اقرأ في هذا المقال
- ما هي الذاكرة العاملة
- وظيفة الذاكرة العاملة في العقل
- آلية عمل الذاكرة العاملة في العادات العقلية
- تحسين أداء الذاكرة العاملة
عندما يحتاج المرء إلى تذكر رقم هاتف أو قائمة تسوق أو مجموعة من التعليمات فإنّه يعتمد على ما يشير إليه علماء النفس وعلماء الأعصاب بالذاكرة العاملة، حيث إنّها القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات ومعالجتها في الاعتبار على فترات زمنية وجيزة، كما إنّها للأشياء المهمة بالنسبة للمرء في الوقت الحاضر ولكن ليس بعد 20 عامًا من الآن.
ما هي الذاكرة العاملة
الذاكرة العاملة هي كمية صغيرة من المعلومات التي يمكن وضعها في الاعتبار واستخدامها في تنفيذ المهام المعرفية، وعلى عكس الذاكرة طويلة المدى حيث الكم الهائل من المعلومات المحفوظة في حياة الفرد، والذاكرة العاملة هي واحدة من أكثر المصطلحات استخدامًا في علم النفس، وغالبًا ما كان مرتبطًا أو ذو علاقة بالذكاء ومعالجة المعلومات والوظيفة التنفيذية والفهم وحل المشكلات والتعلم في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين الطفولة والشيخوخة وفي جميع أنواع الحيوانات، وهذا المفهوم موجود في كل مكان في هذا المجال لدرجة أنّه يتطلب دراسة متأنية من الناحية التاريخية ومن حيث التعريف لتحديد خصائصه وحدوده الرئيسية.
وظيفة الذاكرة العاملة في العقل
يعتقد الباحثون أنّ الذاكرة العاملة أساسية لعمل العقل حيث إنّه يرتبط بالعديد من القدرات والنتائج العامة، وهي أشياء مثل الذكاء والتحصيل الدراسي ويرتبط بالعمليات الحسية الأساسية، ونظرًا لدورها المركزي في حياتنا العقلية وحقيقة أننا ندرك على الأقل بعض محتوياتها فقد تصبح الذاكرة العاملة مهمة في سعينا لفهم الوعي نفسه، ويركز علماء النفس وعلماء الأعصاب على جوانب مختلفة أثناء بحثهم في الذاكرة العاملة، حيث يحاول علماء النفس تحديد وظائف النظام بينما يركز علماء الأعصاب أكثر على دعائمه العصبية.
كما تكون سعة الذاكرة العاملة لدى الإنسان سعة محدودة حيث يمكننا أن نضع في الاعتبار قدرًا معينًا فقط من المعلومات في أي وقت ولكن الباحثين يناقشون طبيعة هذا الحد، فيقترح الكثير أنّ الذاكرة العاملة يمكنها تخزين عدد محدود من العناصر أو قطع المعلومات، ويمكن أن تكون هذه أرقامًا أو أحرفًا أو كلمات أو وحدات أخرى، ويجادل نهج نظري مختلف في أنّ حد السعة ينشأ لأنّ العناصر المختلفة ستتداخل مع بعضها البعض في الذاكرة.
وبالطبع تتحلل الذكريات بمرور الوقت على الرغم من أنّ التمرين على المعلومات الموجودة في الذاكرة العاملة يبدو أنّه يخفف من هذه العملية، وما يسميه الباحثون بروفة الصيانة ينطوي على تكرار المعلومات ذهنيًا بغض النظر عن معناها أي بجعلها عادات عقلية، على سبيل المثال مراجعة قائمة البقالة وتذكر العناصر تمامًا مثل الكلمات بغض النظر عن الوجبة التي ستتحول إليها.
كما تتغير ذاكرة العاملة على مدار العمر حيث يتحسن أداء المرء في اختبارات الذاكرة العاملة طوال مرحلة الطفولة وقدرتها هي القوة الدافعة الرئيسية للتنمية المعرفية، ويزداد الأداء في اختبارات التقييم بشكل مطرد طوال سنوات الرضاعة والطفولة والمراهقة، ثم يصل الأداء إلى ذروته في مرحلة الشباب، وعلى الجانب الآخر تعد الذاكرة العاملة واحدة من القدرات المعرفية الأكثر حساسية للشيخوخة ويتراجع الأداء في هذه الاختبارات مع تقدم العمر.
آلية عمل الذاكرة العاملة في العادات العقلية
قابلية أو سعة الذاكرة العاملة ربما تكون هي المفتاح لمفهوم المعرفة الحديث، وفي سلسلة من المقالات للعالمين كوليدج فريد ووين توم اللذان عملا على حالة كاملة لمفهوم الإنسان الفردي، حيث أنّ زيادة في سعة الذاكرة العاملة تشير إلى قابلية مسك المعلومة ذات العلاقة بالهدف في العقل عندما تحقن بالمعرفة أو بالمهارات والتصرفات السلوكية.
إنّ زيادة سعة الذاكرة العاملة تجعل الإنسان المعاصر (humans modern anatomically – AMH) أكثر قدرة على مسك المعلومة في الذاكرة وخصوصاً المعلومة المتعلقة بالسلوكيات المنتجة والأهداف المقصودة في وجه المنافسة أو إشارات المنافسة أو ردود فعل المنافسة، وهكذا بموجب مفهوم التحدي (AMH) يتجهز الإنسان بشكل أفضل لمقاومة التحير وتجنب العادات غير المنتجة في التفكير والسلوك، وهذه القابلية ركز
عليها العالمان كوليدج ووين لأنها كانت أساس في اكتشاف علاقات جديدة والانخراط في الابتكار المعرفي وخلق واستعمال الرموز.
وأخيرًا نقول أنّه امتلاك الفرد للعادات العقلية تجعله يكون معتقدات، وإذا كانت هذه المعتقدات سلبية تجعله غير قادر على القيام بمهامه، ومن هذه العادات السلبية عادات التشكيك في الذاكرة وبعمليتها وبمعالجتها للمعلومات، وبالتالي فإنّ هذا الاعتقاد يدفع الدماغ إلى جعله حقيقة، وإذا كانت هذه المعتقدات إيجابية فإن الدماغ أيضاً سيجعلها حقيقة، لذلك أنّ عقل الإنسان يرتقي إلى مستوى توقعاته الشخصية.
تحسين أداء الذاكرة العاملة
هناك بعض الأدلة على أنّه من الممكن تدريب ذاكرة الإنسان العاملة وجعلها كعادات عقلية وذلك باستخدام المهام التفاعلية مثل الألعاب البسيطة للأطفال التي تنطوي على قدرة الذاكرة، ولقد تم اقتراح أنّ هذا التدريب يمكن أن يساعد في تحسين الدرجات في أنواع أخرى من المهام مثل تلك التي تنطوي على المفردات والرياضيات، وهناك أيضًا بعض الأدلة على أنّ التدريب لتقوية الذاكرة العاملة يمكن أن يحسن أداء الأطفال الذين يعانون من حالات معينة مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ومع ذلك غالبًا ما تخلص مراجعات البحث إلى أنّ الفوائد قصيرة العمر ومحددة للمهمة المدربة.
علاوة على ذلك قد تكون التحسينات الموجودة في بعض هذه الدراسات ناتجة عن تعلم كيفية استخدام موارد الذاكرة العاملة بشكل أكثر كفاءة بدلاً من زيادة سعتها، والأمل في هذا النوع من التدريب هو أنّه يمكننا العثور على مهام بسيطة نسبيًا من شأنها تحسين الأداء ليس فقط في المهمة نفسها ولكن أيضًا الانتقال إلى مجموعة من التطبيقات الأخرى.
طرق تحسين الذاكرة العاملة
قد يتساءل المرء كيف يمكن تحسين الذاكرة العاملة دون التأثير على تحسين الأداء في المهام الأخرى وجعلها كعادة عقلية والتي تعتمد على الذاكرة العاملة، ويمكن أن يحدث هذا بسبب احتمال وجود طريقتين يمكن للتدريب من خلالهما تحسين أداء المهمة وهما:
1- أولاً قد يؤدي تدريب الذاكرة العاملة نظريًا إلى زيادة وظيفة العملية الأساسية بقدر ما يمكن تقوية العضلات من خلال الممارسة، أو على الأقل قد يتعلم الأفراد أنّه من خلال الجهد الدؤوب لاهتمامهم وجهدهم يمكنهم القيام بعمل أفضل، ومن المفترض أنّ هذا هو المسار المأمول في تدريب الذاكرة العاملة أو الوظيفة التنفيذية.
2- ثانيًا على الرغم من ذلك من الممكن أن يؤدي تدريب الذاكرة العاملة إلى اكتشاف استراتيجية لإكمال المهمة أفضل من الاستراتيجية المستخدمة في البداية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين الأداء في المهمة التي يتم تدريبها ولكن الخبرة والاستراتيجية المكتسبة قد لا تكون ذات صلة بالأداء في المهام التعليمية الأخرى حتى تلك التي تعتمد على الذاكرة العاملة، وقد يكون هذا المسار متوقعًا إذا كان المشاركون يبحثون عادةً عقليةً عن طريقة لحل مشكلة لا تتطلب اهتمامًا كبيرًا إلا إذا كانت المكافأة عالية.