دور برامج تأهيل المعلمين وتدريبهم للعمل مع الطلبة الموهوبين والمتفوقين:
تشكل برامج تأهيل المعلمين وتدريبهم للعمل مع الطالب الموهوب والمتفوق عنصر مهم في الترتيب الفعال لرعاية هذه الفئة، وقد تم الإشارة إلى إجماع الخبراء على أن المعلم هو حجر الأساس في نجاح أي برنامج الرعاية الطلبة الموهوبين والمتفوقين، وأن المعلم الناجح في تعليم الموهوب والمتفوق، ولا بد أن يكون لديه العديد من السمات الشخصية والكفايات المهنية الأزمة التي يمكن لبرامج التأهيل والتدريب ذكرها وتطويرها من الناحيتين النظرية والعملية.
وإذا أمعنا النظر إلى برامج تأهيل المعلمين وحيث يتم التدريب على مستوى البيئة المحيطة، فإننا لا نجد أي مؤشر يعكس اهتمام خاص لدى القيادات التربوية أو متخذي القرار أو مؤسسات التعليم العالي من حيث تجهيز المدرسين أو مرشدين تربويين أو تأهيلهم للعمل مع الطلبة الموهوبين والمتفوقين في مؤسسات التعليم العام.
وقد يجد العلماء بعض المواد الجامعية التي تقدمها الكليات في مجال تعليم الموهوب والمتفوق خلال الخطط الدراسية في تخصص علم النفس التربوي أو التربية الخاصة أو الإرشاد، ولكنها لا تشبه في نهاية الأمر البرنامج التربوي المتكامل لتأهيل معلمين لهؤلاء الطلبة، ومن الأمثلة على هذه المقررات المتناثرة نجد ما يأتي مدخل إلى تربية الموهوبين والمتفوقين وبرامج الموهوبين والمتفوقين.
وأيضاً الطفل الموهوب والمتخلف، ورعاية الفئات الخاصة، والفروق الفردية والقياس التربوي، وأما برامج التدريب أثناء الخدمة التي تكون تحت أشراف كليات التربية وغيرها، فإنها لا تتكون من أي عنصر يتعلق بتعلم الطلبة الموهوبين والمتفوقين، وعلى الرغم من تعدد البرامج التدريبية التي تقام للمعلمين في معظم المجتمعات، إلا أنها من حيث الأهداف والمحتوى لا تتعدى حدود الثقافة التربوية العامة أو الثقافة الأكاديمية في الموضوعات الدراسة.
وهي في مجملها لا تبنى على احتياجات المعلمين والمتعلمين، وتفتقر للتخطيط الفعال والتقييم العلمي في ضوء الأداء والأهداف الموضوعة، وإذا كان الدخول إلى مهنة التعليم سهلاً بالمقارنة مع المهن الأخرى كالطب والصيدلة و هندسة، فإن الاستمرار فيها حتى بلوغ سن التقاعد أسهل بكثير مهما كان مستوى الأداء.
ويتكون برامج التأهيل والتدريب من عنصرين أساسين هما دراسة مواد جامعية نظرية في درجة البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراة، وتدريبات ميدانية أو تطبيقات عملية تغطي جانب العمل في برامج تعليم الموهوب والمتفوق، وقد تأخذ برامج التأهيل والتدريب أشكالاً عديدة من أهمها دراسات نظرية وتطبيقات تعمل على الحصول على مستوى جامعي في تخصص معين قبل الالتحاق بالعمل في برامج تعليم الموهوبين والمتفوقين.
وأيضاً بحوث نظرية وتطبيقات عملية من أجل الحصول على فئة جامعية أو إجازة التعليم في برامج تعليم الموهوب والمتفوق أثناء الخدمة، ودورات تدريبية أو مشاغل أو مؤتمرات علمية متخصصة تعقد لمدة زمنية قصيرة؛ بهدف الاستفادة من الخبرات وملاحظة المستجدات أو رفع قدرات فئة معينة من فئات ذات العلاقة بالموهوبين والمتفوقين، وتعليمهم من أكاديميين أو معلمين مرشدين وإداريين وأولياء أمور.
وفي دراسة مسحية أخرى أجراها الباحثان (كارنس و ویرتون) وجد أنها إحدى شروط الحصول على شهادة جامعية متخصصة أو إجازة تعليم للعمل في برامج الطلبة الموهوبين والمتفوقين، وتختلف متطلبات الحصول على إجازة التعليم هذه من منطقة إلى أخرى ولكنها لا تقل في معظم المناطق عن دراسة مقررات جامعية بواقع (12) ساعة معتمدة بالإضافة إلى التدريب العملي.
وهناك مجموعة كبيرة من البحوث التي نفذت للكشف على تأثير البرامج التأهيل والتدريب في فاعلية معلمي الطالب الموهوب والمتفوق، ولتنفيذ المتطلبات المهنية لبرامج التدريب التي تقدم من قبل المؤسسات التعليمة العليا للعاملين أو الذين يخططون للعمل في برامج تعليم الموهوب و المتفوق.
وتدل المخرجات التي توصلت إليه العديد من البحوث في مقارنة بين الأداء الصفي للمدرسين المدربين والمدرسين غير المدربين أو مدرسين الفصول العادية إلى وجود فروق فردية بالنسبة العدد من المتغيرات المهمة في عملية التعليم والتعلم، وعلى سبيل المثال فقد قامت الباحثة (سيلفرمان 1980 ,Silverminal) بإجراء مقارنة بين معلمين خبراء في تعليم الموهوبين والمتفوقين ومعلمين مبتدئين عن طريق الملاحظة المباشرة لاستراتيجيات التعليم التي يستخدمونها وتحليلها.
وكان من أهم المهارات أو السلوكات التي تميز بها المعلمون الخبراء ما يأتي يقدمون قدر أقل من المعلومات، ويهيئون عدد أكبر من المواقف التي تستدعي التفكير والتعلم من جانب الطلبة أنفسهم، ويوجهون عدد أكبر من أسئلة التفكير المتمايز، ويطالبون الطلبة بتدعيهم إجاباتهم بالأدلة والبراهين.
