل.
ما يبدو أنه يحدث في المجموعات هو أن المناقشة تؤدي إلى تحول كبير في موقف الأعضاء إلى موقف أكثر تطرفًا في الاتجاه الذي كانوا يميلون إليه بالفعل، وقد تتحول مجموعة من المعتدلين في الآراء المعتدلة إلى القوية عندما تكون في مجموعة معًا، وقد تصبح مجموعة من الأشخاص ذوي العنصرية المعتدلة عنصرية شرسة عندما يكونون معًا.
النظرية الكامنة وراء هذا التحول هي أن ديناميكية المجموعة تسمح للأفراد في السلوك الجمعي بالشعور بأن موقفهم صحيح أو مدعوم، وسيشعرون براحة أكبر في اتخاذ وجهات نظر أكثر تطرفاً، حيث يدعم أعضاء المجموعة الآخرين أفكارهم الأولية، وقد تبدو الأفكار المتطرفة أقل خطورة حيث يبدو أن الرأي يحمله العديد من الأشخاص ذوي التفكير المماثل.
5- التفرد:
بدلاً من التصرف كأفراد، يضيع الأشخاص الذين يعانون من عدم التميز في مجموعة معينة وخاصة بهم، وهذا يعني غالبًا أنهم سيوافقون على كل ما تفعله المجموعة من حيث السلوك الجمعي أو القرارات المتخذة، سواء كان ذلك الشغب أو النهب أو الإعدام خارج نطاق القانون أو الانخراط في التسلط عبر الإنترنت.
يفترض بعض الناس أن هذا يحدث لأن الأفراد يشعرون بعدم الكشف عن هويتهم في المجموعة، أي كلما كبرت المجموعة، زاد معدل حدوث عدم التفرد، والذي يتميز بتخلي الفرد عن وعيه بالذات والسيطرة عليه والقيام بما تفعله المجموعة، ويحدث هذا عندما يتم تحريك الأشخاص من خلال تجربة المجموعة للقيام بأشياء لا يفعلونها عادةً بدون دعم المجموعة.
من المهم التمييز بين عدم التفرد والطاعة عندما يخضع الشخص لتعليمات أو أوامر صريحة من شخصية ذات سلطة، والامتثال يكون عندما يستجيب الشخص بشكل إيجابي لطلب من الآخرين، والتوافق يكون عندما يحاول الشخص مطابقة مواقفه مع المجموعة القواعد، مقابل التخلي الكلي عن الفردية التي نراها في عدم التفرد.