اقرأ في هذا المقال
تلعب صفات الناس حول المشكلات التي يواجهونها دورًا مهمًا في ما إذا كانوا سيحاولون حل المشكلة أم لا، حيث ستكون الصفات المعنية قادرة على تحفيز وتفعيل الفرد الذي يواجه مشكلة من خلال التعلم والمواجهة، ومنها أظهرت نتائج البحث النفسي في الإسناد السببي أن الأشخاص الذين اعتقدوا أنهم قادرون على تعلم الأسباب في حل مشاكلهم بشكل فعال كانوا أكثر عرضة للاعتقاد بأن حالة المشكلة كانت تحت سيطرتهم وأن حالة المشكلة كانت نتيجة لقلة جهدهم.
علاقة التعلم السببي بالإسناد السببي في علم النفس
قد يكون للصفات التي يتخذها الناس من حالة المشكلة ومهاراتهم وقدراتهم تأثير حاسم على عملية حل المشكلات، لهذا السبب فإن معرفة سمات الفرد بحالة المشكلة ومهاراته سيكون لها تأثير على نتيجة الإسناد السببي، لذلك هناك حاجة لتقييم الإسناد والأنماط التوضيحية للفراد أثناء الإسناد السببي، حيث يتمثل أحد الأهداف السرية للإسناد السببي في تمكين الأفراد من استخدام السمات الوظيفية أو التكيفية من خلال التعلم السببي.
تتمثل علاقة التعلم السببي بالإسناد السببي في علم النفس في الإسناد إلى الحدث الأول أو الأخير، حيث وجد علماء النفس أن الناس قاموا بإسناد سببية إلى الماضي يحدث تسلسل، حيث أخبروا الأشخاص أن يتخيلوا أن شخصان يرميان قطعة نقود إذا ظهرت عملتان متماثلتان إما الرأسان أو كلاهما، فسيربح كل منهما 1000 دولار، ومع ذلك إذا ظهرت العملتان بشكل مختلف، فلن يحصل كل منهما على شيء.
في تجربة أخرى يبدو فيها أيضًا أن اللاعبين الأول والأخير يساهمان بشكل متساوٍ في النتيجة، وجد الباحثين في علم النفس أن الأشخاص قاموا بإحالات سببية إلى اللاعب الأول، في الحدث التسلسلي، عند النظر لمجموعة من اللاعبين في محاولة حل 20 مشكلة متعددة الخيارات، وكل مشكلة لديها أربع إجابات بديلة.
كان النصف الأول من الفريق مسؤولاً عن تضييق نطاق الاختيار من أربع إلى إجابتين محتملتين، والنصف الثاني من الفريق كان مسؤولا عن اختيار الإجابة الصحيحة النهائية من الجوابين اللذين سلمهما النصف الأول للفريق، تم إخبار الأشخاص بأن العدد الإجمالي للفريق صحيح وسألوا عن مقدار كل نصف من الفريق تسبب في النتيجة النهائية، وقامت مجموعة ضابطة من الأشخاص بتقييم المهمتين على أنهما صعبان بنفس القدر، لكنهم اعزوا المشاركين في التجربة السببية أكبر للعدد الإجمالي الصحيح إلى النصف الأول من الفريق.
تتمثل علاقة التعلم السببي بالإسناد السببي في علم النفس من خلال الإسناد كحكم سببي، حيث تم استلهام المجال الرئيسي الثاني لبحوث علاقة التعلم السببي بالإسناد السببي من نموذج كيلي 1967 للإسناد السببي، بالتركيز على رؤية هايدر بأن الأحكام السببية هي أمر محوري في الإدراك الاجتماعي، اقترح كيلي أن مثل هذه الأحكام تستند إلى مفهوم بسيط يتمثل في قاعدة معالجة المعلومات أي أنه يستنتج الناس تلك الأسباب التي تتناسب مع الحدث المعني.
على وجه التحديد عندما يتصرف شخص معين تجاه الكائن أو الموقف أو شخص ثاني، يُنظر إلى سبب السلوك الإنساني على أنه يكمن في نفس هذا الشخص المتمثل في الإسناد الداخلي، وإذا كان عدد قليل من الأشخاص الآخرين يتصرفون كما يفعل هذا الشخص يكون الإجماع منخفض، وإذا كان هذا الشخص يتصرف بنفس الطريقة تجاه غيره بمرور الوقت يحدث تناسق عالي، وإذا كان يتصرف بنفس الطريقة تجاه الأشياء الأخرى يكون ذو تمييز منخفض.
على النقيض من ذلك يُنظر إلى سبب السلوك الإنساني على أنه يكمن في الموقف أو الشخص المقابل بأنه الإسناد الخارجي فإذا كان معظم الأشخاص الآخرين يتصرفون كما يفعل الشخص الأول يكون إجماع عالي، وإذا كان الشخص الأول يتصرف بنفس الطريقة تجاه الشخص المقابل له بمرور الوقت فيكون ذو تناسق عالي، وإذا كان سلوك الشخص الأول مختلفًا تجاه الكائنات الأخرى يكون التميز عالي، لذلك تم تبني نموذجة التعلم السببي من قبل الباحثين في التفكير السببي في كل من علم النفس الاجتماعي والمعرفي.
اختبارات ونماذج التعلم والإسناد السببي في علم النفس
تميل الاختبارات التجريبية لنموذج التباين إلى دعم العلاقة بين التعلم السببي بالإسناد السببي في علم النفس، على الرغم من أن هذا الدعم كان مقصورًا على الإعدادات التجريبية حيث كان لمعلومات التباين المشترك المقدمة صراحة تأثير على الأحكام، ففي مطلع القرن الحادي والعشرين لم تظهر أي دراسات أن الناس بشكل عفوي في مواقف الحياة اليومية يبحثون عن معلومات التباين قبل الإجابة على سؤال لماذا.
علاوة على ذلك لا يقدم نموذج التباين أي تنبؤات حول المواقف التي يفتقر فيها الأشخاص إلى معلومات التباين على سبيل المثال الملاحظات الفردية، أو التي لا يكون لديهم فيها الدافع لاستخدام المعلومات على سبيل المثال أن يكون الموقف أو الشخص تحت ضغط الوقت، فبالنسبة لتلك الحالات اقترح علماء النفس لاحقًا قواعد إضافية للاستدلال السببي أي المخطط السببي للتعلم والإسناد السببي، واحد منهم هو مبدأ الخصم الذي ينص على أنه في ظل ظروف معينة.
يؤدي السبب الثاني إلى إضعاف معقولية السبب الأول، على سبيل المثال إذا نجح الطالب في امتحان صعب فقد نشرح ذلك بافتراض أنه درس بجد، ولكن عندما سمعنا أنه غش لم نعد نعتقد أنه درس بجد وبالتالي استبعد التفسير السابق.
كانت المشكلة التي حاولت نماذج الإسناد السببية في علم النفس معالجتها هي مشكلة الاختيار السببي، أي كيف يختار المدركين أسبابًا معينة لشرح سلوك أو حدث معين، على الرغم من أن نماذج كيلي نفسها لم تحل هذه المشكلة تمامًا تم تطوير نماذج بديلة لاحقًا، فقد أثر عمل كيلي بشكل عميق على بحث الإسناد بافتراض أن الناس يقسمون الأسباب إلى الداخلية أي شيء عن الفاعل والخارجية أي شيء عن الموقف وأن الانقسام الداخلي والخارجي ينطبق بشكل عام على جميع السلوكيات والأحداث على حد سواء.
أثبت هذا الانقسام أنه متغير تابع بسيط مقنع سمح للباحثين باستكشاف مجموعة متنوعة من الظواهر المثيرة للاهتمام، واحدة من هذه الظواهر هي التحيز الذاتي في التفسيرات أي ميل الناس إلى شرح نتائجهم الإيجابية والسلبية من أجل الحفاظ على التصورات الذاتية الإيجابية أو الانطباعات العامة، على سبيل المثال يُتوقع من الطلاب شرح درجة جيدة من خلال الاستشهاد بالأسباب الداخلية مثل القدرة أو العمل الجاد، والدرجة السيئة من خلال الاستشهاد بأسباب خارجية مثل سوء الحظ أو مدرس غير معقول.
ظاهرة أخرى مهمة توضح علاقة التعلم السببي بالإسناد السببي في علم النفس هي عدم تماثل الممثلين والمراقبين، وهو ميل الناس لشرح سلوكياتهم وسلوكيات الآخرين بطرق مختلفة منهجية، على وجه التحديد جادل البحث النفسي وأكدت الدراسات اللاحقة أن الناس يميلون إلى شرح سلوكياتهم بالرجوع إلى عوامل خارجية على سبيل المثال لقد اخترت علم النفس باعتباره تخصصي الرئيسي لأنه مثير للاهتمام، لكنهم يشرحون سلوكيات الآخرين بالرجوع إليها، إلى الصفات الداخلية على سبيل المثال لقد اختار علم النفس باعتباره تخصصه لأنه يريد مساعدة الناس.