علاقة علم النفس المعرفي بعلم النفس السلوكي

اقرأ في هذا المقال


يفترض علم النفس المعرفي أن البشر يمتلكون القدرة على علاج وتنظيم المعلومات في أذهانهم، إنه يهتم بدرجة أقل بالسلوك المرئي وأكثر بعمليات التفكير التي تكمن وراءه، كما يحاول علم النفس المعرفي فهم مفاهيم مثل الذاكرة واتخاذ القرار والانتباه.

أهم مفاهيم علم النفس المعرفي:

  • علوم الدماغ: إن الاستنتاج الذي نشأ من خلال التعاون بين علماء المخ والأعصاب وعلماء علم النفس المعرفي، أدى إلى ظهور إنجازات قيّمة من حيث دراسة طبيعة دماغ الإنسان، ذلك عن طريق التحليل المخبري لمخ الإنسان من قبل علماء المخ والأعصاب، كذلك التحليل العصبي من قبل علماء علم النفس المعرفي.
  • الإدراك: يعتبر الإدراك أحد أهم مواضيع علم النفس المعرفي، فهو يركّز على المثيرات الحسية وبيانها وتفسيرها عند الإنسان، فلا يتوقّف على إدراك خصائص الأمور الطبيعية فقط، بل يضم كذلك إدراك الرموز والمعاني؛ أما شروط حدوثه فهو وجود المثير والتعرف عليه والإحساس به ومن ثم الاستجابة له.
  • الذاكرة: يمكن تعريف الذاكرة بأنها مجموعة كبيرة من المعلومات التي يجمعها عقل البشر ويحفظها فيه، حتى نستخدم في المستقبل عند الحاجة إليها، فعندما يستقبل عقل الإنسان معلومة ما يحتفظ بها لفترة، وفق هذه الفترة تولد أنواع الذاكرة الثلاث؛ الذاكرة الحسية وهي ذاكرة لحظية يمكنك تذكر المعلومة فيها لبضع ثوان فقط، كذلك الذاكرة المؤقتة والتي تخزن المعلومات لفترة قصيرة، ثم الذاكرة طويلة المدى أو الدائمة وهي الذاكرة التي تحفظ فيها كل ذكريات الإنسان والمعلومات التي اكتسبها طوال حياته، إلا إذا تشكّل عامل خارجي كالزهايمر.
  • تمثيل المعرفة: هي إحدى العمليات التي تميز كل فرد عن الآخر، فرغم وجود بعض التشابه في عملية تمثيل المعرفة عند الأفراد حتى يمكنهم التعايش سوياً، إلا أن كل شخص يقوم باستقبال المثيرات المختلفة بطريقة خاصة به تميزه عن الآخر، بطريقة تجعل استحالة وجود تطابق كلي في هذه العملية، فهي تحدث عن طريق استخلاص المعلومات من الخبرة الحسية عند الإنسان، من ثم إعادة تنظيهما وإضافتها إلى المعلومات المخزنة سابقاً في الذاكرة.
  • اللغة: من أهم المفاهيم الخاصة بعلم النفس المعرفي هي اللغة، فهي تعتبر مقاطع صوتية تتكون من حروف وأسماء وكلمات، كما أنها الطريقة التي تجعل الإنسان يتواصل مع الآخرين، حتى يتواصل معهم لابد من وجود قاموس مخزن مملوء بالكلمات التي يستخدمها في المواقف المختلفة، تساعد اللغة بعض الإشارات الحركية والجسدية التي توصل المعلومة بصورة أسهل وأوضح.

  • حل المشكلات: إن المشاكل التي يواجهها الإنسان يومياً في حيات والتي يلزم معها خلق الحلول للتخلص منها، هي ما تسمى في علم النفس المعرفي بالعملية العقلية، وهي التي يبحث فيها الشخص عن شيء مناسب لحل مشكلاته، كما يلزم معها اتخاذ قرارات ما حتى يصل الشخص في نهاية المطاف إلى اكتشاف حل للمشكلة لم يراه أو يكتشفه من قبل.
  • الانتباه: هي المعلومات التي يستقبلها عقل البشر من البيئة التي تحيط بهم، كذلك التي يتم اختيارها من بين كمية كبيرة أخرى من المعلومات، ذلك لأن العقل غير قادر على هذا الكم الهائل من المعلومات أو الأحداث في نفس الوقت، وإلا سيحدث خلل في سلوك الفرد ويتشتت في انتباهه وتركيزه.

علاقة علم النفس المعرفي بعلم النفس السلوكي:

يهتم علم النفس السلوكي فقط بالسلوك الذي يمكن ملاحظته، إنه يفترض أننا نتعلم من خلال ربط أحداث معينة بعواقب معينة وسوف نتصرف في الطريق مع أكثر النتائج المرغوب، كما يفترض كذلك أنه عندما تحدث الأحداث معاً، فإنها تصبح مرتبطة وسيكون لأي من الحدثين نفس الاستجابة، لم يلاحظ هذا الفرع من علم النفس أي فرق بين سلوك الحيوان وسلوك الإنسان، يحاول كلا فرعي علم النفس شرح السلوك البشري، مع ذلك فقد تم استبدال كلا الفرعين بمقاربات أخرى؛ مثل السلوك المعرفي وعلم النفس الاجتماعي؛ الذي ينظر في كيفية تشكيل تفاعلاتنا مع الآخرين في سلوكنا.
هناك الكثير من وجهات النظر المختلفة مثل النظرية البنيوية والوظيفية والسلوكية ونظرية الجشطالت والديناميكية النفسية والإنسانية والتطورية والنظرية البيولوجية والمعرفية والثقافة والتنوع، على نهج المعرفية تدور حول مفهوم فهم لماذا يتصرف الناس بطرق محددة تتطلب منا فهم العمليات الداخلية لكيفية عمل العقل، علم النفس المعرفي هو فرع من فروع علم النفس يتضمن دراسة العمليات العقلية التي يستخدمها الناس عند التفكير والإدراك والتذكر والتعلم، ينصب التركيز الأساسي لعلم النفس المعرفي على عملية اكتساب الأشخاص للمعلومات ومعالجتها وتخزينها.
تشمل التطبيقات العملية للبحث المعرفي تحسين الذاكرة وزيادة القرار، كما جعل المناهج دقيقة وجيدة لتعزيز التعلم، يرتبط علم النفس المعرفي بالتخصصات ذات الصلة مثل علم الأعصاب والفلسفة واللغويات والتصميم التعليمي، يستخدم الباحثون في علم النفس المعرفي طرق البحث العلمي لدراسة العمليات العقلية ولا يعتمدون على التصورات الذاتية، يمكن تعريف علم النفس السلوكي بأنه أحد العمليات التي تتطور فيها سلوكيات الكائنات الحية استجابة للظروف، ذلك ضمن الإِشْراط التقليدي والإِشراط الاِستثابي؛ ذلك لأنهما يحددان السلوك النفسي.
من عام 1950 إلى عام 1970 كان هناك تحول بعيد عن النهج المعرفي والحركة كانت نحو علم النفس السلوكي الذي يركز على مواضيع مثل الانتباه والذاكرة وحل المشكلات، في عام 1967 وصف عالم النفس الأمريكي أولريك نيسر منهجه في كتابه علم النفس المعرفي، ينص Neisser على أن الإدراك يتضمن جميع العمليات التي يتم من خلالها تحويل المدخلات الحسية وتقليلها وتفصيلها وتخزينها واستعادتها واستخدامها، فهي معنية بهذه العمليات حتى عندما تعمل في غياب التحفيز ذي الصلة.
كما هو الحال في الصور والهلوسة، بالنظر إلى هذا التعريف الشامل من الواضح أن الإدراك متورط في كل شيء يمكن أن يفعله الإنسان وأن كل ظاهرة نفسية هي ظاهرة معرفية، يؤكد النهج السلوكي على السلوكيات الخارجية بدلاً من الحالة الداخلية من العمليات العقلية من المعلومات، تتضمن المفاهيم الأساسية لعلم النفس السلوكي التكييف والتعزيز والعقاب.
يشير أساس علم النفس السلوكي إلى أن جميع السلوكيات يتم تعلمها من خلال الارتباطات كما أوضح عالم البيولوجيا إيفان بافلوف الذي أثبت أن الكلاب يمكن تكييفها لإفراز اللعاب عند سماع صوت الجرس، أصبحت هذه العملية معروفة باسم التكييف الكلاسيكي وأصبحت جزء أساسي من علم النفس السلوكي، هناك عدد من القوى المختلفة التي يمكن أن تؤثر على سرعة اكتساب السلوك وقوة هذا الارتباط، كذلك مدة استمرار التأثير وتصف القائمة التالية السيناريوهات المحتملة:

  • الاكتساب: هو المرحلة الأولى من التعلم عندما يتم إنشاء الاستجابة لأول مرة وتقويها تدريجياً.
  • الانقراض: هو عندما تنخفض أو تختفي استجابة مشروطة.
  • التعافي التلقائي: هو عودة ظهور الاستجابة المشروطة بعد فترة راحة أو فترة استجابة أقل.
  • التعميم التحفيزي: هو ميل الحافز المشروط لاستحضار استجابات مماثلة بعد تكييف الاستجابة.
  • التمييز: هو القدرة على التفريق بين المنبه المشروط والمحفزات الأخرى التي لم يتم إقرانها بحافز غير مشروط.

شارك المقالة: