علم النفس في العصور القديمة الكلاسيكية

اقرأ في هذا المقال


علم النفس في العصور القديمة الكلاسيكية:

يعبر علم النفس في العصور القديمة الكلاسيكية عن الفترة التي كانت تعتبر من الفترات المهمة في نهضة وبناء مفهوم علم النفس، بحيث كانت من أول المراحل التي بدأ بها العديد من الفلاسفة وعلماء النفس بتطوير مفاهيم علم النفس والتعرف على أهم المجالات التي تعبر عن قدرة علم النفس في التدخل والمعالجة.

الفترة التي نعرفها بالعصور القديمة الكلاسيكية لعلم النفس هي الفترة التي تبدأ بفترة هوميروس وتنتهي بالانتشار الثقافي الهيليني، والتي تعبر عن مهام هؤلاء الأشخاص في نهضة علم النفس وانتشاره عبر التاريخ.

أهم الأسس في علم النفس في العصور القديمة الكلاسيكية:

تتعدد الاتجاهات والعلماء الذين ظهروا في العصور القديمة واهتموا ببناء ونهضة علم النفس، وكان لكل اتجاه ولكل عالم أسس يتكأ عليها ودور خاص في علم النفس، حيث تتمثل الأسس في علم النفس في العصور القديمة الكلاسيكية من خلال ما يلي:

1- أسس هوميروس:

يتأثر الفكر اليوناني القديم، على نطاق واسع بملاحم هوميروس وأسسه في علم النفس، حيث أن وجهات النظر النفسية للعالم القديم مدينة بشكل نسبي له؛ لأن هذه القصائد هي دراسات شخصية تهتم بالمجالات الشخصية للأفراد والظروف التي تدفع إلى الفعل وتشوه الإدراك وتسبب الأفكار والمشاعر وتشكل الحياة الاجتماعية.

2- أسس ما قبل سقراط:

كان الدافع وراء الاستيطان اليوناني يميل أكثر نحو الفلسفة من خلال التواصل اليومي مع ثقافات مختلفة جذريًا بناءً على مفاهيم وتقاليد مختلفة جذريًا، وأول من أطلق على نفسه اسم فيلسوف كان فيثاغورس، من جزيرة ساموس الأيونية وطاليس وأناكسيماندر وأناكسيمينيس، الذين توضح فيما بعد أنهم كانوا ذو أدوار في ظهور علم النفس الفلسفي.

3- أسس علم النفس لأفلاطون:

يُزعم أن أسس أفلاطون في علم النفس لا تفعل أكثر من مجرد الإبلاغ عن تعاليم سقراط، ولكن الكثير مما هو موجود في هذه الأعمال هو بالتأكيد اختراع أفلاطون نفسه، حيث يمتد تكوينهم على مدى سنوات بحيث يجب على المرء أن يميز بين الأعمال المبكرة والمتوسطة والمتأخرة، مع وجود انحرافات درامية في بعض الأحيان عبر هذه الفترات.

حيث تتناول الحوارات أربع مشاكل أساسية في الفترة التي ظهر بها أسس علم النفس لأفلاطون تتمثل في مشكلة المعرفة في الأنطولوجيا والميتافيزيقيا، ومشكلة المعرفة في نظرية المعرفة وعلم النفس، ومشكلة السلوك الإنساني في الأخلاق، ومشكلة الحكم في العلوم السياسية والاجتماعية.

4- أسس علم النفس لأبقراط:

من بين العديد من المشاريع الإبداعية لليونان الكلاسيكية، من المؤكد أن الطب اليوناني يجب أن يحتل مرتبة عالية مثل أي شيء آخر، ومدرسة أبقراط تأخذ المكانة الأعلى والأفضل، حيث استفاد هذا التفكير البيولوجي المنعكس في أعمال أرسطو بالتأكيد من التأثيرات الخلفية لمدرسة أبقراط ومن العلوم اليونانية بشكل عام.

لم يتم تأريخ أسس أبقراط بسهولة، ولا يمكن تتبع كتابات أبقراط الطبية لأي شخص من هذا القبيل، حيث تم تطويرها على مدار أكثر من قرن وتفاوتت بشكل كبير في الجودة والمحتوى، وتشير حوارات أفلاطون إلى تلاميذ أبقراط، لذا فإن العمل المنسوب إلى أبقراط كان أقدم من الحوارات، ومن المعتاد تخصيص حياته في الهدف النفسي لعلم النفس.

تم حفظ تعاليم أسس أبقراط في عدد من الأعمال في علم النفس، لا سيما في أطروحات جالينوس، حيث كانت متسقة عبر الحسابات المختلفة وهي الطريقة التجريبية في التحقيق، بعدها استنتج أتباع أبقراط أن الجسد نفسه، وخاصة مزاج الجسد يتطلب توازنًا دقيقًا، ولم يكن من غير المألوف أن يتم علاج الاضطرابات النفسية من خلال مزيج من الأطعمة والموسيقى.

حيث استخدام أسس النظام الغذائي في فترات العلاج النفسي للأفراد وخاصة في الفترات التي انتشرت بها الأوبئة، حيث أن هناك إشارات متكررة إلى الحمى والبرد، إلى غيرها من التدفقات أو العواصف من المزاج، وبالمثل تركز العلاجات النفسية في أسس أبقراط على النوم والراحة والهدوء والاعتدال.

أثبت أبقراط سريريًا في علم النفس أن الإصابات في الرأس والإمداد الوريدي للدماغ لها الأثر في الإدراك والحركة والعديد من العمليات والوظائف النفسية، أعطت نظرية أبقراط العضدي عن التصرفات النفسية طبيعة بلغمية ثابتة لبعض الناس وبالتالي لأطفالهم.

لم يكن تبرير مثل هذه الصفات تجريبيًا بشكل صارم ولكنه كان بالتأكيد قائمًا على تشابه عائلي في مسألة المزاج، بشكل غير مباشر قدمت نظرية النوع الجيني للشخصية في علم النفس الدعم لنظريات تحسين الروح الحديثة للعلوم التجريبية والمراقبة السريرية.

تطرق لأن يجب أن يبدأ الخطاب النفسي بحقائق بديهية، معتبرة أن مثل هذه الفرضيات تتناقض مع الرعاية الجيدة للمرضى وفهم أمراضهم، بدلاً من هؤلاء قام أبقراط بتجميع كتيب حقيقي عن الأعراض والعلاجات والنتائج النفسية، وفي هذه العملية، ومن خلال الترجمات وتأثير جالينوس، كان لها تأثير على ممارسة الطب ونظرياته لأكثر من ألفي عام بمهارة أكبر ولكن بثبات.

5- أسس علم النفس لأرسطو:

درس أرسطو في ظل أفلاطون لمدة 20 عامًا، منذ تأسيسها حتى وفاة أفلاطون، وعلى الرغم من كونه معجبًا مخلصًا وصديقًا لمعلمه العظيم، فقد ابتعد أرسطو عن الفلسفة الأفلاطونية في نطاق وتفاصيل استفساراته وفي طريقة الاستفسار، وغالبًا ما تم الاعتماد على صياغته الكلاسيكية للعمليات النفسية إلى إهمال أعماله الأخرى.

حيث أن أي محاولة لفهم علم النفس المنهجي الكامل الخاص بأسس علم نفس أرسطو يتطلب أخذ عينات سخية من العديد من أطروحاته، بما في ذلك تلك المخصصة للمنطق في علم النفس والأخلاق والسياسة والميتافيزيقا في علم النفس.

6- أسس علم النفس الرواقي والأبيقوري:

الرواقية والأبيقورية فلسفتان متنافستان في بناء وظهور علم النفس، لكنهما تشتركان في عدة خصائص ملحوظة، خاصة في تطورهما المبكر، فكلاهما كان رد فعل للمدارس المؤثرة للمتشككين، واستجابات مصممة لإعادة الفلسفة إلى الاحترام، على الرغم من أن الرواقية لم تتطابق أبدًا مع المادية الراديكالية للأبيقوريين، فقد تبنى كلا النظامين منظورًا طبيعيًا لعلم النفس.

كان كل من أسس الرواقية والأبيقورية أيضًا احتياطيًا في علم الوجود النفسي، ملتزمًا بوجهة النظر القائلة بأن الكون يمكن اختزاله في النهاية إلى وكالة واحدة، أو قوة أو عنصر أو نوع من الأشياء، فبالنسبة للأبيقوريين كانت ذرية، وبالنسبة للرواقيين الأوائل، شيء يشبه الغضب أو الأثير، وغالبًا ما أشار الرواقيين إلى هذه النار الخلاقة على أنها الشعارات والفكر بنفس المصطلحات الفيزيائية.

ربما كانت المساهمة الرئيسية لعلم النفس الرواقي في التأكيد على أهمية اللغة، حيث اعتبر الرواقيين اللاحقين أن البراعة اللغوية البشرية بشكل خاص تؤسس بفعالية مكانًا فريدًا وعائلة تم استبعاد جميع غير اللغويين منها إلى الأبد، وهكذا بدأ الرواقيين تقليد اعتبار البشر على أنهم يتمتعون بحقوق خاصة غير متوفرة خارج الأسرة البشرية.


شارك المقالة: