طريقة تفكيرنا هي التي تحدد ما سنكون عليه

اقرأ في هذا المقال


يخبرنا قانون التلازم، بأنَّ عالمنا الخارجي ما هو إلا مرآة لعالمنا الداخلي، فالطريقة التي نفكّر فيها، هي ما تُحدّد شخصيتنا وما سنكونه في المستقبل، أي أنَّه كما نرى أنفسنا، وكما نفكّر بشأن أنفسنا في عقلنا الواعي نكون بالفعل.

ما هو التفكير

التفكير هو عملية عقلية يتم من خلالها تحليل المعلومات، اتخاذ القرارات، وحل المشكلات. إنها الطريقة التي نتعامل بها مع الأفكار والحقائق التي نواجهها في حياتنا اليومية. التفكير ليس مجرد استجابة تلقائية للأحداث، بل هو سلسلة من العمليات المعرفية التي تؤثر على كيفية فهمنا للعالم وكيفية تفاعلنا معه.

التفكير يمكن أن يكون إيجابيًا أو سلبيًا. التفكير الإيجابي يركز على الفرص والإمكانات، بينما التفكير السلبي يركز على العوائق والمخاطر. الطريقة التي نميل إليها بين هذين النوعين تؤثر على جودة حياتنا، وأهدافنا، ونتائج تصرفاتنا.

ما تأثير مفهومنا للعالم الخارجي على شخصيتنا

إنَّ مفهومنا للعالم الخارجي، يتغيّر ويُطابق الصورة المأخوذة منه، وكلّ ذلك يحدث برغبة تامة منّا، ممَّا يجعلنا نؤمن بالشيء الذي نفكّر فيه نهاية الأمر.

غالباً ما تكون أكثر العوامل تأثيراً على تفكيرنا وشعورنا دائماً، هم الآخرين الموجودين في حياتنا، فالناجحون هم من يكتسبون عادة الارتباط بالأشخاص الآخرين وخصوصاً الإيجابيين منهم، والمتوجهين دوماً نحو الصواب، بعيداً الأحيان بين كلا الطرفين، ويكون مصير علاقتهم الفشل الذريع.

أمَّا غير الناجحين، بطبيعة الحال يستمرون في الارتباط بأشخاص لن يحقّقوا أي شيء في حياتهم، وعادة ما تستمر علاقاتهم اللامجدية كون الأفكار تتطابق بين الفاشلين بشكل كبير.

كلتا المجموعتين من الأشخاص يصبحون أقرب فأقرب للأشخاص الذين يتوحّدون معهم، وهذه هي طبيعتنا البشرية أنَّنا نتوافق مع الأشخاص الذين تتوافق أفكارنا مع أفكارهم سواء الأشخاص الإيجابيين أو السلبيين.

أنواع طرق التفكير وتأثيرها على مستقبلنا

أ. عقلية النمو

الأشخاص الذين يمتلكون “عقلية النمو” يؤمنون بأن مهاراتهم وقدراتهم يمكن تطويرها من خلال الجهد والمثابرة. هذه العقلية تدفع الأفراد إلى قبول التحديات والسعي إلى التعلم المستمر. عندما يفشلون، يرون الفشل كجزء من عملية التعلم، مما يعزز من قدرتهم على التحسين والتطور.

ب. عقلية الثبات

على الجانب الآخر، يوجد أشخاص يتبنون “عقلية الثبات”، وهي الاعتقاد بأن القدرات والمهارات ثابتة ولا يمكن تحسينها. هؤلاء الأفراد يميلون إلى تجنب التحديات، ويشعرون بالإحباط بسرعة عندما يواجهون صعوبات. الفشل في نظرهم ليس جزءًا من التعلم، بل دليل على أنهم غير قادرين.

عقلية النمو تفتح أمام الأفراد أبواب النجاح، بينما عقلية الثبات تجعلهم عالقين في مكانهم، غير قادرين على التقدم.

كيف نغير طريقة تفكيرنا

أ.التعرف على الأفكار السلبية وإعادة صياغتها: الخطوة الأولى نحو تغيير طريقة التفكير هي أن نكون واعين بالأفكار السلبية التي تؤثر علينا. بمجرد أن نتعرف على هذه الأفكار، يمكننا أن نعيد صياغتها بطريقة إيجابية. على سبيل المثال، بدلاً من قول “لا أستطيع فعل هذا”، يمكننا أن نقول “أنا أتعلم وسأتحسن”.

ب. التفكير في الحلول بدلاً من المشاكل: عندما نواجه تحديًا، من السهل الوقوع في فخ التركيز على المشكلة نفسها. بدلاً من ذلك، يجب أن نحول انتباهنا إلى البحث عن الحلول الممكنة. التفكير في الحلول يساعد على تحويل التركيز إلى ما يمكن تحقيقه، مما يعزز التفاؤل والإيجابية.

ج.التعلم المستمر والتطوير الذاتي: تعلم أشياء جديدة وتحدي النفس باستمرار يعزز من عقلية النمو. عندما نتعلم مهارات جديدة أو نحسن من مهاراتنا الحالية، نبدأ في إدراك أن القدرات ليست ثابتة وأنه يمكننا التحسين دائمًا. هذا التفكير يعزز من ثقتنا بأنفسنا ويحفزنا على الاستمرار في التقدم.

د.التخلص من الخوف من الفشل: الفشل جزء طبيعي من الحياة، ولا ينبغي أن يكون سببًا للتراجع أو الإحباط. إذا نظرنا إلى الفشل كفرصة للتعلم والنمو، سنكون أكثر استعدادًا لتجربة أشياء جديدة وتحمل المخاطر. الفشل يمكن أن يكون نقطة انطلاق نحو النجاح، بشرط أن نتعلم منه ونستخدمه لتحسين أدائنا.

التفكير الإيجابي وأثره على النجاح

عندما نغير طريقة تفكيرنا إلى الإيجابية، نبدأ في ملاحظة التحولات الكبيرة في حياتنا. التفكير الإيجابي يساعدنا على التعامل مع التحديات بطريقة أكثر فعالية، كما يعزز من ثقتنا بأنفسنا وقدرتنا على تحقيق أهدافنا.

أ. زيادة الثقة بالنفس: الأشخاص الذين يفكرون بإيجابية يشعرون بثقة أكبر في قدرتهم على التعامل مع التحديات. هذه الثقة تدفعهم إلى اتخاذ خطوات جريئة وتجربة أشياء جديدة، مما يعزز فرص نجاحهم.

ب. تحسين العلاقات الاجتماعية: التفكير الإيجابي لا يؤثر فقط على الفرد، بل أيضًا على كيفية تفاعله مع الآخرين. الأشخاص الإيجابيون يجذبون الناس حولهم، ويكونون أكثر قدرة على بناء علاقات قوية ومستدامة.

ج. تحقيق النجاح في العمل: في بيئة العمل، يعتبر التفكير الإيجابي أمرًا حاسمًا لتحقيق النجاح. الأفراد الذين يركزون على الحلول ويتعاملون مع التحديات بثقة يكونون أكثر قدرة على تحقيق أهدافهم وتجاوز العقبات.

طريقة تفكيرنا هي التي تحدد ما سنكون عليه، سواء على المستوى الشخصي أو المهني. عندما نتبنى عقلية النمو والتفكير الإيجابي، نفتح أمام أنفسنا أبوابًا واسعة من الفرص والنجاح. من خلال تطوير نمط تفكير إيجابي والتركيز على الحلول بدلاً من المشكلات، يمكننا تحقيق إمكانياتنا الكاملة وتغيير مسار حياتنا نحو الأفضل.


شارك المقالة: