ما هو علاج الذهان

اقرأ في هذا المقال


إن الحصول على العلاج المبكر أمر مهم جداً بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض الذهان، حيث يجب أن يبدأ العلاج بعد أن تظهر أول نوبة من الذهان، يهدف ذلك إلى منع المرض من التأثير في علاقات الشخص في مكان العمل أو المدرسة ومنع تطور الحالة، أيضاً ظهور أعراض أكثر شدة في النوبات القادمة، يرتكز علاج مرض الذهان على الأدوية والعلاج السلوكي، أغلب المرضى يُظهرون تحسن ملحوظ مع هذا العلاج.

علاج الذهان

العلاج بالأدوية 

يقوم الطبيب بوصف الأدوية المضادة للذهان لعلاج أعراض المرض، فهي تقلل من أعراض الهلوسة والأوهام، كذلك تقوم بمساعدة المريض على التفكير بشكل أوضح، يعتمد الطبيب في اختياره للدواء على الأعراض التي يعانيها الشخص، فقد يحتاج المريض إلى الأدوية المضادة للذهان لفترة قصيرة؛ من أجل السيطرة على الأعراض، إلّا أنّ المرضى المصابين بالفصام قد يضطرون إلى تناول هذه الأدوية طوال حياتهم.

العلاج الدوائي هو الخيار الأول في علاج الذهان، خاصة عندما تكون الأعراض حادة. يعتمد العلاج الدوائي على استخدام مضادات الذهان، وهي أدوية تهدف إلى تقليل الأعراض الذهانية مثل الهلاوس والأوهام. هناك نوعان من مضادات الذهان:

  • مضادات الذهان التقليدية (القديمة): مثل هالوبيريدول وكلوربرومازين. هذه الأدوية تستهدف مادة الدوبامين في الدماغ، والتي ترتبط بالذهان، لكنها قد تسبب آثارًا جانبية حركية مثل الرعشة وتصلب العضلات.

  • مضادات الذهان الحديثة (الجيل الثاني): مثل ريسبيريدون وأولانزابين وكويتيابين. تعتبر أكثر فعالية وأقل آثارًا جانبية من الجيل الأول، خاصة من حيث الأعراض الحركية، لكنها قد ترتبط بزيادة الوزن وزيادة خطر الإصابة بالسكري.

يجب أن يتم استخدام مضادات الذهان تحت إشراف طبي، ويجب مراقبة استجابة المريض للأدوية وتأثيرها على حالته الصحية العامة.

العلاج السلوكي المعرفي

يقوم العلاج السلوكي المعرفي بتحضير الشخص المصاب لحضور الاجتماعات بشكل مستمر، يتحدث مع معالج الصحة النفسية من أجل تغيير طريقة التفكير والسلوكيات، فقد أظهر هذا العلاج فعالية كبيرة في مساعدة الأشخاص في إجراء تغييرات دائمة في حياتهم، كذلك حسين طرق تعاملهم مع مرضهم، في الغالب يكون هذا مفيد جداً للسيطرة على الأعراض، إلّا أنّه لا يحل المشكلة بشكل نهائي.

العلاج النفسي

العلاج النفسي يلعب دورًا كبيرًا في علاج الذهان، ويهدف إلى تحسين قدرة المريض على التعامل مع الأعراض والتحديات اليومية. يمكن أن يشمل العلاج النفسي عدة طرق:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد المرضى على التعرف على أنماط التفكير السلبية وتصحيح الأفكار غير الواقعية مثل الأوهام. يعمل المعالج مع المريض على تطوير استراتيجيات لتغيير هذه الأنماط وتحسين التعامل مع الهلاوس والأوهام.

  • العلاج الأسري: يهدف إلى دعم أفراد العائلة وتثقيفهم حول الذهان وكيفية التعامل مع الشخص المصاب به. يمكن أن يقلل ذلك من التوتر داخل الأسرة ويساهم في تحسين بيئة المريض.

  • التأهيل النفسي الاجتماعي: هذا النوع من العلاج يساعد المرضى على استعادة المهارات الاجتماعية والعملية، مما يتيح لهم التفاعل بشكل أكثر فعالية مع الآخرين والاندماج في المجتمع.

الاستشفاء

في حالات الذهان الحادة، قد يحتاج المريض إلى الاستشفاء لفترة مؤقتة. يكون ذلك ضروريًا في الحالات التي يكون فيها المريض معرضًا للخطر على نفسه أو الآخرين. يتم خلال فترة الاستشفاء مراقبة المريض بعناية وضبط العلاج الدوائي حتى تتحسن حالته.

التدخلات غير الدوائية

إلى جانب العلاج النفسي والدوائي، توجد بعض العلاجات غير التقليدية التي يمكن استخدامها، مثل:

  • التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS): يستخدم هذا العلاج للتحفيز المباشر لمناطق معينة من الدماغ باستخدام مغناطيس قوي. يمكن أن يساعد في تحسين أعراض الذهان، خاصة عند الأشخاص الذين لم يستجيبوا بشكل جيد للأدوية.

  • العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT): يستخدم في بعض الحالات الشديدة من الذهان، خاصة إذا كان المريض لا يستجيب للأدوية أو كان يعاني من حالة اكتئاب حادة مصحوبة بأعراض ذهانية. يتم تحفيز الدماغ بصدمات كهربائية تحت تأثير التخدير لتخفيف الأعراض.

إدارة الحالة المستمرة

حتى بعد السيطرة على الأعراض الحادة، يبقى من الضروري الاستمرار في متابعة الحالة. يمكن أن يعود الذهان إذا تم إيقاف العلاج أو إذا تعرض الشخص لضغوط نفسية كبيرة. لهذا السبب، يجب أن يكون هناك خطة علاجية طويلة الأمد تشمل:

  • الاستمرار في تناول الأدوية: غالبًا ما يُنصح المرضى بمواصلة تناول مضادات الذهان حتى بعد تحسن الأعراض لتجنب الانتكاس.

  • الدعم النفسي المستمر: يستفيد المرضى من المتابعة المستمرة مع المعالج النفسي والدعم الأسري والاجتماعي لمنع حدوث انتكاسات مستقبلية.

علاج الذهان يتطلب نهجًا متعدد الأوجه يشمل العلاج الدوائي والنفسي. يجب أن يكون العلاج مخصصًا لكل مريض بناءً على حالته الخاصة واستجابته للعلاج. من الضروري الاستمرار في متابعة الحالة بعد تحسن الأعراض لتجنب الانتكاس وضمان استقرار الحالة النفسية للشخص على المدى الطويل.


شارك المقالة: