اقرأ في هذا المقال
- دور الطفل ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة في عملية الإرشاد
- مقارنة بين الإرشاد المقتضب والإرشاد المطول لذوي الاضطراب السلوكي
من المهم أن يكون للوالدين دوراً في عملية الإرشاد؛ وذلك من أجل مساعدة الطفل المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، حيث أن الدور الذي يؤديه الطفل يتفاوت بناءً على مستواه التطوري ودرجة الاندفاعية التي تكون لدى الطفل ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.
دور الطفل ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة في عملية الإرشاد
عند التحدث عن الأطفال من مختلف الفئات العمرية، يجب أن يلجأ الاختصاصيون إلى تحديد الاهتمامات الرئيسة لكل طفل من ذوي اصطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وبالإضافة إلى ووجهات نظره تجاه المشكلات، والمعززات المحتملة للسلوكيات المرغوبة والهموم الوجدانية للطفل.
إذ قد يحس أطفال ما قبل المدرسة وأطفال المرحلة الابتدائية وخصوصاً الاندفاعيون منهم بالضجر والضيق سريعاً جراء الإرشاد الكلامي، حيث أن الاختصاصين مطالبين بأن يقوموا بجمع المعلومات منهم بشكل كافي.
ويجب على الاختصاصي في مثل هذه الحالات أن يشرك الأطفال ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لفترات قصيرة من الوقت، بحيث يقدم لهم ألعاباً ممتعة وملائمة كي يلعبوا بها بينما يعمل الاختصاصي مع الوالدين ومع تطور الأطفال، تنمو مقدرتهم على استمرار الانتباه وعلى استيعاب الخبرات التي يمرون، بحيث يتمكنون من تولي دوراً أكثر أهمية في التخطيط للاستراتيجيات السلوكية، ومع بلوغ الأطفال مرحلة المراهقة، فمن المهم أن يكون لهم دور ناشط في تحديد أهداف التدخل العلاجي واستراتيجياته.
وفي الواقع يرجح كثيراً من قبل العديد من المهتمين في هذا المجال، أن يقاوم المراهقون جهود الوالدين لمساعدتهم إذا ما تم تجاهل مشاركتهم، ويعتمد دور الطفل ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة في الإرشاد أيضاً على مستوى فهم مشكلات الطفل.
إذ يشعر بعض الأطفال المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة بالقلق أو الاكتئاب تجاه مشكلات الأسرة والمدرسة والأقران، وإضافة إلى ذلك يواجه بعض الأطفال مشاكل انفعالية ذات صلة بممارسات أسرية مؤذية لهم.
وفي حالة مواجهة الأطفال ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لمشكلات انفعالية، يجب على الاختصاصيين أن يفهموا تلك المشكلات ويقدموا الدعم لهم، وهذا وغالباً ما يصبح الأطفال الاندفاعيون الصغار هادئين نسبياً حتى ولو كان ذلك لفترات قصيرة لدى مناقشة مشكلات مزعجة وجدانياً بالنسبة إليهم، ومن هنا فإن إتاحة فرص للأطفال للكشف عن همومهم وتلقي دعم وجداني ضمن إطار المعالجة باللعب لفترات قصيرة قد يكون مفيداً مع بعض الحالات أيضاً.
وفي حين أن المعالجة باللعب لا تعتبر عموماً استراتيجية مفيدة للتعامل مع المشكلات السلوكية للأطفال المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، فبالإمكان أن يكون هذا الشكل من العلاج مفيداً في حالة المشكلات الانفعالية للأطفال صغار السن المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.
مقارنة بين الإرشاد المقتضب والإرشاد المطول لذوي الاضطراب السلوكي
يعتمد تقرير حاجة الطفل أو أسرهم على الإرشاد المقتضب أو الإرشاد المطول على عدة عوامل، بما في ذلك مستوى الصعوبات الوظيفية التي يواجهها الطفل ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، ونوعية التفاعل بين الوالدين والطفل ذو الاضطراب، ومستوى مهارة الوالدين وشدة الضغط الذي تعاني الأسرة منه، وقد يتمكن الاختصاصي في بيئات الرعاية الأولية من تقديم عناية كافية بهموم الطفل والأسرة في العديد من المواقف.
وتكون فيها مشكلات الطفل ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة بسيطة إلى متوسطة، وتتصل بجانب أو اثنين من المشكلة من مثل مجادلة الوالدين أو التشاجر مع أخ أصغر سناً أو عدم القيام بالواجبات المنزلية، وانخراط الوالدان والطفل في إقامة علاقات داعمة ومعززة مشتركة، وامتلاك الوالدان مستوى عادياً على الأقل من مهارة الرعاية الأبوية، وبالإضافة إلى أنهم لا يعانيان من أية ضغوطات أسرية غير عادية أخرى.
في مثل هذه الحالات قد يكتفي الاختصاصي فقط من عقد جلسات إرشاد قصيرة لحل المشكلات الرئيسة، بحيث يتمكن الاختصاصي من خلالها تقديم الدعم والمعلومات عن اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، كما يستطيع التعاون مع الوالدين والطفل لتطوير استراتيجيات إدارة سلوك، وقد لا تتمكن العديد من الأسر التي تواجه اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة من تلبية احتياجاتها عبر الإرشاد المقتضب.
وفي هذه الحالة ينبغي على مقدم الرعاية الأولية أن يحيل الأسرة إلى اختصاصيين في المعالجة السلوكية الأسرية، بينما تتضح له الحاجة لإرشاد مطول التحويل إلى اختصاصي معالجة المشكلات الزوجية ومشكلات الراشدين في بعض الحالات، فعلى سبيل المثال، غالباً ما يكون الوالدان اللذان يعانيان من مشكلات زوجية كبيرة يعانيان أيضاً من مشكلات في التعاون سوية لتطوير استراتيجيات تدخل علاجي فعالة لأطفالهم وتنفيذها.
ويضاف إلى ذلك أن الأبحاث بينت أن المرض النفسي الذي يعاني منه الوالدان، من مثل كآبة الأم أو السلوك الأبوي العدائي، وعزلة الأم عن الأسرة والأصدقاء القادرين على تقديم الدعم الوجداني، وكذلك الحرمان الاجتماعي الاقتصادي، كلها مؤشرات تدل على الفشل في الاستجابة للإرشاد الموجه سلوكياً ومن هنا وقبل تقديم الإرشاد يجب أن يكشف الاختصاصي عن أية عوامل ضغط أسرية قد يكون لها تأثير على فعالية التدخل السلوكي.
ومن المفيد إجراء مقابلة مع الوالدين للكشف عن مشكلات أسرية قد يكون لها تأثير على سير عملية الإرشاد، وإضافة إلى ذلك تم تطوير مقاييس تقدير للمساعدة في كشف عن متغيرات الضغط الأسري، وفي الأسر التي يعاني فيها الآباء من مشكلات بسيطة تتعلق بالتفاعل الزوجي أو التكيف الزوجي في حياتهم، غالباً ما يكون بالإمكان معالجة هذه المشكلات ضمن إطار الإرشاد المطول، وذلك بتوظيف العديد من الاستراتيجيات التي لها علاقة.
وغير أنه عندما يعاني الوالدان من مشكلات زوجية أو مشكلات راشدين تتراوح بين المتوسطة إلى الشديدة، فقد يوصى بالإحالة إلى اختصاصي المعالجة الأسرية والزوجية، أو إلى اخصائي متخصص في المعالجة
الكشف النفسية للراشدين.
ويمكن القول أن الرعاية الأبوية لطفل مصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة تحدياً ومن هنا، يجب أن يكون الاختصاصيون مصدراً للمعلومات والفهم والدعم لهؤلاء الوالدين، وعندما تتوافر علاقة داعمة بين والوالدين والطفل، فغالباً يؤدي الإرشاد المقتضب إلى تحسن كبير في سلوك الطفل ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.
وفي الختام بشرط أن يتضمن الإرشاد المقتضب تحديد طرق الحيلولة دون التعزيز غير المقصود لسلوكيات مشكلة، وتعليم الأسر استراتيجيات التعزيز الإيجابي والاستجابة الإيجابية، أما في حالة وجود عوامل ضغط أسرية شديدة، وكذلك لدى معاناة الوالدين أو الأطفال من صعوبات في العمل معاً، فتدعو الحاجة إلى ممارسة الإرشاد طويل الأمد من أجل علاج الأطفال ذي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.