تعرف استراتيجية المشروع في التدريس التربوي: على أنها عبارة عن نموذج تعليمي يركز على الشخص المتعلم، ويقوم فيه الشخص المتعلم منفرداً لوحده، أو مع زملائه في البيئة الصفية بمهمة محددة ومعينة، يحصل الشخص المتعلم من خلالها على المعلومة والمعرفة، واكتساب المهارات من تلقاء نفسه، ولا يغفل دور المعلم وأهميته في عملية التوجيه والإرشاد والمتابعة، ويقوم الشخص المتعلم فيها على تقويم عمله، وعمل بقية زملائه الآخرين، ويتم ذلك داخل البيئة الصفية وخارج البيئة الصفية أيضاً.
ما هي خطوات استراتيجية المشروع في التدريس التربوي؟
هناك مجموعة متعددة ومتنوعة من الخطوات المتسلسلة في استراتيجية المشروع في التدريس التربوي، والواجب على القائمين على عملية التعلم والتدريس من اتباعها وتتمثل هذه الخطوات من خلال ما يلي:
• الخطوة الأولى: اختيار المشروع: هي من أهم خطوات تحقيق وإنجاز استراتيجية المشروع في التدريس التربوي، لأن عملية الاختيار الجيد للمشروع تساهم في إنجاح المشروع، وعملية الاختيار السيء تعرض المشروع إلى عدم النجاح والفشل، ويؤدي إلى عدم نجاح الخطوات التابعة لها وتصبح عديمة الفائدة وتتسبب في إضاعة الوقت والجهد، وعلى المعلم مراعاة ما يلي من أجل تحقيق هذه الخطوة:
1. قيام المدرس بالعمل المتعاون مع تلاميذه على تحديد وتعيين ميولهم ورغباتهم والأهداف التي يود تحقيقها من المشروع، والعمل على اختيار المشروع الذي يتلاءم مع الطالب.
2. عند تحديد واختيار المشروع يجب أن يتوافق مع رغبة وميول الطالب، من أجل أن يعزز ويشجع الطالب بالعمل الدؤوب والجاد من أجل إنجاز المشروع، وسوف يتحقق في نفسه الإحساس بالسعادة والرضا في تحقيق إنجاز المشروع.
3. يجب الاهتمام في عملية اختيار المشروع بأن يكون من المشاريع التي يمكن إنجازها، ويوجد كثير من الحالات التي يقوم بها الطالب ويبذل جهده في إنجاز مشروع ما ولا يقدر على إنجازه، لأسباب تتعلق بالمشروع، أو لأنه يتطلب معدات وأدوات غير متوفرة بين أيدي الطالب.
4. يجب أن يكون المشروع من المشاريع التي تعود بالنفع على التلميذ، ويكون مرتبط بعلاقة مباشرة بالمادة الدراسية أو بعلاقة غير مباشرة مع المادة الدراسية المقررة، من أجل الفائدة التربوية.
• الخطوة الثانية: وضع الخطة: لنجاح أي مشروع يتطلب الحاجة إلى إعداد وتجهيز خطة، يوضح فيها كيفيه العمل، والخطوات الضرورية من أجل إنجازه، ولتحقيق ذلك يراعي المعلم ما يلي:
1. يقوم المدرس والتلميذ بالتعاون مع بعضهم بإعداد خطة يتم فيها تفصيل وتوضيح خطة تطبيق المشروع.
2. يتوجب عند وضع الخطة بأن تكون خطواتها معينة، وغير ناقصة، وإلا سوف يؤدي إلى إرباك التلميذ وفتح المجال أمامه إلى اجتهادات غير مدروسة، والتي تعمل على إضاعة الوقت والجهد وعدم إتمام إنجاز المشروع.
3. التأكيد على دور الطالب وأهميته في إعداد وتجهيز الخطة، وإبداء رأيه.
4. يتميز دور المعلم بالشورى، بحيث يستمع إلى آراء التلاميذ ومن ثم يعلق عليها.
5. يبتعد عن أسلوب النقد، ويعمل على توجيه وإرشاد التلاميذ، وتقديم العون والمساعدة لهم.
• الخطوة الثالثة: تنفيذ المشروع: في هذه الخطوة يتم تحويل جميع الجوانب النظرية إلى مرحلة التنفيذ والتطبيق العملي، ويقوم المعلم في هذه المرحلة بما يلي :
1. العمل على تطبيق النقاط الموجودة في خطة العمل المُعدَّة مُسبقاً.
2. العمل على نمو وتقدم العمل التعاوني بين جميع التلاميذ.
3. العمل على التأكد من قيام التلاميذ بالمهام الموكلة إليهم، وعدم الاعتماد على غيرهم.
4. العمل على التأكد من التزام التلاميذ بالنقاط المحددة بالخطة، وعدم الخروج عنها، إلا إذا استجدت أحوال تتطلب الحاجة إلى إعادة النظر مرة أخرى في النقاط بالاتفاق مع التلاميذ وإجراء التعديل اللازم.
• الخطوة الرابعة : تقويم المشروع: بعد اجتياز جميع مراحل إعداد المشروع من ختيار، إعداد، وتنفيذ،، يتم الوصول إلى مرحلة تقويم المشروع إصدار الحكم عليه، وفي هذه المرحلة يقوم المعلم بالأمور التالية:
- يقوم المعلم بمتابعة جميع ما تم إنجازه من قبل التلاميذ، ويقوم على بيان نقاط الضعف والقوة وكذلك الأخطاء التي وقع فيها التلاميذ، والعمل على كيفية عدم التعرض لها مرة أخرى.
- يقوم العمل على تغذية راجعة، وهي من أهم فوائده، ومن خلال هذه النقطة يتعرف الطالب على مقدار إتقانه، والأخطاء التي تعرض لها وعلاجها.
- يقوم المعلم على إشراك تلاميذه في تقويم المشروع، في حالة المشاريع الفردية يطلب من الطالب تقديم وعرض مشروعه أمام بقية الطلاب وتحصل عملية المناقشة والحوار، وإعطاء آرائهم، وفي المشاريع الجماعية فيتمكن من المناقشة مع المجموعات الأخرى، أو يقوم المعلم بذلك في حال تعذر حدوث المناقشة مع المجموعات الأخرى.