دور علم النفس في تكوين الشخصية

اقرأ في هذا المقال


دور علم النفس في تكوين الشخصية:

في مجال علم النفس، تمت دراسة الشخصية لسنوات عديدة، حيث أجرى علماء النفس أبحاثًا في هذا المجال من خلال الانخراط في التجارب ودراسات الحالة والبحوث المبلغ عنها ذاتيًا والأبحاث السريرية، وفي وقت مبكر من منتصف القرن الثامن عشر، بدأ الباحثين في إجراء تقييمات ومحاولة معرفة المزيد عن الشخصية.

يشمل تكوين الشخصية البناء الديناميكي وتفكيك الخصائص التكاملية التي تميز الفرد من حيث السمات السلوكية الشخصية، حيث أن تكوين الشخصية متغير باستمرار وتخضع لعوامل سياقية وتجارب تغير الحياة، وتكوين الشخصية هي أيضا أبعاد في الوصف وذاتية في الطبيعة.

يمكن النظر إلى تكوين الشخصية على أنها سلسلة متصلة تتفاوت في درجات الشدة والتغيير بين الأشخاص، ويعتبر مفهوم تكوين الشخصية مفهوم ذاتي بطبيعته؛ لأن تصوره متجذر في المعايير الاجتماعية للسلوك المتوقع والتعبير عن الذات والنمو الشخصي، ويمكننا التطرق لدور علم النفس في تكوين الشخصية من خلال ما يلي:

علم النفس البيولوجي في تكوين الشخصية:

في علم النفس البيولوجي يُعتقد أن تكوين الشخصية يحكمه في المقام الأول النضج البيولوجي للفرد، حتى التأثيرات البيئية على التنمية يُنظر إليها على أنها تخضع إلى حد كبير لتأثير التصرفات والخصائص القائمة على أساس بيولوجي، حيث يجادل علماء النفس البيولوجي بأن العوامل البيئية لا تلعب دورًا مهمًا في تطوير الفروق الفردية  في تكوين الشخصية.

ينظر علماء النفس البيولوجي في تكوين الشخصية بأنها لا ترتبط بالبيئات المتعددة إلا إذا كانت هناك بيئة مثالية بشكل عالي، حيث تركز على وصف الفروق الفردية بأنها اختلافات في المزاج والأسس الجينية، وقد تثير جوانب سلوك الفرد النابعة من بيولوجيته باستمرار أنواعًا معينة من السلوك لدى الآخرين، مثل تجاهل الطفل الخجول في السياقات الاجتماعية.

جميع الاختلافات القائمة على أساس بيولوجي، والتي تشكل في بعض النواحي التجارب البيئية للفرد وإصدار السلوكيات، تؤدي إلى تأثيرات بيئية فريدة على تكوين الشخصية تتناسب مع بيولوجيا الفرد، وبالتالي، من منظور بيولوجي، فإن البيولوجيا الفريدة للفرد تؤثر على البيئة وبالتالي تحيز كيف تؤثر البيئة على تكوين الشخصية.

علم نفس الشخصية في تكوين الشخصية:

يعتبر علم نفس الشخصية مجال يتصف بالثبات والمصداقية من حيث دوره في تكوين الشخصية، حيث يقوم على وصف هذه الشخصية وتمييزها من خلال التطرق للعوامل الكبرى للشخصية، وذلك بالاطلاع على الصفات التي يتسم بها كل فرد وما يقابلها من وصف وعامل كبير للشخصية

.

يشير تكوين الشخصية من خلال هذا المجال إلى تعزيز شخصية الفرد حتى يتمكن من الوقوف بعيدًا عن البقية ووضع علامة خاصة به، بحيث يعتبر الفرد الذي يتمتع بشخصية مرضية يحظى باحترام وتقدير الجميع، وقادر على التعامل مع جميع الأشخاص من المستويات المختلفة.

التحليل النفسي لفرويد في تكوين الشخصية:

وفقًا لمنهج التحليل النفسي لفرويد في تكوين الشخصية، هناك عاملان أساسيان يدفعان الفرد ويساعدان في تكوين شخصيته، هذان المحركان الأساسيان هما الحب والعدوانية التي لها تأثير مباشر على ما يفعله الفرد ويفكره، وفقًا لفرويد، فإن الحب والعدوان لهما سيطرة مباشرة على عقولنا وأفكارنا.

أشار فرويد إلى الحب والعدوان بأنها صفات تتكون من خلال قدرة الفرد والبيئة المحيطة به على تحقيق الحاجات ومنع الألم، فيصف فرويد الحب بأنه غريزة الفرد للبقاء على قيد الحياة، في حين أن العدوان يؤدي  إلى الموت والفشل، ومنها يتطرق التحليل النفسي إلى تحقيق الحاجات والرغبات الشخصية للفرد تحدد وتكون شخصيته بشكل عام ومختلف بين الأفراد.

أهم المؤثرات على تكوين الشخصية في علم النفس:

لا يمكن أن يتم بناء وتكوين أي شخصية، بدون أن يكون هناك مؤثرات إيجابية وسلبية تشارك في هذه العملية، حيث تتمثل أهم المؤثرات على تكوين الشخصية في علم النفس من خلال ما يلي:

1- الوراثة:

تشير الوراثة إلى التأثيرات على شخصية الفرد التي ولد بها، حيث أنها موجودة في جينات كل شخص وليس هناك الكثير مما يمكن فعله لتغيير هذه السمات، ويمكن أن تشمل مزاج الشخص، مما يساعد على تحديد كيفية تفاعله مع المواقف ومدى الرضا عند الأطفال، وقد يؤثر ذلك على مدى انسجامهم مع الآخرين، وهو يحدد أيضًا كيف يبدو الشخص.

2- البيئة:

بيئتنا هي الجانب الراعي في حياتنا، حيث أنها هي المكان الذي نعيش وننمو فيه، وقد تشمل البيئة المنزل أو المدرسة أو العمل أو الأماكن الأخرى التي نقضي فيها كثيرًا من الوقت، حيث تشمل العوامل البيئية أيضًا أشياء مثل اللغات والدين وما إلى ذلك والتي تؤثر على تكوين الشخصية وكيفية التناسق والتكيف مع المجتمع.

3- المواقف:

تعبر المواقف عن جميع التجارب التي يمر بها كل فرد، وهذه التجارب ستترك الأشياء المختلفة التي يختبرها الناس بصمات وتساعد على تكوين شخصية كل فرد منهم، كل شيء مثل الزواج والموت والصدمات وحتى الأوقات السعيدة يندرج ضمن فئة المواقف والتجارب لتشكيل شخصية المرء.


شارك المقالة: