صعوبات الفهم القرائي لدى المتأخرين دراسيا

اقرأ في هذا المقال


تُعد مشكلة التأخر الدراسي من أكثر اضطرابات التعلم تعقيداً، نتيجة لتعدد الأسباب والعوامل المؤثرة والتي تكون مصاحبة لها وهذه العوامل والأسباب أدت إلى ازدياد الاهتمام بهذه الفئة من قبل المعنيين بالتربية وعلم النفس، فلا يكاد يخلو منها فصل أو مدرسة أو منزل، الأمر الذي يعكس أثره على جميع المؤتمرات والمقابلات العلمية والبحثية في مجال التربية وعلم النفس.

مفهوم التأخر الدراسي

هو تحصيل أقل من المتوسط حيث يكون أداء الطالب دون المتوسط، وعلماء النفس وضعوا تعريفات مختلفة كل منهم على حدا، والتعريف الشائع هو حالة من الاضطراب أو تأخر أو تدني في التحصيل لأسباب عقلية أو جسدية أو اجتماعية، بالتالي تكون نسبة التحصيل منخفضة إلى ما دون المستوى الطبيعي بأكثر من انحرافين سالبين.

صعوبات الفهم القرائي لدى المتأخرين دراسيا

قد نرى صعوبات الفهم القرائي في الصفوف الدراسية وخاصة في المرحلة الابتدائية، فقد نجد في بعض الفصول الدراسية طالباً أو أكثر يسببون الإزعاج والمتاعب للمعلمين، فيبدو عليهم صعوبة التعلم ويرافقها بطء في الفهم وعدم القدرة على التركيز وغيرها، وأحياناً يصل بعض الأطفال إلى ما يسمى بشرود الذهن وربما يكون الأمر أكبر من اضطراب انفعالي، وأيضاً من المحتمل أن يكون الأهل أحد المسببات لهذا الاضطراب وما يصاحبها من عوامل سلبية تدفع بالمتعلم إلى الإحباط والانطواء.

وعندما يتوجه التلميذ ذو التأخر الدراسي إلى البيئة المدرسة من أجل إيجاد منفذ آخر لبدء حياة جديدة، وهذا يؤدي إلى ضياع العملية التربية والتعليم؛ بسبب ظهور اضطرابات كبيرة تضيع حياته ومستقبل المتعلم بكافة أبعاد المشكلة، وهذا يطلق عليه بالتأخر الدراسي، والتأخر الدراسي اضطراب كبيرة يجب إيجاد حل لها حلها،  حيث أنها تعد من المشكلات التي تكون مقدرة الأبعاد.

حيث ترجع هذه المشكلات إلى أسباب نفسية وتربوية وفي بعض الأحيان ترجع لأسباب اجتماعية، تعد مشكلة التأخر الدراسي من المشكلات التي لاقت اهتمام كبير بين المربين والأهالي والتلاميذ باعتبارهم السبب الرئيسي لإعاقة النمو  والتطور للحياة، ولكي نكشف عن حل هذه المشكلة يجب الكشف عن الأنواع والأبعاد والأسباب.

أسباب التأخر الدراسي

1- الأسباب العقلية والإدراكية

من الناحية الذهنية إن معظم التلاميذ في الصفوف الابتدائية متوسطين في الذكاء، وقليل منهم فوق المتوسط، ودائماً ما يكونوا في مقدمة الفصل، وعدد آخر متأخرين وتبلغ نسبتهم تقريباً (10%) من إجمالي المتعلمين، أما من الناحية الإدراكية فنجد أن بعض التلاميذ ضعاف في الأبصار، وقد يظل بعضهم بعد علاج الضعف بالنظارة الطبية ضعيف البصر، كما أن الضعف في التذكر البصري يكون عائق اتجاه النمو التعليمي كذلك الضعف السمعي.

2- الأسباب الجسمية

ضعف الصحة العامة وسوء التغذية وضعف البدن في مقاومة الأمراض، يؤدي إلى مشكلات في الذهن وعدم القدرة على تركيز الانتباه والتغيب المتكرر عن المدرسة، وهذا يؤثر على التحصيل الدراسي، فقد يفوت التلميذ عدد من الدروس مما يؤثر في تحصيله البنائي للمادة الدراسية، بالذات في المواد التي تكون متكاملة البناء مثل الرياضيات.

3- الأسباب الانفعالية

يوجد العديد من العوامل الانفعالية التي تعيق التلاميذ الأصحاء والأذكياء في المدرسة وفقاً لمستواهم، يجد الطفل القلق صعوبة في مواجهة المواقف والمشكلات الجديدة، وقد يكون قلق الأطفال؛ بسبب تعرضهم لأنواع من النزاعات الأسرية أو الصراعات النفسية  الداخلية، ومهما كانت فقد يجد الطفل في المدرسة بيئة مهددة، وبشكل خاصة إذا تولى المدرس منصب المعاقب، ولا يؤدي وظيفته كمرشد للتلاميذ ومعين لهم لتجاوز الصعوبات المدرسية.

وقد يجد بعض التلاميذ في دروس الضرب والقسمة مثلاً مصادراً للقلق، وقد يؤدي ذلك إلى تشتت انتباههم و بالتالي لا يتمكنوا من متابعة التعليمات، بالتالي يزداد تأخرهم ويزيد قلقهم ويكون التلاميذ في هذه الحالة يدور في حلقة مفرغة، وعلاقة التلميذ بالمدرس ما هي إلا امتداد لعلاقته بأهله، فإذا كانت هذه العلاقة تتصف بالسوء فقد تنعكس كذلك على العلاقة بين المدرس والتلميذ، فيجد المدرس صعوبة في اكتساب ثقة التلميذ وتعاونه.

وقد لا يبلغ بعض التلاميذ درجة النضج الانفعالي التي تلائم التحاقه بالمدرسة، وأيضاً الكشف عن العلاقة التي ترتبط باعتماد الأطفال الذين يتم تقديم لهم الحماية الزائدة والمبالغة فيها، حيث تعد بمثابة عائق لنموهم ويصعب عليهم الحياة المدرسية؛ لأنها تتطلب بذل الجهد والتوافق.

4- الأسباب اللغوية

إن الضعف في أي من جوانب اللغة الاستماع والكلام والقراءة والكتابة يؤثر على بعضهم البعض، وبالتالي يؤثر في جميع المقررات الدراسية، فالتلميذ الذي لديه صعوبة في الكلام يجد صعوبة في تعلم القراءة لجميع المقررات الدراسية، ومن الممكن أن يكون نقص القدرة في استخدام اللغة في أي مادة من المواد الدراسية راجعاً إلى مصادر ومنها تدني مستوى الذكاء أو مشكلات في الكلام أو البيئة اللغوية التي تفتقر إلى المفردات.

وقد بين البحث العلمي أنه يوجد علاقة بين عيوب الكلام والضعف في القراءة لجميع المواد، وقد يكون سبب عيوب الكلام اضطرابات في أعضاء النطق والتنفس غير المنتظم والمشكلات الانفعالية وضعف السمع، ويجب على المعلم في حال وجود حالة كهذه أن يتم فحص المتعلم فحص طبي، وبالتالي يجب أن يتم علاج الطالب من ناحية كلامه قبل أن يبدأ تعلم القراءة.

كما أن بيئة الطفل تؤثر على تطوره اللغوي لجميع المواد، الدراسية فقد تعمل البيئة المدرسية عائق في النمو اللغوي؛  لأنها لا تزوده بالمهارات اللغوية المختلفة والكافية، وإذا حدث هذا يجب تطوير برنامج لتزويد الطفل بالخبرات الضرورية التي تمكنه من التقدم في تطور اللغة بحيث لا تكون سبب في التأخر الدراسي، ويمكن الكشف عن التلاميذ من خلال مقارنة النسبة التي يحصلون عليها في اختبارات الذكاء اللفظية واختبارات والأداء المصورة.

5- أسباب ترجع إلى المعلم

ومن الاضطرابات المقترحة في تدريس المقررات بالمرحلة الابتدائية حب التلميذ ومدى كرهه لمادة معينة، فمثلاً هناك دراسات تشير إلى أن التلاميذ لا يحبون الرياضيات، لذلك فإن أحد الأدوار المهم للمدرس في هذه المرحلة هو لفت انتباه التلميذ نحو مادة الرياضيات وحبه لدراستها وعدم تنفير منها، ويتكون الموقف اتجاه مادة الرياضيات من الصف الأول، حيث يتكون من الطلاب نحو المدرس والمادة نفسها وقيمتها وأسلوب تدريسها ومدى الاستمتاع بتعلمها.

وفي الختام تتجلى أهمية ظاهرة التأخر الدراسي لدى الأطفال من ارتفاع حجم المتعلمين الذين يظهرون تأخراً دراسياً سواء كان كماً أو نوعياً، كما تتجلى أهمية هذه الظاهرة أيضاً في الآثار السلبية المترتبة عليها، ومنها الضغوط النفسية الناتجة عن الإحساس بالعجز وعدم القدرة على المتابعة، وغيرها من المشاعر التي تنعكس في صورة اضطرابات مختلفة لدى الأطفال.


شارك المقالة: