اقرأ في هذا المقال
- أنواع الصدمات النفسية التي يتعرض لها الأطفال بسبب العنف
- ما هي مراحل الصدمة النفسية التي يتعرض لها الطفل؟
- توصيات للتعامل مع الطفل الذي تعرض لصدمة نفسية نتيجة العنف
عندما يتعرض الأطفال إلى صدمات عنيفة في حياتهم، تتأثر نفسيتهم بشكل كبير إلى درجة عدم قدرتهم على العودة إلى حالة الاتزان التي كانت لديهم قبل تعرضهم للصدمة، وتسبب هذه الصدمات مشاكل نفسية لديهم سواء على المدى القريب أو المدى البعيد، لذلك يجب على الأهل مساعدة الأطفال عند تعرضهم للصدمات والتخفيف عنهم بكافة الطرق.
أنواع الصدمات النفسية التي يتعرض لها الأطفال بسبب العنف:
1- صدمة أولية: وهي صدمة غير متوقعة الحدوث، حيث أنها تحدث بشكل مفاجئ بمعنى أنها تحدث عند حدوث الحادثة.
2- صدمة ثانوية: وهي الصدمة الناتجة عن تعرض الطفل لحادث ما، وهي غير مفاجئة، حيث أنها تحدث بعد مرور وقت عن الصدمة الأولية وتكون أكثر ضرر من الصدمة الأولية على الطفل من الناحية النفسية، لأنه الطفل يسترجع ذكريات اللحظات الصعبة التي مر بها عند رؤية حالات تشبه لحالته.
ما هي مراحل الصدمة النفسية التي يتعرض لها الطفل؟
بعد أن يتعرض الطفل لحادث يمر بمراحل متعددة وهي:
1- مرحلة الكُمون: ويكون الطفل في هذه المرحلة في صدمة نفسية وعدم قدرته على تصديق ما حدث معه، ويكون تركيز الطفل مشتت وضائع وخائف يسترجع الذكريات البشعة التي مرّ بها، قد تستمر الصدمة عدة ساعات، وقد تمتد إلى أسابيع أو أشهر واحتمال سنوات أيضاً، وذلك حسب شدة هذه الصدمة ومدى تحمل الطفل لها، وخلال هذه المرحلة يجب على أسرة الطفل تشجيع الطفل على تفريغ كافة المشاعر المكبوتة لديه، والإصغاء له، وعندما يبدأ الطفل بالتحدث عن الحادثة هذا مؤشر هام على بداية سيطرة الطفل على هذه الصدمة النفسية.
2- مرحلة متلازمة التكرار: حيث يقوم الطفل في هذه المرحلة باستحضار الحادث الذي كان السبب في تكوين الصدمة النفسية لديه، وذلك يظهر في الكوابيس الليلية المرعبة، وللتقليل من هذه الحالة ننصح دائماً المشرفين على حالة الطفل بان يكونوا منتبهين لاحتمالية دخول الطفل في غيبوبه حادة قد تؤثر في التشخيص السليم، واستخدام الحبوب المهدئة هي أفضل الحلول المؤقتة لهذه الحالة، متلازمة التكرار هي نوع من الإنكار للحادث العنيف، ومحاولة مواجهته مرة أخرى لتجاوز هذه الصدمة.
3- مرحلة إعادة تنظيم الشخصية: بعد تعرض الطفل للصدمة النفسية يحدث اختلاف في طبيعة شخصية الطفل، فيتغير روتينه اليومي وسلوكياته والطريقة التي يتعامل بها مع الأشخاص المحيطين به، يصبح الطفل بعد الصدمة دائم البحث عن الاستقلالية بسبب عدم شعوره بالأمان، يجب على الأخصائي الذي يتابع حالة الطفل مساعدة الطفل وإشعار الطفل بالأمان ومتابعته باستمرار حتى يستطيع الطفل تجاوز ما مرّ به.
توصيات للتعامل مع الطفل الذي تعرض لصدمة نفسية نتيجة العنف:
1- يجب على الأب والأم عدم إظهار الخلافات والمشاكل التي تقع بينهم أمام الأطفال، لأن هذه الخلافات تؤثر بشكل كبير على نفسية الأطفال وتسبب لهم العقد النفسية على المدى البعيد.
2- يجب على الأب والأم عدم استخدام الطرق الخاطئة في التنشئة الاجتماعية مثل العقاب والتهديد وغيرها من الطرق التي تؤثر على سلوك الأطفال وتؤدي في معظم الأوقات إلى انحرافهم.
3- عدم التمييز بين البنات والأولاد في أساليب التعامل، وإعطاء كل شخص في العائلة المكانة التي تتناسب مع جنسه وسنهِ والنظر إلى الجنس لا على أساس التفرقة وإنما على أساس المساواة، مما يؤدي إلى تكوين علاقات عائلية متينة وقوية أساسها المودة والتسامح والاندماج.
4- يجب أن يكون هناك تعاون مشترك بين العائلة وكافة المؤسسات الاجتماعية، كالحضانة والمدارس وغيرها من المؤسسات الاجتماعية، في العمل على تفسير النتائج السلبية لبعض المبادئ الدخيلة على مجتمعنا ومحاولة ترسيخ العادات السامية والنبيلة المعبرة عن طبيعة وواقع مجتمعنا والمتمثلة باحترام الأسرة وطاعتها ومحبتها والتعاون بين أفرادها.
5- جذب انتباه الأفراد الذين يعملون في المؤسسات الإعلامية في تسليط الضوء على مظاهر الإرهاب أو العنف أو الجريمة والعمل على محاربتها إعلامياً، وبث البرامج الثقافية والتعليمية والترفيهية وغيرها من البرامج الهادفة التي تعكس آثارها الإيجابية على الأطفال وتغرس قيم المحبة والتعاون والتسامح بينهم.
6- يجب على المؤسسات التي تهتم بحقوق الأطفال الذين يتعرضون للعنف، عمل دراسات مقارنة بين الأحداث الذكور والإناث لمعرفة العوامل المؤدية لظاهرة العنف.
7- يجب على المؤسسات التي تهتم بحقوق الطفل إجراء دراسة ميدانية عن الصدمة النفسية للعنف المجتمعي.
8- القيام بدراسات ميدانية عن دور مؤسسات الإعلام والتقليل من ظاهرة العنف ضد الأطفال والقضاء عليها إن أمكن.
9- عقد ورشات عمل، ومحاضرات وندوات لتبادل الآراء والخبرات حول ظاهرة العنف ضد الأطفال.