خصائص وسمات الحماس في علم النفس الإيجابي

اقرأ في هذا المقال


يعتبر الحماس مجال مثير ومتطور في علم النفس الإيجابي، فهو الدراسة العلمية للعوامل التي تمكن الأفراد من قيادة حياتهم إلى إمكاناتها المثلى والكاملة، حيث كرس مارتن سيليجمان جزءًا كبيرًا من حياته العملية لتأسيس ما يتيح لنا تحقيق أقصى استفادة من الحماس في الحياة، حيث يعتبر الحماس هي عامل واحد فقط في الرفاهية النفسية، وتظهر الأبحاث أنها لا تعطينا بالضرورة المعنى في الحياة التي نسعى إليها.

خصائص وسمات الحماس في علم النفس الإيجابي

يأتي الحماس مع الكثير من الفوائد والخصائص والسمات في علم النفس الإيجابي، حيث أنه إلى جانب جعل الناس في مستوى عالٍ من طاقة الحياة، فإنه له تأثير كبير على الطرق التي نتصور بها الفشل ونواجه الشدائد، ونرتد إلى المسار الصحيح، ومنها كشفت الأبحاث والدراسات المكثفة حول علم النفس الإيجابي عن الخصائص والسمات المشتركة التالية لمفهوم الحماس ويمكن توضيحها من خلال ما يلي:

1- الحماس يجلب السعادة في الدور الاجتماعي

يعتبر جميع الأشخاص المتحمسين أكثر رضا عن أدوارهم الاجتماعية ووظائفهم وأقل عرضة للإرهاق ونوبات التوتر، حيث كشفت دراسة أجريت على الحماس في السكان العاملين البالغين في عام 2009 أن الموظفين الذين أظهروا سمات الحماس كانوا محترفين أكثر ازدهارًا وحيوية، بغض النظر عن الموهبة أو القدرات المعرفية والفكرية، كانوا أكثر حبًا وأخذوا عددًا أقل من الإجازات المرضية؛ لأنهم ذوي صحة نفسية عالية وكانوا يعتبرون أصولًا للمنظمات.

2- الحماس يعني أن العلاقات الاجتماعية والشخصية أفضل

مع الحماس تأتي قوة إدارة تضارب العلاقات الاجتماعية والشخصية بمزيد من الفعالية والقدرة على فهم منظور الشخص الآخر، حيث يُظهر الأشخاص المتحمسين سمات ملحوظة من التعاطف والتعبير الإيجابي عن الذات والتواصل الاجتماعي الفعال، أي أنهم الأكثر نجاحًا في تربية أسر أكثر سعادة وبناء علاقات آمنة في العمل.

3- يزيد الحماس من القدرة على التحمل والقدرة على التكيف

لقد وجدت الدراسات في البحث النفسي أن العديد من الوظائف مثل التدريس والتمريض تعتمد وترتكز على مفهوم الحماس في علم النفس الإيجابي، حيث لا يستطيع المهنيين أن يفقدوا صبرهم أو لطفهم، فإن الموقف اللطيف يضمن إنتاجية أفضل، حيث أشارت مراجعة في علم النفس التربوي أجريت عام 2009 حول نقاط القوة في الشخصية إلى أن المعلمين الذين يتمتعون بالحماس يمكنهم إنجاز مهامهم اليومية بمزيد من الطاقة والفكاهة، على عكس المدرسين الأقل حماسًا الذين أصبحوا غير صبورين وعصبيين بعد الساعات القليلة الأولى في العمل.

هل الحماس سمة شخصية في علم النفس الإيجابي

الحماس هو قوة ديناميكية وإيجابية وفقًا لمراجعة قوة الشخصية بواسطة علماء النفس في علم النفس الإيجابي المصنفة كجزء من قوة التوقيع في الشجاعة، حيث أنَّ الحماس يجلب معه الفرصة لتجربة حالة من التدفق في العمل، والاستفادة من مهاراتنا وقدراتنا على أكمل وجه، وتطوير اتصالات شخصية آمنة وطويلة الأمد على الصعيدين الشخصي والمهني والاجتماعي، وأنه يقوم بمواءمة قيمنا وأنظمة معتقداتنا مع أفعالنا المتنوعة في المواقف، حتى نحصل على أقصى قدر من المتعة والرضا من أي شيء نقوم به.

قد تختلف مصادر السعادة من شخص لآخر فيما يجعل الفرد أن يكون سعيدًا قد لا يثير نفس المشاعر لدى شخص آخر، وهذا الاختلاف الفردي خارج عن إرادتنا الشخصية، لكن يمكن للأشخاص الذين يتمتعون بصفات مبهجة الحصول على المتعة والرضا أكثر من غيرهم ربما لأسباب مختلفة ولكن مع نفس التأثير.

الحماس في سياق قوة الشخصية في علم النفس

يعتبر الحماس من نقاط القوة في الشخصية والتي تعتبر هي سمات إيجابية تأتي إلينا بشكل طبيعي، على سبيل المثال المشاعر الإيجابية مثل الحب والأمل والتعاطف، حيث أنه لا يتعين علينا أن نفرض هذه المشاعر علينا كأشخاص، فهي جزء لا يتجزأ منا ومكون من مكونات هويتنا الأساسية.

حيث يعد استطلاع الشخصية في علم النفس الإيجابي، استنادًا إلى نقاط القوة البالغ عددها 24 شخصية، مقياسًا شائعًا ومستخدمًا بشكل كبير لاكتشاف نقاط قوة الشخصية لدينا وما تعنيه، حيث تشمل نقاط قوة الشخصية المميزة في الاستطلاع الحماس باعتباره عنصرًا أساسيًا، والذي عندما يتعايش مع قوى إيجابية أخرى يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في حياتنا.

عند تصنيف نقاط القوة المتمثلة والمتعلقة بالحماس فنج الحكمة التي تتمثل في الإبداع في حب الملخصات والقدرة على صنع شيء ذي معنى بأنفسنا، والفضول في الميل لطرح الأسئلة واستكشاف الاحتمالات.

والحكم كقوة التفكير النقدي وإيجاد أسباب منطقية حتى لأكثر مواقف الحياة تعقيدًا، وحب التعلم وحب الاستطلاع لتعلم أشياء جديدة وإبقاء أنفسنا محدثين في جميع الأوقات، والمنظور من خلال الحكمة في تحليل المواقف بأكثر من طريقة، حيث يسمح لنا المنظور بفهم وجهات نظر الآخرين وإدراك الأشياء كيف يرونها من خلال الحماس.

وتتمثل نقاط القوة في الحماس في الشجاعة التي تتمثل في قوة مواجهة المخاوف بشجاعة ورفع الصوت لما هو صواب، والمثابرة في القوة التي تنطوي على المثابرة، وطرق العيش الأخلاقية والاستدامة، والصدق الذي يتضمن سمات الأصالة، والصدق والنزاهة الشخصية، والحماس في القوة للعيش بحماسة وحيوية وحماس ونشاط.

أمثلة على الحماس في علم النفس الإيجابي

قال الفيلسوف الشهير برتراند راسل ما هو الجوع في الطعام، والحماس يتعلق بالحياة، حيث أن أفضل مثال على الحماس في علم النفس الإيجابي هو شخص يعيش بإحساس مستيقظ من الواقع، أو شخص يستخدم كل أفكاره ليشعر بكل لحظة في حياته ويقدر كل تجربة يطلقها العنان اليوم بتجربة مستمرة، وقال العالم دانيال كانيمان إننا نختبر حوالي 20000 لحظة كل يوم، وعندما نعيش مع الحماس، نحصل على موهبة تجربة كل لحظة مباشرة عند حدوثها، ولك بدلاً من الحصول على صورة غامضة بعد ذلك.

هناك عنصر من عناصر الإدراك اليقظ في الحماس في علم النفس الإيجابي، كشفت الأبحاث النفسية حول الحماس في العمل أنه عندما يعمل شخص من ذوي الإعاقة في مؤسسة ما، فإنه يعمل بجهد وحماس أكثر بمرتين من أي موظف عادي في الشركة، حقيقة أنهم يواجهون تحديات تجعلهم أكثر تصميمًا على بذل الجهد لتقديم نفس النتائج مثل الآخرين الذين يعملون معهم.

في حين أن رغبتهم إلى جانب العمل الجاد السلس، تجعل الإنجازات والتقييمات أكثر جدوى بالنسبة لهم، فإنَّ عملهم هو تأكيد لجهودهم المستمرة، وهذا هو السبب في أن المتعة التي يحصلون عليها من العمل أعلى بكثير من الآخرين على عكسهم.

أظهرت الدراسات الحديثة التي أجريت على العاملين في مواقع الإنترنت أن الموظفين الذين لديهم توجه إيجابي وممتع تجاه عملهم يمكن أن يتحرروا من الرتابة والضغط النفسي المرتبط بقضاء ساعات طويلة على الويب، إن مقدار المتعة التي يحصلون عليها من العمل يتناسب طرديًا مع مقدار المخرجات التي يقدمونها للمنظمات.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: