كيف نضع أنفسنا خارج المقارنة لتحقيق النجاح

اقرأ في هذا المقال


يُعرَف التمايز بأنَّه ما يُميزنا عن الآخرين في مجال معيّن، ممَّن يقدّمون أشياء مُماثلة يُشابه نجاحنا، وحقيقة الأمر أنَّ مجال تمايزنا هو نفسه مجال تفوّقنا الخاص بنا، ومنطقة التفرّد بداخلنا، أي عرض البيع الفريد الذي نقدّمه، إنَّها ما يعطينا ميّزة تنافسية عن الآخرين في المجال الخاص بنا.

المتغير الاستراتيجي في عملنا أو مسارنا المهني هو التمايز، وهو العامل الرئيسي الذي يُحدّد نجاح أغلب أعمال المبيعات، المشاريع، والأعمال الكبرى، ويُحدّد بشكل مبدئي نجاحنا في مسارنا المهني والشخصي.

ما السمة التي تجعلنا متفوقين أكثر من غيرنا

إذا أردنا أنْ نفسّر طريقة وسبب تفوّقنا أكثر من منافسينا، فكلّ ما علينا معرفته هو مقدار ميّزتنا التنافسية، وهل نسير في طريق نجاحنا بشكل تصاعدي أم أنَّنا نعاني من بُطء وتعثّر.

عند قيامنا بالتخطيط الاستراتيجي الشخصي لمسار حياتنا، فلا بدّ وأن نسأل أنفسنا: ما هي المهارات الفريدة التي تجعلنا متفوقين عن أي شخص آخر يقوم بالوظيفة نفسها التي نقوم لها؟ وما المهارات التي سيكون مفيداً لنا اكتسابها؟ وما الخطوات التي نحتاجها لنصبح متفوّقين وناجحين أكثر من غيرنا.

التخطيط الجيّد، والتفكير الإيجابي والتأني، واحترام الوقت، والجهد المبذول، والأمانة والصدق الذاتي من أهم السمات التي يتصّف بها الناجحون.

تأثير المقارنة على النجاح

تؤثر المقارنة سلبياً على الفرد من خلال:

  • التقليل من الثقة بالنفس: عندما نقارن أنفسنا بالآخرين ونشعر بأنهم أكثر نجاحاً أو سعادة، فإننا نقلل من قيمة إنجازاتنا، مما يؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس والشك في قدراتنا.

  • إبطاء التطور الشخصي: الانشغال بما يحققه الآخرون يؤدي إلى تشتيت الانتباه عن أهدافنا الخاصة. نبدأ في التركيز على ما يفعله الآخرون بدلاً من تطوير قدراتنا الخاصة والسعي نحو أهدافنا الشخصية.

  • الحد من الإبداع والابتكار: المقارنة تدفع الأفراد إلى محاولة تكرار نجاحات الآخرين بدلاً من السعي لتحقيق أفكار جديدة. هذا يحد من الابتكار ويمنعهم من اكتشاف هويتهم الفريدة.

  • زيادة مشاعر الإحباط: رؤية الآخرين يحققون نجاحات كبيرة قد يولد مشاعر الإحباط والاستياء، مما يجعل الفرد يشعر بأنه غير قادر على تحقيق النجاح.

كيفية وضع أنفسنا خارج المقارنة لتحقيق النجاح

  • فهم أن كل شخص يمر برحلة مختلفة: لكل شخص رحلته الخاصة في الحياة. بدلاً من مقارنة أنفسنا بالآخرين، يجب أن نتذكر أن النجاح ليس له مسار ثابت. فالبعض قد يحقق النجاح في وقت مبكر، بينما قد يستغرق الآخرون وقتاً أطول للوصول إلى أهدافهم.

  • التركيز على تطوير الذات: بدلًا من التركيز على ما يفعله الآخرون، يجب أن نركز على تحسين أنفسنا بشكل مستمر. يمكن تحقيق ذلك من خلال تطوير المهارات الشخصية والمهنية، وتحقيق الأهداف الشخصية التي تتناسب مع قدراتنا ورغباتنا.

  • تحديد معايير النجاح الشخصية: من الضروري أن نضع معايير نجاح شخصية تستند إلى قيمنا وأهدافنا الخاصة. هذه المعايير يجب أن تكون محددة وواضحة وتعكس ما نرغب في تحقيقه بدلاً من محاكاة نجاحات الآخرين.

  • تجنب وسائل التواصل الاجتماعي: تُعد وسائل التواصل الاجتماعي من أكبر مصادر المقارنة السلبية، حيث يعرض الناس عادةً جوانبهم الإيجابية فقط. من المهم تحديد وقت استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى تجنبها إن أمكن، لتقليل تأثير المقارنة المستمرة.

  • الامتنان لما نملك: بدلاً من التركيز على ما ليس لدينا، يجب أن نمارس الامتنان لما حققناه وما نملكه. هذه الممارسة تساعد في تحسين الرضا الشخصي وتعزز الشعور بالنجاح الداخلي.

  • تقييم الإنجازات الشخصية بمرور الوقت: يمكن أن تساعدنا مراجعة إنجازاتنا السابقة في إدراك التقدم الذي حققناه بالفعل. من المهم أن نقيم تطورنا الشخصي والمهني بمرور الوقت، ونحتفل بكل إنجاز مهما كان صغيراً.

  • التركيز على التقدم لا الكمال: من الضروري فهم أن الكمال ليس هو الهدف، بل التقدم المستمر نحو الأهداف الشخصية. تحقيق النجاح يأتي من العمل المتواصل والتطوير الشخصي، وليس من تحقيق الكمال في كل شيء.

  • التحفيز الذاتي: بدلاً من انتظار الاعتراف أو التقدير من الآخرين، يجب أن نتعلم كيفية تحفيز أنفسنا والاحتفاء بإنجازاتنا الخاصة. هذا يساعد في تعزيز الثقة بالنفس والتوجه نحو تحقيق أهداف أكبر.

  • الاحتفال بالفردية والتميز الشخصي: لكل شخص مجموعة فريدة من المهارات والقدرات التي تميزه عن الآخرين. يجب علينا أن نحتفل بتميزنا ونستثمر في تلك القدرات بدلاً من محاولة التوافق مع معايير الآخرين.

  • التواصل مع الأشخاص الإيجابيين: البيئة المحيطة بنا تلعب دوراً كبيراً في كيفية رؤية أنفسنا. من الضروري أن نحيط أنفسنا بأشخاص إيجابيين يدعموننا ويشجعوننا على تحقيق أهدافنا الخاصة، بدلاً من الأشخاص الذين يدفعوننا للمقارنة المستمرة.

تأثير وضع أنفسنا خارج المقارنة على النجاح

  • تحقيق السلام الداخلي: عندما نتوقف عن مقارنة أنفسنا بالآخرين، نبدأ في الشعور بالسلام الداخلي والرضا عن أنفسنا وعن حياتنا. هذا السلام يتيح لنا التركيز بشكل أكبر على تحسين حياتنا دون ضغوط خارجية.

  • زيادة الثقة بالنفس: بالتوقف عن المقارنة والتركيز على أهدافنا الخاصة، تتزايد الثقة بالنفس لأننا ندرك قيمة ما نحققه ونقدر جهودنا.

  • تعزيز الإبداع والابتكار: عندما نتوقف عن محاولة محاكاة الآخرين، نفتح المجال للإبداع والابتكار في حياتنا المهنية والشخصية. هذا يعزز من فرص النجاح ويساعدنا على تحقيق إنجازات مميزة.

  • الوصول إلى أهدافنا بوضوح: وضع أنفسنا خارج المقارنة يمنحنا وضوحاً في الرؤية ويساعدنا على تحديد أهدافنا بشكل أفضل. مع تركيزنا على تطورنا الخاص، نصبح أكثر قدرة على تحديد الأولويات والعمل على تحقيقها بفعالية.

وضع أنفسنا خارج المقارنة هو خطوة مهمة لتحقيق النجاح الحقيقي، من خلال التركيز على تطوير الذات، وتحديد معايير النجاح الشخصية، وتجنب الضغوط الناتجة عن مقارنة أنفسنا بالآخرين، يمكننا تحقيق السلام الداخلي وتعزيز ثقتنا بأنفسنا، النجاح ليس سباقاً مع الآخرين، بل هو رحلة فردية يجب أن نعيشها وفقاً لقيمنا وأهدافنا الخاصة.


شارك المقالة: