دمج الأطفال المعاقين جسميا وحركيا مع أقرانهم العاديين

اقرأ في هذا المقال


تعتبر الحركة أيضاً من طرق التعلم القديمة والجديدة حيث تساعد الفرد على توفير الجوانب المعرفية، وتكوين المفاهيم وحل المشكلات، ومن خلالها أيضاً تمكن الفرد من القيام بالعديد من الاكتشافات في البيئة الاجتماعية والطبيعية، والتي ساعده على الاقتصاد بالجهد والحركات وتكيف نمط حياته وفقاً لذلك.

المهارات الحركية لدى الأطفال العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة

يولد الطفل بمهارات وقدرات انعكاسية تحميه، وفي السنوات الأولى ينمو الطفل بطريقة فكرية وجسدية، ويبدأ باكتساب المهارات والقدرات ويخسر مع كل مهارة مكتسبة احدى المهارات الانعكاسية الطفولية، وقد يوجد فروق في المهارات بين طفل وآخر في نفس السن، وتزول هذه الفروق تدريجياً، والطفل ذو متلازمة داون مثل الأطفال الآخرين يحتاج إلى الاهتمام والرعاية، وهو طفل يحتاج إلى مدة أطول في التدريب.

مظاهر النمو الحركي والفكري للطفل العادي وذوي الاحتياجات الخاصة

يعتبر التطور الحركي والفكري ومظاهره عملية تغيير معقدة ومستمرة، يمر الأطفال الصغار بالعديد من التغييرات الجسدية والفكرية وبشكل مستمر، وإذا كان من السهل التعرف على أمراض الأطفال المنتشرة، فمن الصعب  الكشف عن اضطرابات التطور والنمو، فلا يوجد طفلان ينموان بنفس السرعة، والوالدان يستطيعان أن يأخذان من هذه الدلالات العمرية مقياس لإصدار الأحكام على تطور الطفل ومعرفة وجود أي انحرافات، ومن ثم طلب المساعدة.

أي أن الطفل يعمل شيئاً ما عند الشهر الثالث مثلاً مما يعني أن الطفل يمكن أن يفعل تلك الأشياء قبل الشهر الثالث أو بعدها بقليل، لذلك فإنه يجب ملاحظة الطفل لمدة شهر كامل عندما يريد الشخص المسؤول الكشف عن قدراته على عمل فعل معين ومحدد، كما يجب أن نتذكر أن وجود الجواب بالنفي؛ لأي من الأسئلة لا يعني أن الطفل لديه اضطرابات في النمو، فأغلب الأطفال قد يمرون بمراحل تتصف بالصعوبة خلال نموهم.

دمج الأطفال المعاقين جسميا وحركيا مع أقرانهم العاديين

1- التدخل المبكر

التدخل المبكر هو تقديم الخدمات من الناحية الطبية والاجتماعية والتربوية للأطفال الذين تكون أعمارهم دون (6) والذين لديهم قابلية لحدوث التأخر الحركي أو المعرفي في أحد المجالات، المجال الحركي والمجال اللغوي وصعوبات التعلم مجال العناية بالذات ويبدأ تعليم الطفل الأطفال العاديين  في سن السادسة تقريباً، ولكن الأطفال ذوي الشلل الدماغي يتطلب وضعهم تعليم وتدريب في سن مبكرة جداً، وقد تبدأ بعد الولادة مباشرة.

التعرف على الطفل والتعامل معه الوالدين والعائلة يستطيعون بناء الطريق للتعامل مع هذا الطفل، بمعرفة قدراته والتعامل في حدودها، وعدم طلب منه ما يفوق قدراته فتلك لها انعكاسات سلبية، وإن بناء قدراته تعتمد على العائلة التي تستطيع جعله في وضع أفضل بالتدريب والصبر، وأن الحب والحنان جزء مهم لزيادة العلاقة الأسرية القوية.

ويجب تهيئة الطفل ذو الإعاقة لعملية الدمج حيث يحتاج الطفل إلى التدريب الحركي والتعليمي والسلوكي في كل مرحلة من مراحل حياته، وأهمها التدريب على الحركة وبالإضافة إلى التدريب على التواصل والنطق والتدريب على دخول الحمام، والتدريب على العناية بالنفس والتدريب على مهارة الأكل، والمساعدة في المنزل والرياضة بأنواعها.

التقييم التربوي النفسي للمعوقين بدنيا وحركيا

يوجد نسبة غير قليلة من المصابين بالإعاقة البدنية تعاني من إعاقات متعددة، فهؤلاء الأشخاص قد يكون لديهم مشكلات ذات علاقة بالتعلم والقدرات المعرفية، ولذلك هناك احتياجات إلى وجود فريق متعدد التخصصات يقوم بعملية القياس والتقويم والكشف عن قدرات الأفراد وبيان نقاط الضعف في أداء الفرد، وإبلاغ المعلومات إلى أولياء الأمور والمعلمين حول الاحتياجات الخاصة لهؤلاء الأفراد.

فيما يتعلق بالأداء الأكاديمي، والاحتياجات التربوية الخاصة للأشخاص المعوقين بدنياً، فإن المعلمين يقومون بتلك المهام، كذلك قد يشارك الأخصائيون المعنيين بذلك ويقومون بعملية القياس والتقييم وذلك اعتماداً على طبيعة المشكلة الخاصة، التي يعاني منها الشخص ذو الإعاقة، ويجب أن تركز عملية تقييم الأشخاص ذوي الإعاقات البدنية على العديد من الجوانب ومنها مهارات العناية بالذات ومدى الحركة وبالإضافة إلى الاعتبارات الخاصة التي ينبغي مراعاتها لتلبية الفروق الجسمية وغيرها من الجوانب.

البيئة التعليمية الملائمة لدمج ذوي الإعاقة الحركية

هناك حاجة لتطوير التوقعات العلمية والعملية لما يجب أن تكون عليه البيئة التعليمية لهؤلاء الأطفال وبناءً على ذلك أن البيئة التعليمية لذوي الإعاقة الحركية لها أثر كبير في تكوين اتجاهات إيجابية لهؤلاء الأطفال، وتعتبر خطوة الدمج لذوي الاحتياجات الخاصة حديثة بشكل نسبي ولها تأثير واضح في ظهور المواقف الإيجابية سواء تجاه ذوي الإعاقة أو لدى ذوي الإعاقة اتجاه الآخرين.

إن البيئة الأنسب لهذه الفئة هي الصفوف العادية في المدارس العادية، ولكن عدم جاهزية المباني تقف عائق في دمج الأطفال، مما يؤثر سلبياً في مواصلتهم لتعليمهم.

وفي الختام المكان التربوي لعملية الدمج هو المدرسة حيث أنها بيئة طبيعية مناسبة لذوي الإعاقة الحركية من الجهة التربوية والنفسية والاجتماعية، كما يعتبر الصف العادي هو المكان التعليمي المناسب لتدريس ذوي الإعاقة الحركية مع إجراء التعديلات اللازمة.

المصدر: 1- سليمان ابراهيم. صعوبات الفهم القرائي لذوي المشكلات التعليمية. طبعة الأولى.2013. 2- خولا يحيى وماجدة عبيد. أنشطة للأطفال العاديين لذوي الاحتياجات الخاصة. دار المسيرة: عمان. الطبعة الأولى 2007. 3- فاروق الروسان. مقدمة الاضطرابات اللغوية.دار الزهراء. الرياض. الطبعة الأولى. 4- مراد عيسى ووليد خليفة وأحمد أحمد وطارق عبد النبي.الكمبيوتر وصعوبات التعلم. دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر. الإسكندرية. الطبعة الأولى 2006.


شارك المقالة: