دور وسائل التواصل الاجتماعي في تفاقم العنف النفسي

اقرأ في هذا المقال


لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي قد غزت حياتنا بشكلٍ لا يمكن تجاهله، فقد أصبحت هذه الوسائل جزءًا لا يتجزأ من روتيننا اليومي، حيث نستخدمها للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، مشاركة الأحداث والصور، والتعبير عن آرائنا. ومع ذلك، يجب أن نكون واعين للجانب المظلم الذي يمكن أن تؤدي إليه وسائل التواصل الاجتماعي، ومن بين تلك الآثار السلبية تفاقم العنف النفسي.

التأثير السلبي للتعرض المستمر للمحتوى العنيف على وسائل التواصل

تعرض مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مستمر لمحتوى عنيف يمكن أن يؤثر على صحتهم النفسية.

فعندما يتعرض الأفراد لصور أو فيديوهات تحتوي على عنف جسدي أو نفسي، قد يتأثرون بشكل سلبي على مستوى الراحة النفسية.

فهذا التعرض المتكرر يمكن أن يؤدي إلى زيادة مشاعر القلق، الاكتئاب، والتوتر، وبالتالي تفاقم العنف النفسي الذي يمكن أن يمارسه الفرد على نفسه أو على الآخرين.

زيادة التنمر والتحريض على وسائل التواصل

من السهل أن ينتشر التنمر والتحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سريع وواسع. يمكن للأفراد أن يستغلوا النشر السريع والسهولة في الوصول إلى الآخرين لمهاجمتهم أو التحريض عليهم. هذا التصرف السلبي يمكن أن يؤدي إلى تكوين دوائر مفرغة من التفاهم والتعاطف، مما يزيد من انعدام الأمان النفسي للأفراد المتأثرين.

انعكاس الصورة الخاطئة للذات على وسائل التواصل

يُعد انعكاس الصورة الخاطئة للذات أحد التحديات التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم العنف النفسي.

فعلى وسائل التواصل، يمكن للأفراد تعديل وتزيين حياتهم وجعلها تبدو أفضل مما هي عليه في الواقع. وهذا قد يؤدي إلى شعور بعدم الرضا بالذات والمقارنة المستمرة مع الآخرين، مما يزيد من مشاعر الإحباط والضغط النفسي.

انعكاس الضغوط الاجتماعية والتوقعات الزائفة

وسائل التواصل الاجتماعي قد تُفرض ضغوطًا اجتماعية على الأفراد لتحقيق التوقعات الزائفة للكمال والنجاح.

يمكن للصور والمنشورات المتحفّظة عن الجوانب السلبية أن تخلق صورة غير واقعية عن الحياة، مما يؤدي إلى شعور بالفشل وعدم القدرة على المواكبة، هذا الضغط يمكن أن يسهم في تفاقم العنف النفسي الذي يستنزف الصحة النفسية.

على الرغم من الفوائد العديدة التي تقدمها وسائل التواصل الاجتماعي، يجب أن نكون حذرين من الآثار السلبية التي يمكن أن تنشأ عن استخدامها بشكل غير مسؤول.

المصدر: "العنف اللفظي: فهمه والتغلب عليه"، للدكتور أحمد العربي."كيف تتعامل مع العنف اللفظي في العلاقات الشخصية والعمل"، للدكتورة سلمى الخضيري."تجاوز العنف اللفظي: كيف تحافظ على هدوئك في زمن الكلام العدائي"، للدكتورة لورا ماركس."العنف اللفظي وآثاره النفسية والاجتماعية"، للدكتور جمال الدين الحسيني.


شارك المقالة: