اقرأ في هذا المقال
- خوف الطلاب من المشاركة في الفصل الدراسي
- استراتيجيات لمساعدة الطلاب على التغلب على الخوف من المشاركة في البيئة الصفية
خوف الطلاب من المشاركة في الفصل الدراسي:
عند دخول الفصل الدراسي في بداية العام الدراسي، حيث يعاني العديد من الطلاب من درجات متفاوتة من القلق أو الخوف، وفي غالبية الأحيان يشعر المعلم التربوي بالتوتر بين الطلاب عندما يقدم نفسه ويوزع نسخًا من منهاج الفصل الدراسية لمراجعتها، حيث يستقر معظم الطلاب قريبًا لكن قد يظل البعض خائفًا باستمرار.
حيث أن مستويات الخوف لديهم تؤثر بشكل سلبي على قدرتهم على التعلم في الفصل من أسبوع لآخر، عادة ما يشعر الطلاب بالخوف في سن مبكرة، ومع التقدم في المراحل العمرية، يطور الموارد لإدارة هذا الشعور والتغلب عليه، أولئك الذين يعتقدون أنّهم غير لائقين جسديًا، على سبيل المثال قد يعملون بجد للتفوق في الرياضة والأنشطة الأخرى المسموح بها اجتماعيًا.
بعد سنوات عديدة من الدراسة، يتطور لدى البعض من الطلاب مشاعر قلق وخوف مستمرة أو مزمنة، ويمكن أن يعيق هذا الخوف المستمر محاولات المتعلمين لفهم المعلومات المطلوبة للنجاح الأكاديمي، فيما يلي بعض الأمثلة على الطرق التي يشعر بها الطلاب بالخوف في الفصل الدراسي:
1- الطلاب يخشون بشكل مفرط من أدائهم بسبب التهديد بالفشل، حتى النجاحات المؤقتة يطغى عليها الخوف من الفشل في المهمة أو الاختبار التالي.
2- البعض من الطلاب يختنقون عند مقارنة أنفسهم بالآخرين، وقد يقولون لأنفسهم هؤلاء الأشخاص ملزمون بعمل أفضل منا في الفصل الدراسي، ويشعرون بأعباء مفرطة من التنافس مع الآخرين لتحقيق درجات كافية.
3- قد يكون الطلاب خجولين بشكل مفرط أو حتى مرعوبين من تمييزهم في الفصل، وقد يعاني البعض من حالة تعرف باسم جيلوتوفوبيا، أو الخوف من أن يضحك الآخرون عليهم.
4- يمكن أن تلعب العوامل الثقافية دورًا حاسمًا في إدامة المخاوف التي يواجهها الطلاب، ويمكن أن يشعروا بالارتباك حيال ديناميكيات الفصول الدراسية غير المعتادين عليها، وهي حالة تسمى أحيانًا الخوف من الأمور الغريبة.
ويمكن أن يتسبب الخوف في جعل الطلاب يواجهون ردود فعل سلبية من الناحية الفسيولوجية على سبيل المثال ضيق التنفس، وإدراكيًا عدم القدرة على التركيز، والتفكير الوسواسي، وإعادة عرض الأحداث الإشكالية في أذهانهم في الفصول السابقة، وعاطفياً هياج بسهولة والتغلب عليها بالإفراط العصبية والإحباط والمشاعر السلبية الأخرى.
وقد تؤدي هذه المستويات من الخوف إلى سلوك غير لائق في الفصل الدراسي، أو مهام غير مكتملة أو مفقودة أو الغياب المتكرر أو الانقطاع عن الفصول الدراسية عند أول علامة على وجود مشكلة، وينبغي على المعلم التربوي جعل هدفه هو تعزيز العدالة الثقافية بحيث يشعر كل طالب بالأمان والتقدير في البيئة الصفية.
ويؤدّي بهم أيضا إلى الانطوائية، حيث يفضل هؤلاء الأفراد القيام بالأشياء بمفردهم، أو مع مجموعة صغيرة جدًا من الطلاب يعرفونهم جيدًا، وكما أنّهم يفضلون قضاء بعض الوقت في التفكير قبل مشاركة معلومة أو قرار مع الآخرين.
غالبًا ما يتفاعل هؤلاء الطلال جيدًا مع الآخرين، لكن القيام بذلك قد يكون مرهقًا، نتيجة لسهولة التفاعل في بعض المواقف، يخطئ الآخرون في تعريفهم على أنّهم منفتحون، النقطة المهمّة هي أنّه من الممكن أن يتفاعل الانطوائيون اجتماعيًا، لكن القيام بذلك متعب.
استراتيجيات لمساعدة الطلاب على التغلب على الخوف من المشاركة في البيئة الصفية:
1- يثقف المعلم التربوي نفسه بشأن الخوف وتأثيره على الطلاب:
ينبغي أخذ الوقت المناسب من أجل التعرف على الآثار البيولوجية المهمة للخوف والتي تشمل احمرار الوجه وتسرع ضربات القلب والعوامل المعرفية، مثل الرسائل السلبية التي يخبرها الطلاب لأنفسهم، ومن خلال تعلم المزيد حول كيفية عمل الخوف، ويمكن أن نصبح أكثر وعياً بالعلامات المنبهة المهمة وأكثر استباقية تجاه مساعدة الطلاب على الشعور بمزيد من الراحة والثقة.
2- يعلم المعلم على أن بعض مخاوف الطلاب قد تكون مرتبطة بعوامل خارج الفصل الدراسي:
يتولى العديد من الطلاب وظائف متعددة ويواجهون تحديات عائلية ويواجهون عوامل إجهاد أخرى تمنعهم من الأداء الجيد في الفصل الدراسي، وقد يساعد الانخراط في حوار مع الطلاب حول تحدياتهم ومناقشة طرق إدارتها الطلاب على الشعور بمزيد من المشاركة في الفصل الدراسي وأن يكونوا أكثر إصرارًا على النجاح.
3- مساعدة المعلم الطلاب على إدراك مشاعر القلق عند حدوثها:
غالبًا ما يكون الطلاب غير مدركين لاستجاباتهم القائمة على الخوف وبالتالي قد يشعرون بالعجز عن السيطرة عليها، والتخطيط لإظهار استراتيجيات بسيطة من أجل القدرة إدارة القلق، مثل تقنيات التنفس أو التمدد أو طرق الاسترخاء التي يمكن أن تساعد الطلاب على تخفيف مشاعرهم بعدم الراحة، وتظهر الأبحاث أن هذه الأساليب فعالة في تعزيز الهدوء أثناء الأنشطة عالية الضغط مثل الاختبارات والمناقشات الجماعية.
4- القيام على إنشاء بيئة رعاية للطلاب:
يلجأ المعلم التربوي إلى استخدم الأنشطة التي تركز على المتعلم على سبيل المثال المجموعات الصغيرة، وتوفير وسائل متعددة من أجل مشاركة الطلاب، وصياغة التعليمات الخاصة بالواجبات بشكل واضح، والقيام بتقييم فهمها، بحيث يكون المعلم واثقًا من أن الطلاب على دراية جيدة وأقل قلقًا بشأن أهداف كل درس، وبالإضافة إلى ذلك ينبغي على المعلم جعل هدفه هو تعزيز العدالة الثقافية بحيث يشعر كل طالب بالأمان والقيمة في الفصل الدراسي.
5- يكون المعلم مبادر في التواصل مع الطلاب خارج الفصل الدراسي:
على الرغم من أن الجداول الزمنية المزدحمة قد تمنع قدرة المعلم التربوي على تكوين علاقات عميقة مع الطلاب، إلا أن إرسال بريد إلكتروني سريع إلى المتعلمين الأكثر خوفًا قد يكون مطمئنًا ويساعد في تعزيز التواصل بشكل أفضل، حتى إرسال ملاحظة إلى الفصل الدراسي بأكمله، ويمكن أن يؤدي إلى تخفيف القلق بين بعض الطلاب.
6- يكون المعلم التربوي على دراية بموارد الحرم المدرسي من أجل مساعدة الطلاب:
تقدم عدد من المدارس أنظمة إنذار مبكر رسمية وخدمات استشارية وتدخلات أخرى مثل ورش العمل للحد من التوتر والقلق، وعلى المعلم التربوي أن يحصل على أو يقوم على إنشاء قائمة بالموارد الرئيسية وجهات الاتصال المحددة التي يمكن له مشاركتها مع الطلاب الذين يظهرون سلوكيات قد تكون مدفوعة بالخوف.
ويواجه العديد من الطلاب تحديًا في البداية بمجموعة كبيرة من المشاعر المتوترة التي تميل إلى التبدد خلال الفصل الدراسي، ومع ذلك غالبًا ما يعاني عدد قليل من المتعلمين باستمرار من المشاعر الإشكالية التي تعيق قدرتهم على التواصل بشكل هادف مع المحتوى المرتبط بالدورة التدريبية المقدم في الفصل الدراسي.
بينما يعمل على فهم جذور ضغوطهم وتعزيز بيئة آمنة للتعلم، سوف يساعد ذلك الطلاب في النهاية على اكتساب محتوى الفصل الدراسي بنجاح الذي يعمل المعلم بجد من أجل تعليمهم.